” ياترى اسيبهم يتمردوا ؟” –” يعنى هو لازم كل حاجة تمرد و عناد ” – ” مفيش حاجة أطلبها منها و تعملها ” … ظلت مريم تردد هذا الكلام و هى فى غاية الضيق مما تفعله ابنتها التى لم يتعدى عمرها اثنتى عشر سنة ..فهى متمرده فى كل وقت و على اى شىء .
” ياترى اسيبهم يتمردوا ؟” –” يعنى هو لازم كل حاجة تمرد و عناد ” – ” مفيش حاجة أطلبها منها و تعملها ” … ظلت مريم تردد هذا الكلام و هى فى غاية الضيق مما تفعله ابنتها التى لم يتعدى عمرها اثنتى عشر سنة ..فهى متمرده فى كل وقت و على اى شىء .
مريم لم تعد تعلم كيف تتعامل معها و هى فى كل حديث يدور ما بينهم ينقلب الى جدل و عناد ، واذا طلبت منها شىء تفعله سواء داخل البيت أو خارجه تغضب و تعاند و عادة لا تقوم بفعله فى النهاية . ناهيكم عن المشكلات اللى بتحصل كل يوم بينها و بين اخواتها و جيرانها فهى أنانية دائما . غير انها طول الوقت عايزة تعمل قصات غريبة و جديدة لشعرها وعايزة تلبس حاجات كتير ما بتكون غير مناسبة معها ، واى رأي بقوله فى لبسها او شعرها او تصرفاتها غالبا ما يقابل بالتجاهل و الرأي الأول و الأخير اللى بتهتم به هو آراء صديقاتها و من هم فى نفس عمرها ..
مريم حقيقى تعبانه معاها جدا و بتقول : ياتر اسيبها تتمرد ؟ والا لازم اكون حازمة معاها ..وهل دى طبيعة المرحلة اللى هى عايشاها و الا الموضوع مبالغ فيه ولازم اتدخل انا ووالدها و نوقف طريقتها المتمردة دى ؟
و تسكت مريم لحظات و تعود فتقول : بس اخاف عليها انى أكبتها فتبدأ تدور على حد غيرى يحتويها و يفهمها بره البيت و الاسرة ،وتبدأ سلسلة تانية من المشاكل و المتاعب ..أو انى احاول دائما التحكم فى تصرفاتها و تبقى شخصيتها ضعيفة بعد كده و تبقى غير مسئولة فى حياتها و معتمدة دائما على الاخرين من حولها …
مشكلة مريم مع بنتها متكررة كتير فى بيوتنا وعلشان نحاول نساعد مريم و كل أسرة بتعانى نفس معانتها اتكلمنا مع الدكتورة مي الرخاوي – دكتوراه علم النفس- علشان توضح لينا ازاى الأمهات و الآباء يتعاملوا مع بناتهم أولادهم فى المرحلة العمرية دى ،وقالت:” بداية التمرد عند الأبناء مع بداية فترة المراهقة يبدو واضحا في مظهرهم العام من حيث اختيار أنواع معينة من الملابس غير التقليدية - تسريحة الشعر وقصاته إلي سلوكياتهم مع الأهل وعدم الرغبة في الاستماع لكلامهم ونصائحهم وتوجيهاتهم,وقد يصل الأمر إلي أنهم يرفضون آراء الأهل ونصائحهم بنوع من التحدي, ويبدأون في الاستعانة باراء الأصدقاء والأقرب لهم في نفس المرحلة العمرية وتكون محل ثقتهم. هذا بالإضافة إلي أنهم كثيرا ما يرفضون بعض المعايير المجتمعية والتربوية بشكل عام.
وتضيف د. مي ،قائلة :” للأسف الشديد كثيرا ما يسيء الأهل فهم تمرد الأبناء في هذه المرحلة ويعتبرونه نوعا من الإخفاق في تربيتهم لهم قلة تربية وهذا بالضرورة يحدث صداما مع الأبناء ولكن من المفترض أن يتسم الوالدان بالمرونة في التعامل مع أبنائهم فيتركونهم يعبرون عن مشاعرهم السلبية بل وتمردهم علي بعض المواقف والآراء دون أن يحجروا علي أرائهم خاصة وأن المراهق عادة ما تنتابه نزعات مختلفة ومتضادة أيضا فهو يريد إرضاء والديه,وفي نفس الوقت يتحداهما…وهكذا.
تحذر الدكتورة مي من أن الكمون وسكون المراهق قد يكون مؤشرا سلبيا علي شخصية المراهق في بعض الأحيان حيث إن الشخصيات التي تتسم بذلك هم الأشخاص المنطوون وهم عادة يجتازون مرحلة المراهقة بصعوبات ومشاكل كثيرة,فهم يكبتون مشاعرهم ولديهم أفكار سوداوية قد تؤدي للاكتئاب الشديد الذي يؤدي في بعض الأحيان إلي الانتحار…فالشخص المنطوي أكثر معاناة من الشخصيات التي تظهر تمردها بشكل واضح لأن المنطوي علي ذاته لديه إحساس بالظلم دائما ,مغلق علي نفسه,ويحتاج معاملة خاصة من والديه حتي يجتاز مرحلة المراهقة بسلام دون أن تؤثر عليه سلبا بشكل واضح في المستقبل.
كذلك فإننا إذا تعاملنا مع أبنائنا منذ طفولتهم بأسلوب تربوي مرن سوف نجد الأبناء في هذه المرحلة أقل تمردا ومشاكل وتتقلص لديهم صعوبات هذه الفترة فالآباء يكونون أكثر دراية بتفكير أبنائهم ويعرفون ما الذي يمكن أن يثير تمردهم فيبتعدون عنه كلما أمكن ذلك.
وبالإضافة لذلك علي الوالدين أن يشعروا أبناءهم منذ الطفولة بكينونتهم وشخصيتهم,ويتركون لهم حرية الحركة والتفكير والتعبير,فكل هذه الأمور تساعد الأبناء علي المرور بالمراحل العمرية المختلفة بشكل جيد يساعد علي نموهم وتطورهم النفسي والاجتماعي.”
وتؤكد الدكتورة مي على أهمية أن يكون الآباء علي دراية بسمات المرحلة العمرية لأبنائهم وشخصيتهم أيضا, حتي يستطيعوا أن يتفهموهم بشكل أكبر ويقتربوا إليهم بالإضافة إلي أهمية وجود حوار مفتوح بين الآباء والأبناء في كل مجالات الحياة دون وضع قيود علي الابن حينما يتحدث أو يتساءل عن شيء فلا نصدمه بكلام مثل:عيب – حرام - الكلام ده ماتقولهوش تاني ويستمعون لهم في حديثهم عن مشاعرهم من حب أو كراهية نحو الآخرين.