على مدار اكثر من عامان مضيا .. شهدنا وعشنا ..اشكالا وصنوفا من الجمع !! بعضها حاشد وبعضها غاضب ، بعضها قندهارى وبعضها نخبوى وبعضها شعبوى ..لايهم …كل ذلك يبدو تافها جدا اليوم .. اليوم لا يبدو امامى اعظم من هذه الجمعة .. التى سبقت فرتبت لتسميتها ( الجمعة العظيمة ) كنيستنا الحلوة…
سبق وان اختار بعض الداعين ( للجمع ) اسم جمعة ( تقرير المصير ) !!! واى مصير قد تقرر بعدها .. اليوم ايها الشعب الحزين الكل يخاف ويخشى ..بئس المصير ..!! دعنى اخبركم عن جمعة تقرير المصير …انها الاعظم .. لانها غيرت مصير البشرية .. انها يوم اكتمال العمل الالهى .. بدفع الدين المستحق كاملا ..فلم نعد مديونين لأحد ..اليوم الذى تمت فيه المصالحة بين السماء والارض .. اليوم الذى كملت فيه الرحمة والعدالة ..!!
ايها الحائر اسأل عن هذه الجمعة ..
ايها اليائس ..رجاؤك فى هذه الجمعة ..
ايها الخائف .. اطمئن فى هذه الجمعة ..
….فيها رفع السيد المسيح عاريا .. ليسترنا .. فما عدنا نبحث عن ستر سواه .. افهمتم لماذا لا نطلب الحماية !!!
رفع السيد مصلوبا .. ليحررنا ..فما عدنا نضيق بالقيود .. افهمتم لا تزعجنا الصلاة وسط حراسة مشددة !!
رفع السيد مجروحا ..ليشفي انسانيتنا …فما عدنا نشارك فى ” وحشية ” الصراع ..افهمتم لماذا لا يصارع المؤمن !!!
رفع السيد غالبا الموت ..فاعطانا حياة …افهمتم لماذا لم نعد نهاب الموت !!!
ليس من التأدب ان يفتخر الانسان بما له … لكن .. “اما انا فحاشا لى ان افتخر .” الا بصليبك .. انا افتخر …
وان كانت هذه الجمعة .. دعوة مفتوحة لكل البشرية .. للافتخار والكرامة .. للسعادة الحقيقية ..للحرية ..
فلماذا يبدوا الكثيرون منا مكتفين فيها .. بموقع المعجبين .. والمتأثرين .. هذا بالطبع بخلاف من يتخذ موقع ( الكارهين ومن تستفز مشاعرهم هذه الجمعة .. وهذا العيد !!)
هذه الجمعة .. هى العظيمة .. هذا العمل هو الاعظم .. فلا ترضى لنفسك باقل من العيش على مستوى الحدث .. على مستوى العمل الالهى الذى تم فى هذا اليوم ..
خاطب الله ( مااروعها امكانيه ) وقل له : انت اعطيتنا السلطان .. ان نكون اولاد الله … اعطيتنا السلطان ان نصنع التاريخ .. ونحن نكتفى بمشاهدته .. !!!
رد لنا ياالله فى هذه الجمعة .. ذلك السلطان .. اعطتنا ان نفهم .. امكانيات اولاد الله الحقيقية .. انزلنا من كراسى المتفرجين والمصفقين والمهللين وحتى الكارهين .. واجعلنا جميعا نعمل عملك .. انت ملك السلام .. اعطى شعوبنا سلام ( فلا سلام قال الهى ، للاشرار ) استخدمنا من اجل سلام هذا الوطن ..من اجل سلام هذه المنطقة ..
اعطنا ان نغير من شكل عبادتنا من اشخاص يعبدون الله ( كأنه حاضر ) لاشخاص يعبدونه ( لأنه حاضر ) اعطنا هذا اليقين .. انك هنا .. واننا ..بك نقدر ..ان نقوم …