التجاهل الأول حينما سافر للسويس وآثر دخول المحافظة من غير أبوابها ليتعرف عن همومها و مشاكلها و يشد من أزر مصابي الثورة و يقدم أحر التعازي لأسر الشهداء و أصر رئيس الوزراء المحترم على السفر و دخول السويس من الباب الخلفي لمنطقة العين السخنة الجبالية و يقوم بالتوقيع على عقد مع شركة “تيدا” الصينية و هو لمشروع قديم يرجع إلى عام 2006 و ذلك لإيهام المواطنين أن التعاقد مع الشركة الصينية هو ضمن المشروعات الجديدة في إطار الزفة الجديدة لمشروع تطوير إقليم و محور قناة السويس و تناسى رئيس الوزراء أن المنطقة الصينية و المنطقة الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة التي تقع على مساحة 6 كم هي مجمدة من الأنشطة الصناعية و بها مخالفات كشفها تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات في ديسمبر الماضي بلغت قيمة هذه المخالفات ما يزيد عن 325 مليون جنيه. و بدلا من محاسبة الفاسدين و المسؤولين عن تأخر المشروعات في هذه المنطقة و متابعة الفساد في التقرير الرسمي للدولة من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات جاءت تصريحات رئيس الوزراء بأن هذه المنطقة سوف توفر 800 ألف فرصة عمل و سيقام عليها 550 مصنعاً و هلم من التصريحات الوردية و بيع الوهم و تناسى الوزراء و رئيسهم أن أصل المشروع (تنمية شمال غرب خليج السويس) معطل و لم يحقق الجدوى الاقتصادية المستهدفة منذ ما يزيد عن 12 عام. حيث روجت الحكومات السابقة بالقضاء على البطالة و إنشاء 490 مصنعاً و وزعت عشرات الكيلومترات على رجال الأعمال و التنمية كما يعلم الجميع من أبناء السويس.
إن فرص العمل التي روج لها بأنها سوف تصل إلى ربع مليون فرصة عمل، لم يتحقق منها سوى 8 ألاف فرصة فقط وأن ال 490 مصنع لم يعمل منها سوى 18 مصنعاً و أن نسبة تنمية الأراضي من 12 عاماً لم تتجاوز 3% من حجم الأراضي التي وزعت المتر ب5 جنيهات و على أقساط ميسرة…
و أن الحكومة التي صرفت 8.5 مليار جنيه على إنشاء ميناء العين السخنة و رصف الطرق و إدخال الغاز الطبيعي و الكهرباء و توصيل المياه، لم تحقق الجدوى الاقتصادية.
و تناسى رئيس الوزراء أنه يروج من جديد لبيع مشاريع وهمية و الدليل أن الحكومة لم تقدم دراسة وافية ميدانية حول نقاط الضعف و القوة و السلبيات و الإيجابيات. و ذلك لاستخلاص الدروس المستفادة خصوصا مع تقديم مشروع اقليم قناة السويس
أما التجاهل الثاني لشعب السويس البطل الذي قام به السيد رئيس الوزراء و المسؤولين في حكومته المحترمة، هو عدم إدراج كلمة (محافظ السويس) ضمن جدول أعمال المؤتمر الصحفي المروج لمشروع تنمية إقليم قناة السويس الذي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر. حيث تحدث كلاً من محافظ بورسعيد و محافظ الإسماعيلية عن مشروعات محافظتيهما ضمن مشروع قناة السويس و رغم وجود محافظ السويس اللواء “سمير عجلان” في المؤتمر، تم تجاهل ممثل المحافظة شعب السويس ليتحدث عن أي مشروع على أرض السويس.
و هو ما استفز كاتب المقال الذي واجه رئيس الوزراء ليقول له حقيقة و خطورة هذا التجاهل. ونتسائل ؟
أين مشروع مطار السويس الدولي ((العين السخنة)) الجناح و الميناء الجوي المكمل لميناء العين السخنة البحري ليقدم الخدمات اللوجستية. والذي سوف يوفر 7 آلاف فرصة عمل مباشرة و غير مباشرة و هو الشروع المخطط له منذ ما يزيد عن 12 عاماً و بالبلدي أين المطار يا رئيس الوزراء؟؟؟
و أين مشروع المدينة السكنية العمالية بعتاقة التي كان مخططاً لها أن تحتوي في بداية تكوينها 150 ألف نسمة و توفر مجموعات من العمارات السكنية و هي المدينة التي لم يبنى فيها طوبة واحدة من تخطيط مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس؟؟
و أين محاسبة المسؤولين من رجال الأعمال الذين حبسوا أراضي السويس منذ 12 عاماً دون تنمية و تم إعادة 14 كم متر من الأراضي لهم مرة أخرى و دون محاسبة؟؟
و بعد أن تجاهل رئيس الوزراء و حكومته الشعب و شباب السويس الذي يتصدر الترتيب الثالث في مشكلة البطالة على مستوى الجمهورية و تجاهل المشاريع التنموية. و تجاهل السويس باعتبارها الشرارة الأولى للثورة هو تجاهل متعمد ينذر بالخطر بعد أن تم معاقبة شعب مدن القناة بفرضهم حظر التجول و قانون الطوارئ و أخرى بإنشاء شركة خاصة لبيع مياه الشرب للمواطنين بأسعار جديدة تلهب جيوب و مشاعر أبناء مدن القناة.
أن الخاسر من هذا التجاهل و فرض العقاب الجماعي و تجاهل المشاريع و فرص العمل ليس لصالح التنمية على أرض مصر و يهدد الأمن و السلم الاجتماعي مجدداً.
و ليتذكر السيد رئيس الوزراء أن تجاهل دخول السويس قد دفع عدد كبير من خيرة شباب السويس للتظاهر بالملابس الداخلية أمام موكبه أثناء توقيع عقد الشركة الصينية “بالسخنة” واحتجاجاُ على تجاهل السوايسة و تلك مجرد بداية(غاضبة).
و هنا لابد أن تتذكر القول المأثور و حكمة ابن عروس ” لابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم و اسود على كل ظالم”