أكد نيافة الانبا يوحنا قلتة النائب البطريركى للاقباط الكاثوليك أنه قد حدثت ثورات على مر التاريخ في بلدان العالم كافة، لكنها لم تمس أبداً تراث الأمة، لم تحرق تاريخها وكنوزها العلمية أو التاريخية، فكيف يحدث في مصر أم التاريخ ومتحف العالم وكعبة الحضارات والثقافة، ماذا ننتظر؟
أكد نيافة الانبا يوحنا قلتة النائب البطريركى للاقباط الكاثوليك أنه قد حدثت ثورات على مر التاريخ في بلدان العالم كافة، لكنها لم تمس أبداً تراث الأمة، لم تحرق تاريخها وكنوزها العلمية أو التاريخية، فكيف يحدث في مصر أم التاريخ ومتحف العالم وكعبة الحضارات والثقافة، ماذا ننتظر؟ هل ننتظر حتى يحرق المتحف؟ أنه العبث والانتحار الحضاري.
و أضاف نيافته أن هذا العبث من قبل الأحزاب السياسية التي لم تقدم برنامجاً اقتصادياً أو رؤية سياسية أو خطة لرقي التعليم والصحة، ما نسمعه إنما هو التدمير بعينه، بعضهم يعلن بلا خجل أو حياء رغبته في تدمير السياحة، فهل يجهل أن مصر شئنا أم أبينا تحمل ثلث تراث الحضارات والآثار، وأنها أبدعت لتكون في موقع فريد يلتقي فيه أمم العالم ليتعلموا ، وبعض آخر لا يتورع عن تقسيم الشعب إلى طوائف وفئات ونسى أن مصر كيان لا ينقسم، صنعها الخالق ليست فيها إلا عنصر واحد هو الإنسان المصري، وهو غير قابل للانقسام بسبب الدين أو الجنس هكذا عاش منذ آلاف السنين، هذا العبث حين نرى مصر، وقد تكاثف حولها ضباب من كل جهة، سياستها باهتة، اقتصادها منهار أو يكاد، صلابتها وقيمها عرضة للتخريب والتمزيق، فما نراه في إدارة شؤون البلاد لا يرقى إلى مستوى الثورة ولا ينبض لدماء الشهداء، ولا يشعرنا بان ثورة زلزلت العالم لم تستطع حتى الآن تظهر رؤية واضحة أو موقف حاسم، وسيناء باتت “ملطشة” ما هذا العبث فبعض المدارس تقفل أبوابها والمصانع قد توقفت وكأن الحياة أصبحت رخيصة .
هذا العبث ينبغي أن يتوقف اليوم قبل الغد، هل أدرك البعض أن هوية مصر الفرعونية، القبطية، العربية، غير قابلة للتشويه أو التبديل، وأن قوة مصر وعظمتها في تنوعها الثقافي تعددها اللاهوتي والفقهي، هل أدرك النظام أنه لن يستطيع أن يحكم بالحديد والنار والوعود والوعيد فهذا أمر مضى زمانه.
من يزرع الفرقة بين سنّة وبين شيعة، بين مسلمين وبين أقباط، من له المصلحة في إنهاك مصر وتقسيمها وتمزيق أبنائها، من يسعى إلى إشعال النار في بلاد السلام والمحبة والحضارة؟
و أختتم نيافته قائلا: أيها المصريون وطنكم في خطر، والغرباء يعبثون بمستقبل أولادكم، حما الله مصر.