الجبالى:
الحق الذى حرم منه الجيش والشرطة لا يمكن أن يظل غائبا عنهما، فهما جزء من الشعب
قانون السلطة القضائية حلقة فى مسلسل هدم الدولة المصرية
فى سيناء محاولات لجر الجيش لحرب الشبح
الزند اخلص لموقعه والناس تؤخذ بخواتمهم
أثار قرار المحكمة الدستورية حول أحقية ضباط الجيش والشرطة فى الانتخاب لغطا كبيرا ما بين معارض ومؤيد. انقسم السياسيون فمنهم من رأى أن الدستورية اخطأت لأن مصر غير مستقرة ديمقراطيا الأن، ومازالت فى مرحلة التحول الديمقراطى الذى لا يؤهلها أن تكون فى مصاف الدول الديمقراطية التى يحصل فيها افراد الهيئات النظامية المسلحة على حقهم فى الانتخاب خشية تحول الاختلاف الى خلاف مسلح.. ومنهم من رأى أن الدستورية كانت على حق وأنه قرار تأخر كثيرا.
لا يمكن ان ننظر لهذا القرار منفردا بل فى ضوء الأحداث الحالية ومن هذا المنطلق كان لنا الحوار التالى مع المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا:
·ما رأيك فى قرار المحكمة الدستورية حول أحقية ضباط الجيش والشرطة فى الانتخاب؟
** قرار المحكمة الدستورية فيما يخص أحقية ضباط الجيش والشرطة فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية قرار عظيم يرسى حقوق المواطنة و يعيد الحق لهؤلاء الذين استلبوا حقوقهم على مدار عقود من المشاركة الإيجابية فى اختيار نواب الشعب ورئيس للشعب مثلهم مثل أى مواطن عادى. كما أن المحكمة وجدت فى دراسة القانون ومنح ملاحظاتها عليه فرصة لتصحيح وضع مغلوط كان سيتم تصحيحه تلقائيا عن قريب بسبب تقدم البعض بطعون عديدة أمام المحكمة للحصول على حق الهيئات النظامية كالجيش والشرطة فى الانتخاب.
·و لكن هناك مخاوف عن احتمالية انقسام هذه الفئات على نفسها بسبب اختلاف توجهاتهم حول من ينتخبونهم، فماذا ترين فى هذا الأمر؟
** مستحيل ان تنقسم هذه الفئات لأن الانتخاب سيكون فى الوحدات مثلهم مثل اندادهم فى كل الدول المتقدمة.. كما أنه لن يسمح للمرشحين بالمرور على الوحدات فى الجيش أو الشرطة لعرض الدعاية الانتخابية لأن الدعاة ستصل للضباط والأفراد فى هذه الهيئات مثلهم مثل بقية المواطنين بعيدا عن الوحدات.. أما يوم الانتخاب فقط هو الذى سيكون داخل الوحدات ولن ينطبق عليهم نظام الذهاب الى محافظاتهم مثل سائر المواطنين نظرا لطبيعة عملهم.. و هذا الحق الذى حرموا منه لا يمكن أن يظل غائبا عنهم فهم جزء من الشعب ولهم نفس الحقوق.
·و ماذا عن قانون السلطة القضائية الذى تم تمريره فى مجلس الشورى مؤخرا؟
** إنه المسمار الأخير فى نعش النظام .. فما يحدث من انحراف تشريعى المقصود به هدم الدولة المصرية.. فلابد أن نقرأ المشهد مكتملا.. انهم يريدون هدم الدولة وازاحة القضاة ذوى الخبرة الذين يعتبرونهم عائقا أمامهم لعملية الهدم المنظم التى يسيرون فيها. لكن القضاة منتفضون وغير غافلين عما يحاك لهم من مؤامرات وسيواجهون ما يجرى بقوة.
·و لكن ما يتعللون به فى مواجهة القضاة و جمعيتهم العمومية لهم هو قيادة المستشار الزند ذو العلاقة الوثيقة بالنظام السابق؟
** هناك تسعة آلاف قاضى احتشدوا فى محكمة النقض من أجل اسقاط هذا القانون المشبوه.. وهم جاهزون حاليا، ولا يمكن ان نختزل هذا العدد فى أى شخص. أما الأمر الثانى أن الناس بخواتمهم وبمواقفهم والمستشار الزند اثبت أنه مخلص لموقعه وموقفه مع القضاة كان مشرفا وعظيما، استطاع أن يحفر اسمه فى التاريخ.. فالعبرة بالمواقف وصدقها وليس بالماضى.. فكل من تغنوا سابقا باستقلال القضاء كنا نعلم أنهم خلايا نائمة وظهروا الأن على حقيقتهم فسقطوا كأوراق الشجر الذابلة.
وأنا هنا لا اقرأ المشهد متجزئا ولكن يجب قراءته مكتملا، فما يحدث فى سيناء من ارهاب وغيره والاعتداء على الكاتدرائية المرقسية لأول مرة ومحاولات نهى الازهر عن وسطيته كلها مؤشرات.
·هل ترين ما يحدث فى سيناء مفتعلا؟
** عندما يستخدم الرئيس سلطته للافراج عن الارهابين وخروجهم من السجن لزراعتهم كبؤر إرهابية فى سيناء و يتم جر الجيش لحرب الشبح ليستنزف فى حرب مع الإرهاب فيكون فريسة سهلة للعدو، هل كل هذا من قبيل المصادفة؟! لا يمكن فالجيش كان أكثر ذكاء حينما ذهب إلى سيناء وتعمد أن يترك الساحة لقوات مكافحة الارهاب من الشرطة لأنها مهمتهم الاساسية وصار هو فى الخلفية للتدعيم والحماية، فكان يدرأ خطر استنزافه فى حرب يكون فى نهايتها فريسة سهلة للعدو الصهيونى والارهابى على حد سواء.
·هل ترين ان نزول الجيش الأن يمكن ان يورطه فى حرب أهلية؟
** الجيش عليه أن يحمى الشعب، فإذا نزل إلى الشارع سيكون من واجب الجيش والشرطة حمايته لأن هناك مسلحين يستهدفون المواطنين العزل لوأد الثورة.
·إذا يجب ان ينزل الشعب اولا؟
** شعبنا عظيم وأذهل العالم لكن تراكم النضال فى حياة الشعوب به انتكاسات وبه انتصارات.. لكن المؤكد أن الشعب المصرى تعلم فى ستة اشهر ما يتعلمه شعوب العالم فى عقود، فتراكم لدينا الوعى والنضج السياسى وهذا وحده مكسبا كبيرا..
·اذا انت متفائلة ؟
** نعم كلى تفاؤل.. لا اعلم من أين اتيت به لكنه يقينى المستمد من إيمانى بالشعب المصرى وواثقة اننا سننتصر ومصر ستنتصر قريبا على كل من يريد هدم الدولة المدنية.