“على مدى العصور كان أعداء الوطن يحاولون النفاذ إلى مصر عن طريق ضرب الوحدة الوطنية وفشلت كل المحاولات والمخططات لأن عنصري الأمة وقفا ضد هذه المحاولات في ترابط ومحبة يذودان عن الوحدة الوطنية
“على مدى العصور كان أعداء الوطن يحاولون النفاذ إلى مصر عن طريق ضرب الوحدة الوطنية وفشلت كل المحاولات والمخططات لأن عنصري الأمة وقفا ضد هذه المحاولات في ترابط ومحبة يذودان عن الوحدة الوطنية ويردان عنها المؤامرات الطامعة في مصر” جاءت هذه الكلمات في إحدى كتابات الراحل أنطون سيدهم الذي تحل ذكراه العطرة الثامنة عشر هذه الأيام.. أحد أعمدة الفكر والاعلام في القرن العشرين.
ولايمكن أن ننسى دوره في خدمة الوطن وذلك بإنشاء العديد من المؤسسات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية التي أثرت الحياة الثقافية في مختلف توجهاتها من خلال الرؤية الثاقبة لرائدنا أنطون سيدهم مع رغبته في إصلاح المجتمع وأن تكون هناك مواطنة.
والعظيم أنطون سيدهم رائد الوحدة الوطنية قام برسالته الجليلة لأعماله الإجتماعية والفكرية والدينية من خلال جريدة وطني التي أسسها عام 1958 بارادة واعية ذات رؤية شاملة كمنارة للتنوير الاجتماعي والثقافي وتحويلها إلى مؤسسة للنشر المتزن والتي إستمرت على مر السنين في إزدهار وتواصل الأجيال للغاية الوطنية..هذه البذرة التي وضعها أنطون سيدهم أثمرت غرس الشجرة الطيب بإصدارات وطني العربي وملحق المهجر والطبعة الإلكترونية بعدة لغات.
أنطون سيدهم إسم زاخر بالعطاء..إسم عملاق عظيم شاهد أحداث القرن العشرين..ستذكر مصر دائما العمالقة في الفن والفكر والمعرفة أمثال طه حسين ومحمود مختار وعباس العقاد ومحمود سعيد ونجيب محفوظ وسيد درويش وراغب عياد وغيرهم مع رائدنا أنطون سيدهم الذي أعطى لمصر من عصارة فكره الثقافي والإنساني..والذي سيظل معني عند الناس بقيمته المتفردة..كما رآها المجتمع من خلال كتاباته وأعماله النبيلة.
وكان الرائد أنطون سيدهم من الشخصيات الإنسانية والفكرية التي ألهمت معظم محرري جريدة وطني–وأنا منهم–حيث ساهم بقدر كبير بصدق التوجه والمعرفة والنظرة الثاقبة في تفجير طاقات الإبداع المختلفة فيهم مع رسالته التي ستظل إشعاعاً إعلامياً للأمور المهمة لتوضيح الوعي التنويري والأخلاقي والفكري..وذلك لتواصل جسر الحوار بين عامة الشعب وبين متذوقي الفن والمثقفين..حيث كان علامة مضيئة ، ويمثل في تيار الإعلام المعاصر واحداً من القمم لمصر الحديثة..تثري الوجدان بروح الأصالة والحب بين جميع الأجيال.