اسس الدولة المدنية هو عنوان الجلسة البحثية الاولى للمؤتمر العلمى الاول لثقافة الشباب والعمال الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر عبد الرحمن بقصر ثقافة الفيوم والتى أدارها نصر الدين عطوة تم خلالها مناقشة بحث بعنوان” لغة الشباب وحرية التعبير” للدكتور محمد حافظ دياب
اسس الدولة المدنية هو عنوان الجلسة البحثية الاولى للمؤتمر العلمى الاول لثقافة الشباب والعمال الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر عبد الرحمن بقصر ثقافة الفيوم والتى أدارها نصر الدين عطوة تم خلالها مناقشة بحث بعنوان” لغة الشباب وحرية التعبير” للدكتور محمد حافظ دياب الذى أوضح فيه أنه مع مطلع قيام ثورة يناير بدأ حلم الهوية المصرية يتفتح لتترجمه لغة شبابها فى قضايا أربع” عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة إجتماعية” عبر تدابير محددة للفعل السياسى والاقتصادى والثقافى، وعلى الرغم من مرور عامين على قيام الثورة، فإن تباشير الثورة لم تتحقق بعد، وإن ظلت لغة شبابها قائمة تحمل ضراوة المثول وتتنادى بهويتها المؤجلة، بما يوحى بأن العلاقة بين لغة الشباب المصرى وهويته أصبحت على المحك.
وعن القانون وحماية حقوق العمالة المصرية أكد د.حسن سلامة فى بحثه على أنه يمكن القول بأن ثورة الخامس والعشرين من يناير فتحت الباب أمام احتمالات التحول نحو الديمقراطية بإسقاط نظام سلطوى استمر عقودا طويلة وهو ما يمكن أن يترتب عليه تغيرات سياسية عميقة الاثر على حق التنظيم النقابى للعمال المصريين، مشيرا ان الحقيقة تظهر بعد إقرار دستور للبلاد كفل فى المادة الثانية والخمسين منه حرية إنشاء النقابات والاتحادات والتعاونيات وتكون لها الشخصية الاعتبارية، تقوم على أساس ديمقراطى وتمارس نشاطها بحرية وتساهم فى خدمة المجتمع.
وحول المواطنة وتدعيم الإنتماء لدى الشباب أوضح د. عبد المقصود محمد عبد الرسول فى بحثه مفهوم المواطنة حقوق الانسان، صور المواطنة منها الفعالة التى تقوم على عدة واجبات أهمها احترام القانون، تسديد الضرائب، إتمام مراحل التعليم الاساسى، الدفع عن أمن وسلامة الوطن الذى نعيش فيه، إضافة إلى المسئوليات التى علينا القيام بها بشكل تطوعى مثل الوعى، المشاركة، التصويت، احترام حقوق الآخرين، احترام التعددية،مساهمة الفرد من اجل مصلحة الجماعة، إلى جانب الحقوق التى يتمتع بها الموطنون بموجب القانون والدستور ومنها على سبيل المثال لا الحصر حقوق” الحياة، الحرية، العيش الآمن والسلامة الشخصية ” وغيرها من الحقوق، كما تحدث عن واقع الشباب المصرى وعلاقته بالمواطنة والانتماء.
قضية الشباب بين النظرية التطبيق
الشباب بين النظرية والتطبيق عنوان الجلسة البحثية الثانية من المؤتمر أدارها شحاتة إبراهيم وشارك فيها الاستاذ عبد الغفار شكر ببحث بعنوان” مكانة الشباب فى برامج الأحزاب السياسية” أوصح فيه أن الشباب الآن يحتل صدارة المشهد السياسى الراهن، فقد فاجأ العالم بثورة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية من حيث اتساع حجم المشاركين فيها، من حيث منهجها الذى التزم السلمية وتجنب العنف، مشيرا إلى أن الشباب حقق هذه الثوة وتصدى لأعدائها وقدم نماذج عديدة من المبادرات الفعالة، فكان لابد أن تهتم بهم الأحزاب السياسية وتسعى إلى كسبه فى عضويتها، وكيفية تمكينه من احتلال المكانة اللائقة به فى قيادة الحزاب، وقسم الاحزاب إلى “ليبرالية، اشتراكية، قومية، إسلامية”، واوضح أن الاحزاب تختلف نظرتها للشباب فى برامجها، فمنهم من يتناولهم بشكل مباشر والبعض الآخر من خلال القضايا الأكثر أهمية للشباب كالتعليم والتربية والبحث العلمى والرياضة والبطالة..إلخ، ثم عرض لبرامج الشباب داخل بعض الأحزاب المصرية.
وعن الشباب فى برامج المؤسسة الثقافية بالتركيز على وزارة الدولة للشباب والهيئة العامة لقصور الثقافة أوضح الباحث قاسم مسعد عليوة فى بداية بحثه مصطلح الشباب وما يميز هذه المرحلة، كما تطرق إلى مشكلات الشباب التى منها فقدان الانتماء الوطنى لدى أعداد ملحوظة منه، العزوف عن المشاركة السياسية، عدم الالتفات للمشكلات والقضايا الوطنية، الهجرة للخارج، الانحراف الخلقى، الزواج من إسرائيليات، الانفصام الثقافى والاجتماعى بين جيل الشباب وأجيال الكبار إضافة إلى طابور طويل من المشكلات المتعلقة به، كما تطرق إلى طبيعة وحجم التشوهات التى تعترى المجتمع الشبابى، وصغر حجم البرامج الخاصة بالشباب فى مؤسسات الدولة ومن وزارة الشباب والهيئة العامة لقصور الثقافة.
آليات النهوض بشباب المجتمع المصرى
أما آليات النهوض بشباب المجتمع المصرى فكانت محور الجلسة البحثية الثالثة التى جاءت تحت عنوان ” تنمية الشباب فى ظل الدولة للمدنية” والتى أدارها محمد صالح عوض وشارك فيها د.محمد يحيى ببحث بعنوان “دورالعمل التطوعى فى النهوض بالشباب” الذى عرض أفكار مختلفة من تجربة عملية مدنية من خلال عمله مع مشروع صناع الحياة، وهو أحد المقترحات للتعامل مع المجتمع المصرى تنبع من الواقع الحالى، منها غزارة شريحة الشباب التى يمكن أن تكون من مصادر القوة لهذا المجتمع اذا استغل بطريقة سليمة، وأوضح أن هناك علاقة عكسية بين التطوع ومشكلات المجتمع بالرغم من أن التطوع أثبت أنه أنجح الحلول فى مواجهة التحديات الكبرى، مشيرا إلى أن هناك مشكلة كبيرة فى المجتمع المصرى وهى أنه يعتقد أن الحكومة هى المسئولة عن توفير كافة الاحتياجات وهذا مفهوم خاطئ، فالحكومات دائما ترى المشاكل من منظور يختلف عن منظور الشعب، ومن هنا تأتى أهمية منظمات المجتمع المدنى التى تقوم على العمل التطوعى، التى تحتاج إلى طاقات شابة ومتجددة للمساهمة فى حل المشكلات المجتمعية، وأكد أن أحد أهم الوسائل التى تعاملت بها البلدان المشابه لمصر هو التوجه إلى المشروعات الصغيرة وتنميتها، وشدد على أن الثروة البشرية قد تكون نقمة فى حالة استمرار المشكلات التى يواجهها الشباب.