قال السفيرجيمس وات، السفير البريطاني بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة مدونة بعنوان: “دفاعًا عن الحق في التعبير”. قال إن منظّمة اليونسكو اختار “اليوم الثالث من مايو من كل عام،
قال السفيرجيمس وات، السفير البريطاني بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة مدونة بعنوان: “دفاعًا عن الحق في التعبير”. قال إن منظّمة اليونسكو اختار “اليوم الثالث من مايو من كل عام، هو يوم الاحتفال بالمباديء الأساسيّة لحريّة الصحافة: تقييم حريّة الصحافة على مستوى العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام ضد الهجمات على استقلالها، وتأبين الصحفيين الذي فقدوا أرواحهم أثناء ممارسة مهنتهم.
وأضاف: أن الموضوع الذي تمَّ اختياره لهذا العام، ألا وهو حماية الصحفيين ضد عنف المتطرِّفين، ليس مُدرجًا حاليًا، عند أي شخصٍ كان، في أعلى قائمة قضايا حريّة التعبير في مصر. وقد يصبح الأمر كذلك يومًا ما – لا سمح الله – إلاّ أن التقييم الموضوعي للمَشهد الصحفي هنا يبيِّن أنه لازالت توجد دَرجة عالية من حريّة التعبير تتمثَّل في أحكام وآراء قويّة جدًّا. وأعتقد أن مصر لديها ثقافة وطنيّة عميقة في مجال قُبول حق الأفراد في تبنّي آراء خاصة وفي قبول حقِّهم في التعبير عنها أيضًا، وكذلك في أن تكون لديهم القدرة على الردّ. فبالفعل، قد أحسن المصريُّون استخدام هذا الحقّ منذ انتهاء الرقابة الخانقة التي ساعدت على دَعم النظام الاستبدادي السابق.
وكالمعتاد، يعود السؤال: من يتحكَّم في أقوى وسائل الإعلام التي لديها بالغ الأثر على نطاق وتنوّع – بل وأحيانًا على دقَّة – الأخبار والأراء المُتاحة للمواطن العادي؟ لقد وَجدَت بلدان قليلة الإجابة الشافية عن هذه المسألة. بَيْدَ أن البدائل لوسائل الإعلام الرئيسيّة، في الآونة الأخيرة، قد أصبحت أكثر قوّة. وأعتقد شخصيًّا أن التغيير الأكبر في مصر منذ ثورة يناير 2011 تمثَّل في التحسُّن الكبير الذي طرأ على فهْم المواطنين للمسائل السياسيّة المتضمَّنَة في عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وقد ارتفع مستوى مَحو الأمية السياسيّة إلى آفاق مثيرة للإعجاب، الأمر الذي أحْدث بالفعل تغييرًا في السياسة. وأمامنا أن نخطو طريقًا طويلًا بعد لكي نصل إلى نهاية المطاف في هذه العمليَّة. وأعتقد أن “تحرير العقول” هو بالفعل المحرِّك الأقوى الدافع للديمقراطيّة.
أمّا التغيير الرئيسي الثاني فقد تمثَّل في نقد الإعلام السائد على يد الإعلام الالكتروني، والذي تشكّل معظمه من الإعلام الفردي. وهو ما سمح بالكشف عن زوايا مختلفة للقصّة الواحدة. ولكن للأسف، هناك الكثير من الهَراء المختبيء في أخبار غير مُتحقَّق منها يتمّ نشره هو أيضًا على نفس شبكات الهواة، تمامًا كما حَدَث في عملية التعهيد الجماعي المؤسِفة التي تمَّ اللجوء إليها على شبكات الانترنت في مطاردة بوسطن الأخيرة. وقد تبدو المطالبة بـ “التدوين المسؤول” وكأنّها كِناية عن الدعوة للرقابة، إلاَّ أن الواقع يبرز الإساءة البالغة التي ألمَّت بالحقيقة وبالثقة من جراء ما تمّ نشره آنذاك من أكاذيب وتخيّلات متهوِّرة.
وقال السفير البريطاني إن منظَّمة اليونسكو مُحِقّة في دعوتها للعالم إلى الاعتراف بالخطر الذي يهدّد حريّة الصحافة من قِبَل العنف غير المتسامح الذي يستهدف الصحفيّين، وهي مُحقَّة في الدعوة إلى مكافحته أيضًا. ولكننا قد نصبح منافقين إذا تبنَّينا ذلك الموقف دون مراعاة نوعيّة البيئة الإعلامية الخاصّة بنا، بما في ذلك وسائط الإعلام الإلكترونية. وأودّ هنا أن أستخدم حريَّتي في التعبير في الإعلام الالكتروني، بأن أقترح أنه ينبغي علينا دائمًا أن نَسعَى إلى بناء الثقة فيمَ نكتبه – سواء على مستوى النبرة أوالمضمون – حتَّى نتمكّن من حماية الحقيقة من الزوال في مَهَبّ نيران متقاطعة من المفاهيم الخاطئة.