قضينا على 95 % من ورد النيل فى مصر .
ما تنشره وسائل الإعلام لا يتعدى 5% ومطلوب للتوازن البيئى
لم يتوقع محمد على باشا عندما شاهد تلك الزهرة الجميلة والتى أتي بها من الخارج ليزين بها نافورة قصره أنها ستكون النبتة الشياطنية التى سوف تنتشر وتتكاثر لتغطى مجرى النيل واسطح البحيرات وتكبد الدولة ملايين الجنيهات فى محاولات القضاء عليها
لم يتوقع محمد على باشا عندما شاهد تلك الزهرة الجميلة والتى أتي بها من الخارج ليزين بها نافورة قصره أنها ستكون النبتة الشياطنية التى سوف تنتشر وتتكاثر لتغطى مجرى النيل واسطح البحيرات وتكبد الدولة ملايين الجنيهات فى محاولات القضاء عليها وتزرع القلق والزعر فى نفوس المصريين الذين قد يقفدون ارزاقهم بسببها مما دعا رجال العلم للبحث المضنى عن كيفية التخلص منها , والتساؤل لماذا يتوحش هذا النبات فى مجرى نهر النيل بينما موطنه الاصلى الارجنتين والذى استقدم منه لا يعانى منها وكانت الاجابة لدى العالم الدكتور يحيى حسين فياض رئيس مركز بحوث رعاية النبات ومدير مشروع المكافحة البيلوجية لمكافحة ورد النيل وكان هذا الحوار
فى البداية نود التعرف على نبات ورد النيل وتاريخيا كيف وصل لمصر ؟
أول من أدخل ورد النيل في مصر هو محمد علي, حيث دخل النبات كنبات زينة لجمال لون زهرته وتكاثر بشدة بنافورات المياه داخل قصر محمد علي بشبرا الخيمة حيث قام المسئولون عن حدائق القصر بإلقاء النباتات الزائدة بنهر النيل, ومن هنا بدأت إصابة المسطحات المائية بهذا النبات, وكان الفيضان قبل بناء السد العالي يخلص النهر منها بإلقائها في مياه البحر الذي لا يتحمل النبات ملوحته فيموت. وقد كان أول تسجيل لهذا النبات في مصر علي يد خبير انجليزي في مكافحة الآفات كان يعمل بوزارة الزراعة المصرية عام1932.
ما أهم الطرق التى اتبعتها مصر لمحاربة ورد النيل ؟
المكافحة اليدوية والميكانيكية والكيماوية هي طرق المكافحة التي كانت متبعة في مصر حتي عام 1990. وكانت تتم عن طريق وزارة الموارد المائية والري. وظلت هذه المكافحة تكبد الدولة ما يزيد علي ملايين الجنيهات سنويا حتي صدر قرار بمنع استخدام المواد الكيماوية (المبيدات) في جميع المسطحات المائية بمصر عام 1990 واستمرت بعد ذلك المكافحة الميكانيكية واليدوية في الترع والمصرف وتوقفت عمليات المكافحة تماما في البحيرات الشمالية ذات المساحات الشاسعة والتي لاتجدي معها عمليات المكافحة الميكانيكية.حيث إنها لا تستخدم إلا فى مساحات صغيرة لا تتعدى نصف كليو متر وعلى الرغم من ذلك فان التكلفة تتجاوز ال160 مليون جنيه سنويا . لهذه المساحات الصغيرة.
وفي عام 1999 تمت الموافقة علي تنفيذ مشروع للمكافحة البيولوجية لورد النيل في بحيرتي مريوط وأدكو باستخدام حشرات متخصصة بتمويل فرنسي لمدة 5 سنوات كمرحلة أولي وفي عام 2004 تمت الموافقة علي المرحلة الثانية للعمل في بحيرتي البرلس والمنزلة.باستخدام العدو الحيوي هو حشرتي نيوكتينا ايكورني ونيوكتينا بروكي من فصيلة السوس
علميا كيف تقضى هذه الحشرات على ورد النيل ؟
درسنا الحشرة لمدة تزيد عن 6 سنوات، ووجدنا أن هذه الحشرات إذا لم تجد وردة النيل تموت ، لأنها تأكل النبات وتضع البيوض في الوردة نفسها وبعد شهرين وجدنا بأن هذه الحشرة تمنع تكاثر النبات، لأنها تتغذى عليه، فالحشرة من عائلة السوس، تجعل النبات في حالة من التوازن، حيث تأكل ورق النبات وبالتالي تقلل المساحة التي يتبخر منها النبات الماء وحتماً تقل كمية المياه المفقودة، كما تقوم الحشرة باختراق الأوراق متجهة إلى أسفل النبات لتدمر أنسجته حتى تصل إلى منطقة التكاثر فتدمرها، وبالتالي توقف دورة حياة النبات… والمكافحة البيولوجية لا تصلح في المساحة الصغيرة التي تقل عن 3كيلو مترات، لأن حشرة السوس بحاجة إلى نباتات أكثر لتؤمن استمرارية حياتها.
ما هو حجم الانجاز الفعلى الذى تحقق فى المشروع حتى الان؟
بالنسبة للانجازات التي تحققت في المرحلة الأولي من خلال ما أكدته صور القمر الصناعي الفرنسي spot عند حصر وتقييم المساحات المصابة بورد النيل قبل وبعد اطلاق الحشرات في بحيرتي مريوط وأدكو. أن اسلوب المكافحة البيولوجية قد أثبت نجاحا مؤكدا خلال هذه المرحلة وفقا للنتائج التي توصلنا اليها باستخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد. اذ أن اجمالي المساحات المغطاة بورد النيل في بحيرة ادكو قد نقصت بنسبة 39.6% تقريبا خلال الفترة من ابريل 2000 الي مارس 2001 ونفس اسلوب الرصد أظهر نقصا في المساحات المغطاة بورد النيل في شرق بحيرة مريوط بنسة 29% خلال نفس الفترة. والان وصلت النسبة الى 95%
وبهذا يكون قد تم القضاء علي ما يزيد علي 95% من اصابات ورد النيل في بحيرة ادكو و60% في بحيرة مريوط وأن نباتات ورد النيل القليلة المتبقية بالبحيرتين تتواجد لعمل توازن بيئي مع الحشرات للمحافظة عليها. ومن الجدير بالذكر أن الحشرات لم تقف علي هذه البحيرات ولكنها تنتقل الي أي مكان به ورد النيل. فعلي مستوي مصر كلها انخفضت أعداد نباتات ورد النيل بنسبة 95% تقريبا.
ما رأيك فى الاراء التى تنادى بالاستفادة من ورد النيل فى انتاج العلف أو الورق وأنه ثروة يجب الاستفادة منها؟
لا ينصح نهائيا باستخدام هذه النباتات لان تمتص العناصر الملوثة من المياة وهذه العناصر المعدنية الثقيلة تسبب اخطر الامراض للانسان مثل الفشل الكلوى والكبدى وامراض السرطان فاذا ما استخدمت كعلف حيوانى فان هذه العناصر سوف تنتقل للانسان الذى يتغذى على البان أو لحوم هذه الحيوانات علاوة على ان النبات ما يزيد عن 95 %من تكوينه من الماء فجدوى استخدامة غير اقتصادية فهل ممكن ان نقيم صناعة من نبات لابد من القضاء عليه.
انتشرت فى الاوانة الاخيرة الكثير من الاخبار والتقارير المصورة التى تشير الى مساحات واسعة من ورد النيل وشكاوى مستمرة من اهالى بععض المحافظات والمراكز فما ردكم ؟
فى مثل هذا الوقت من كل عام كل عام تتجد هذه الشكوى لانه موسم تكاثر النبات وهذا مطلوب لاعادة التوازن ولكن المهم هو وجود الحشرات بها لان النبات هو المصنع الذى نربى فيه الحشرات وهذه الظاهرة موجودة فى العالم كله والحشرات اصبحت تسيطر على كميات ورد النيل بالكامل وفى حالة توازن بيئى وما يتم الشكوى منه لا يمثل اكثر من 5% مما كان موجودا فى السابق وعلى سبيل المثال توجهت الى دسوق بمحافظة كفر الشيخ بعدما نشرت الصحف ووسائل الاعلام شكاوى المواطنيين وخاصة اصحاب المراكب النيلية انذاك واتصلت بالمسئولين لمرافقتنا لمعاينة مجرى النهر على الطبيعية فوجدنا مساحات لا تتعدى ال100 متر مربع مصابة وبفحصها تبين ان تحتوى على الحشرات التى يتم اطلاقها بالبحيرات وورد النيل الان فى حالة توازن طبيعى وهو ما كنا نامل فيه لان النبات كما اوضحنا هو البيئة التى تتربى فيه هذه الحشرات وطالما الحشرات موجودة فورد النيل لن يتكاثر .