ومضت قرون والفن يكتب التاريخ من خلال الفانين الذين عبروا عما يحبسه في نفوسهم من المشاعر والأحاسيس في لوحات ترسم أو تماثيل أو نقوش بالغة القوة في التعبير عن سمات كل عصر.. وصلت إلي درجة عالية من الكمال والأصالة الإبداعية في الرسم الديني ..
ومضت قرون والفن يكتب التاريخ من خلال الفانين الذين عبروا عما يحبسه في نفوسهم من المشاعر والأحاسيس في لوحات ترسم أو تماثيل أو نقوش بالغة القوة في التعبير عن سمات كل عصر.. وصلت إلي درجة عالية من الكمال والأصالة الإبداعية في الرسم الديني .. فقد أطلق الفنان الصادق لفنه والمؤمن بعقيدته العنان لخياله الخصب وبالصلاة والصفاء مع الله وهو يرسم موضوعات الكتاب المقدس وفقا للتعاليم الدينية للكنيسة.
عبر الفنان القبطي بالضوء في لوحاته عن وجود الخالق.. فالنور من سمات السيد المسيح المميزة.. حتي أن الناظر يستطيع التعرف علي شخصية الرب يسوع لأول وهلة.. وبرع معظم الفنانين باستخدام الأدوات والألوان في تكوين إبداعاتهم الفنية المليئة بالضوء والقداسة..
نستشعر من خلال التراث القبطي في العالم القدرة علي التعبير عن حياة آلام يسوع المسيح حتي القيامة.. فنلمس الذاتية وبعد النظر.. والرؤية الابتكارية التي تختلف من فنان لآخر.. لتخاطب أعماق الإنسان .. وتمس أوتار الوجدان من خلال لغة الألوان.
والمعني وراء لغة الألون عميق.. فلكل لون نجده في تكوين اللوحة ونسيجها الفني دلالة بالغة القوة في التعبير عن معجزات الكتاب المقدس.. وتأكيدا لهذا المعني استخدام الفنانون اللون الأبيض ليسطع علي إبداعاتهم كما يحسونه من خلال معجزة القيامة وبزوغ حياةبعد ظلام الموت.،
فالنور وشفافية اللون الأبيض.. وما يحمل من معاني أثرية نجدها علي قباب كنائس العالم التي ترمز للكون الكبير.. وقد رسمت صورة الرب يسوع في أعلي مكان بالقبة.. حيث يتربع علي رأس الكون.. ويتجاوب مع المنطقة العليا من النفس.. ويتدرج اللون الأبيض النوراني من ثياب وجسد المسيح .. ومن حوله الملائكة باللون الأبيض الذي أعمي أبصار حراس القبر.. وزلزل المكان بالقيامة.. ذلك النور يعبر عن الروحانية والحياة الأبدية والوداعة .. ووجود الخالق.. ليتم وعد السيد المسيح للبشرية أن ينعم عليهم بالحياة الأبدية هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد من أجلنا..
وعظمة الفن القبطي في سحر غموضه.. وعبقرية الإبداع .. تميزت بالرمز الذي يذل علي معاني روحية ودينية.. شكلت الحضارة الإنسانية حتي البناء المعماري للكنيسة كان رمزا للنجاة والخلاص.. حيث تبني علي شكل سفينة نوح..
ومن التوافق أن تكون مناسبة عيد القيامة المجيد..وفصل الربيع وشم النسيم ملامح تنسج لنا جمال ومعن الألوان.. فنجد اللون الأبيض يخاطب بعطره المميز شفافية نقاء النفس البشرية .. وعمق التفاؤل الدائم والنقاء والطهر والرجاء.. الذي نتولد منه شحنات روحية تجذبنا إلي معني اللون الذي ينفذ إلي الأعماق .. نجدها دائما في لوحات القيامة..وصفاء وسحر جمال الطبيعة.،
واللون الأبيض معروف منذ زمن بعيد. فقد استخدمه قدماء المصريين رمزا لنقاد القلب.. حيث كانوا يلبسون الثياب البيضاء حدادا علي موتاهم.. ويلعب اللون الأبيض دورا مهما في حياة الفنان.. فهو اللون الغالب مع جميع اللوان البالته فهو هاديء يذب من حدة الألوان الأخري.. واللون الأبيض أيضا كاللؤلؤ يرمز إلي السلام .. والوداعة والأمان ويرفرف علي الثياب بصفاء لونه فيسكوها النقاء.. حيث الراحة جوالهدوء الذي يساعد علي شفاد النفوس..
وسيظل الكتاب المقدس مصدر إلهام للفنانين علي مر العصور.. لأن الأصفاد ينهلون من نبع الأجداد .. ومن معانيه الروحانية يبدعون أعمالا فنية خالدة.. تتفق في صفة واحدة وهي القداسة والبر.. الموجود في معظم الأعمال الفنية من خلال الخطوط والألوان فتشع طهرا يسري سحره في النفوس فيطرب الأذن والعين معا.. لنعيش بهجة الحياة الأبدية.
مايو 2013
ملحوظة: (لوحة نور القيامة – ولوحة ملك الكون) من رسوم وجدى حبشى