فى إطار قيامها حاليا بتنفيذ عشرين مشروع على مستوى كافة المحافظات بمصر ، تتنوع بين مشروعات خاصة بتنفيذ بنية تحتية ، ومشروعات تنمية اقتصادية ومشروعات خاصة بحل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب
فى إطار قيامها حاليا بتنفيذ عشرين مشروع على مستوى كافة المحافظات بمصر ، تتنوع بين مشروعات خاصة بتنفيذ بنية تحتية ، ومشروعات تنمية اقتصادية ومشروعات خاصة بحل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب، وتدريب الشباب وثقل مهاراتهم ومشروعات أخرى خاصة بالبيئة وبالصحة، التقت وطني بمدير وحدة المنح ببرنامج التنمية بالمشاركة PDP التابع للوزارة “مايك هيثكوت” Mike Heathcote ، و كذلك التقت بــ “كاثارينا جوتسا” Goetze Katharina أخصائية علاقات عامة بالبرنامج وحاروتهم.
ماهى أهم المجالات التى تعمل بها GIZ ؟
– أجاب “هيثكوت” : تعتبر وزارة التعاون الإنمائي الألماني GIZ أحد مؤسسات التعاون الدولي الألمانية وهي تعمل في مجال تحقيق التنمية المستدامة في مجالات عدة من بينها التنمية الاقتصادية وتعزيز فرص العمل والحكم الرشيد والديموقراطية والأمن وإعادة الإعمار وبناء السلام والصحة والتعليم الأساسي والأمن الغذائي والحفاظ على الموارد والتخفيف من آثار تغير المناخ ، وأيضا دعم الشركاء في الإدارة والخدمات اللوجستية والعمل كوسيط في تحقيق التوازن بين المصالح المختلفة في السياقات الحساسة. كما تقوم الوزارة في الأزمات بتنفيذ برنامج مساعدات طارئة للاجئين . وتعمل وزارة التعاون الإنمائي في مصر تقريبا منذ عام 1974 .
تمتلىء مصر بالعشوائيات، والتى غالبا ماينظر إليها كأماكن كارثية وبخاصة مع زيادة اعداد قاطنيها في المستقبل، فهل هناك تعاون مع مصر من أجل تطويرها ؟
– “نحن ننظر إلى الأماكن غير المخططة على إنها جاءت في البداية نتيجة الحركة الهجرة العشوائية داخل مصر ، مابين أشخاص يأتون من الصعيد مثلا للبحث عن عمل في القاهرة ، فيتجمعون في مكان واحد بدون تخطيط مؤسسي، ونحن كبرنامج تنمية مشاركة في المناطق الحضرية نرفض مصطلح عشوائيات لما لها من طابع سلبي ، و نرى إنه يمكن أن يكون للمناطق غير المخططة جانب إيجابي ؛ فنحن نشرك أهالي تلك المناطق في اتخاذ القرار حول كيفية تطوير مناطقهم، في إطار هدفنا في تحسين ظروفهم المعيشية، فإن لم يكن لديهم إمكانيات ومهارات متاحة لما كنا استطعنا التوجه إ ليهم ليكونوا شركاء لنا في هذه العملية .”
يختلف الخبراء بين إزالة المناطق غير المخططة أو الإبقاء عليها مع تطوريها، ما هو الحل الأمثل من وجهة نظركم؟
– “المرجعية هنا هى هل تلك المناطق آمنة أم غير آمنة، ففي حال كانت مناطق آمنة نبدأ في العمل على تحسين الظروف المعيشية وحل بعض المشكلات مثل تقليل البطالة وتحسين جودة التعليم، لكن بالنسبة للمناطق غير الآمنة يتوجب إزالتها مع إعادة تسكين المتضررين”. وأوضحت كاثارينا جوتسا : أن وزارة التعاون الإنمائي وبرنامج المشاركة بالتنمية لا يعملان إلا في المناطق الآمنة ولا نستهدف الأماكن غير الآمنة وبالتالي ليس من دورهم إزالة أو إعادة تسكين المتضررين فهي فقط نعمل على تحسين الظروف المعيشية لسكان المناطق الآمنة.
ما هي أحدث وأهم مشروعات GIZ بمصر ؟
– أجاب “هيثكوت” : : “يعتبر برنامج التنمية بالمشاركة في المناطق الحضرية هو أكبر مشروعات وزارة التعاون الإنمائى التي تم تنفيذها في مصر والشرق الأوسط، و المشاركة في المناطق الحضرية يتم تمويلها من الوزارة الألمانية الفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية BMZومؤسسة بل أند ميلندا جيتس Bill & Melinda Gates Foundation وهي منظمة مهتمة بتمويل الأنشطة المتعلقة بالبيئة مثل التغير المناخي وإدارة المخلفات الصلبة.
بالإضافة إلى ذلك تم توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي هدفها تطوير أربع مناطق غير مخططة وهم مناطق عين شمس وعزبة النصر بالقاهرة والوراق وجزيرة الذهب بالجيزة، ومن خلال تمويل الاتحاد الأوروبي سنقدم منح لبعض الجمعيات الأهلية تقوم بمشروعات التطوير ، ويمكن أيضا أن تستفيد من تلك المنح الجهات العلمية والأكاديمية ، كما يمكن أن تتقدم بعض الجهات المحلية لتستفيد من تلك المنح، وإلى جانب محاولتنا في تحسين الظروف المعيشية لأهالي المناطق غير المخططة نحن نسعى إلى رفع القدرات الخاصة بالجهات التي ستحصل على تلك المنح سواء أكانت جمعيات أهلية أو إدارات محلية أو جامعات ومراكز علمية وأكاديمية ليكون ذلك هو عملهم بشكل دائم لضمان استمرارية المشروعات.
– وأضاف “هيثكوت” : الحكومة المصرية هي أيضاً أحد أهم ممولي البرنامج ، فهى تدعم صندوق المبادرات المحلية والذي من خلاله نقوم باختيار بعض الجمعيات الأهلية لتحصل على تمويل ليس بالكبير لإقامة مشروعات تطوير في مدد قصيرة تصل إلى 6 أشهر، ومن أمثلة التعاون مع صندوق المبادرات المحلية دعم التشكيلات المجتمعية للسيدات وتمويل مراكز الشباب وتطوير المدارس.
وأحد الأنشطة التي يقوم بها البرنامج هو مبادرة أسمها “مبادرة المسار السريع للشباب” وعن طريقها نؤسس شبكات من الشباب المتطوع في الأماكن المستهدفة وندربهم ليكونوا صوت قوي لمجتمعاتهم وليصبحوا أداة التغيير في تلك المجتمعات.” وأضافت كاثارينا: “إن مشروع المسار السريع للشباب سينتهي في شهر يونيو القادم ، وسيقود هؤلاء الشباب التغيير في مناطقهم حيث يقومون بتنفيذ بعض المبادرات البسيطة مثل النظافة، وسيستفيد هؤلاء الشباب بما تعلموه خلال المبادرة لتنفيذ مشروعات أخرى في المستقبل.”
– وأكمل “هيثكوت” : “نحن سعداء بالتعاون أيضا مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي ، وبالرغم إن هذا التعاون ليس جديدا وقد بدأناه منذ سنوات سويا ، إلا ذلك ييسر عملنا؛ حيث نقوم بالتخطيط والشراكة المتواصلين مع الوزارة في أي أنشطة نقوم بها، ونحن نعمل أيضا ومن خلال البرنامج في مجال التغير المناخي بالتعاون الوثيق مع وزارة البيئة ونستهدف من خلاله البحث عن أفضل الطرق للتقليل من أثر التغير المناخي على أهالي المدن الكبيرة مثل القاهرة، بعمل دراسات وأبحاث لإيجاد أفضل الممارسات طرق لرفع الوعي الجماهيري عن التغير المناخي ومساعدتهم.
بالإضافة إلى ذلك فنحن نعمل أيضا على إيجاد نظم إدارة المخلفات الصلبة ، والذي يتم تمويله من مؤسسة بيل أن مليندا جيتس وهو يستهدف منطقتين بمحافظة القليوبية هم الخصوص والخانكة بإيجاد نظام متطور للتخلص من القمامة والمخلفات الصلبة ونحن بصدد افتتاح محطة تدوير المخلفات الصلبة هناك.”
كيف يمكن استخدام الشبكات الاجتماعية والمحلية في عمليات لتطوير الأماكن الغير مخططة؟
– “هيثكوت” : “هذا سؤال مهم وأنا سعيد به، نحن في وزارة التعاون مهتمون جدا بهذا الموضوع، وفي هذا البرنامج نحن مهتمون ببناء العلاقات بشكل قوي بين المجتمع المدني ومابين الإدارات المحلية والوحدات المحلية والأحياء، ولدينا أيضا مشروع متعلق بالتواصل الاجتماعي وكيف يتم تفعيله. وعلى مستوى برنامجنا –على سبيل المثال- بدأنا دراسة تقديم الاحتياجات بالمشاركة والتى تمت في الأربع أماكن المستهدفة في هذه المرحلة، تلك الدراسة قام بها مجموعة من أهالي تلك المناطق البسطاء بعد أن قمنا بتدريبهم على كيفية قياس احتياجات مجتمعاتهم، هؤلاء الأهالي قاموا بعمل مقابلات مع الناس وتحدثوا معهم لتحديد احتياجاتهم ومعرفة الإمكانيات والقدرات المتاحة وبذلك استطعنا الحوار المجتمعي داخل تلك المناطق . وتعتبر تكنولوجيا المشاركة هذه فعالة جدا وكان لها صدى جيد لدى الناس، حتى عندما عملنا في المرحلة السابقة في القليوبية وفي محافظة الجيزة في المنقطة الغير مخططة في بولاق الدكرور. وحتى نضمن أن نستمر في هذا المسار بشكل سليم سننشئ في الفترة القادمة لجنة في كل منطقة من المناطق التي عملنا فيها ، اسمها “لجنة الحوار المتجمعي” ، وستضم أهالي تلك المناطق ليكونوا مسئولين عن استمرار الحوار المجتمعي ومتابعة مشروعات التطوير، وتلك اللجنة ستتشكل من جميع قطاعات المجتمع ولا يوجد جهة معينة تسيطر عليها، وتضم شباب وسيدات وقادة مجتمع متطوعين وممثلين للقطاع الخص وتضم ممثلين للخدمات الحكومية داخل المناطق . كما نتمنى انضمام ممثلين للمجالس الشعبية ، والتي عملها متوقف الآن لكن بمجرد عودتها إلى العمل سندعوها إلى الانضمام، ليكون الجميع شركاء في التغيير.
وأعضاء تلك اللجنة سيتقابلون بشكل دوري تطوعي لتمثيل مجتمعاتهم ، و هم مسئولين عن متابعة المشروعات التي سيتم تنفيذها ورصد نقاط القوة والضعف فيها، وإعطاء ردود فعل عن العمل والأزمات والمشاكل، وكل ذلك من أجل تفعيل المشاركة داخل المجتمع لضمان عملية التغيير. مما يساهم بمرور الوقت في رفع الوعي لدى الأهالي بملكيتهم لتلك المشروعات بدلا من سلبيتهم السابقة، ليكونوا بعد ذلك شركاء في التغيير في مناطقهم.”
كيف ترى الصراع الحالي بين أراضي البناء والأراضي الزراعية الدائر حاليا في مصر؟
– “إنه سؤال مهم جدا وخاصة لو تذكرنا إن 99% من الشعب المصري يعيشون على أقل من نصف مساحة الأراضي المصرية وبخاصة المناطق حول نهر النيل، وهذا يعيدنا إلى فكرة تكوين المناطق الأماكن غير المخططة ، حيث يترك الناس القرى الريفية في هجرة عشوائية ، ويأتوا إلى المحافظات الكبيرة كي يبحثوا عن عمل، ولو نجحنا في عمل تمكين اقتصادي لأهالي الريف في قراهم حتى لا يقوموا بالهجرة ، أو ندعمهم اقتصاديا ليوسعوا الرقعة الزراعية لتمتد لأماكن غير مستصلحة حاليا ، أو على أقل تقدير سيقومون بالبناء في أراضي غير مأهولة ولن يبنوا على الأراضي الزراعية.”
ما هو الحل من وجهة نظرك لوقف استنزاف الأراضي الزراعية لصالح أراضي البناء؟
– “هيثكوت” : “يقع هذا الأمر على عاتق الحكومة المصرية ولابد من أن يأخذوا قرار سريع بهذا الصدد ، ونحن نتمنى أن يتم الحل بشكل سريع، لأنه كلما تم الحل بشكل أسرع ، كلما ضمن الحفاظ على الأراضي الزراعية وعدم البناء فوقها، كما يساعد في الحد من الهجرة العشوائية من الريف للمدن.”
هل انتم مع فكرة تعمير الظهير الصحراوي لحل مشاكل التكدس السكاني والمناطق غير المخططة؟
– “المشكلة الرئيسة في مصر إن الناس يرغبون في الانتقال للعيش من الريف للمدن الكبيرة، لو استطعنا أن نجعل الحياة في المناطق الصحراوية والمدن الكبيرة أفضل فسينتقلوا إليها، وإذا لم نقم بذلك سيستمرون في الهجرة إلى المدن الكبيرة داخل وادي النيل. ونحن في وزارة التعاون بدلا من أن ننقل الناس من الأماكن اللي عاشوا فيها إلى أماكن أخرى ، نعمل على تحسين الأماكن التي يعيشون فيها ونحول ذلك المكان من منطقة غير مخططة إلى منطقة مخططة.”
أثبتت التاريخ أن المصري يفضل العيش بالقرب من وادي النيل، فما الذي يمكن القيام به لنخرج المصريين ليعمروا الصحراء؟
– “إذا فكرنا بشكل تقليدي أننا ننقل الناس من الأماكن غير المخططة ليسكنوا في المدن الجديدة بالصحراء والمرفوضة من قبلهم فسيعودوا ثانيةً ، وبالتالي نحن نقدم نموذج سهل بسيط بأننا نحاول أن نحسن المعيشة داخل المناطق غير المخططة حتى تكون تلك الأماكن صالحة للعيش فيها، واحد الأمور التي نعمل فيها في هذا الموضوع أيضاً هو تحسين التعليم بتلك المناطق ؛ حتى نضمن أنه بمرور الوقت سيخرج جيل لديه وعي ، وبالتالي نضمن تحسين أسلوب معيشتهم في المستقبل.” وأشارت كاثارينا إنه لو استطعنا تحسين الوضع الاقتصادي في تلك المناطق أو جلب فرص اقتصادية ، فستحدث تنمية اقتصادية وتتحسن ظروف حياتهم ، وهذا أفضل وأحسن لهم من أن ينتقلوا للعيش في أماكن صحراوية. و أضاف “هيثكوت:”وعلى الجانب الآخر إذا كانت هناك فرص استثمارية حقيقية يمكن تنفيذها في المناطق الصحراوية والمدن الجديدة وأصبحت تلك المناطق مأهولة نوعا ما ، سينتقل الأهالي تدريجيا للعمل والعيش هناك. وتذكر إحدى الدراسات الاقتصادية في مصر إن السبب في هجرة الناس هو البحث عن عمل، فلو أننا وفرنا فرص عمل في الأماكن التي يعيشون فيها لن يهاجروا إلى المدن.”