افتتح خيرارد ستيخس؛ سفير هولندا في مصر، والدكتور خالد الدستاوي؛ وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة بالنيابة عن المهندس أحمد إمام؛ وزير الكهرباء والطاقة، صباح الثلاثاء 14 مايو ندوة الاستخدام الفعّال للطاقة التي تنظمها السفارة في إطار فعاليات “هنا هولندا”
افتتح خيرارد ستيخس؛ سفير هولندا في مصر، والدكتور خالد الدستاوي؛ وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة بالنيابة عن المهندس أحمد إمام؛ وزير الكهرباء والطاقة، صباح الثلاثاء 14 مايو ندوة الاستخدام الفعّال للطاقة التي تنظمها السفارة في إطار فعاليات “هنا هولندا”، والتي تشمل أنشطة ثقافية واقتصادية تعرض للمصريين مختلف الجوانب التي تتميز بها هولندا بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. أدار الندوة المهندس طارق توفيق؛ رئيس مجلس إدارة نادي الأعمال المصري الهولندي.
وقال السفير خيرارد ستيخس في بداية الندوة إن فعاليات “هنا هولندا” تؤكد أنه حتى وإن كانت هناك صعوبات في الوقت الحالي فإن هولندا مستعدة لأن تكون شريكا لمصر في مختلف المجالات؛ مثل الثقافة والعلوم والاقتصاد. وأضاف أن الندوة تهدف لمناقشة مختلف التوجهات تجاه واحدة من أهم القضايا الملحة التي تواجه مصر وهي الطاقة.
ونوّه إلى أن الحكومة المصرية تدرس العديد من الإجراءات الضرورية لمنع حدوث انقطاعات في الكهرباء خلال فصل الصيف، مشيرا إلى أن استيراد الغاز في دولة منتجة له لا يبدو منطقيا. وشدد على أن هناك العديد من الفرص المتاحة في مجال الطاقة المتجددة، إلا أن استكشافها يتطلب استثمارات كبيرة. واقترح في هذا الإطار التركيز على حلول خاصة بالطلب، عوضا عن التركيز على حلول متعلقة بالعرض، وذلك ببساطة من خلال توفير الطاقة.
وأشار إلى أن عدم المساس بالدعم الموجه للوقود لا يخلق حافزا كبيرا لدى المستهلكين لخفض استخدام الطاقة، إلا أن هذا لا يقلل من أهمية أن تقوم الأعمال والشركات بتوفير الطاقة كجزء من مسئوليتها الاجتماعية، وهنا تكمن أهمية هذه الندوة لبحث نماذج للاستخدام الفعّال للطاقة.
وألقى السفير خيرارد ستيخس الضوء على المقاربة التي اتبعتها هولندا لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والتي تتمثل في إبرام اتفاقيات طوعية بين الحكومة والقطاع الصناعي والمراكز البحثية تمتد سنوات عديدة حول كفاءة استخدام الطاقة؛ مما جعل من قطاع الصناعة الهولندي من بين الأكثر قطاعات توفيرا للطاقة في العالم. وأضاف أن ألف شركة هولندية تمثل أكثر من 80% من استهلاك الطاقة في الصناعة في البلاد تشارك في تلك الاتفاقيات والتي تتعهد كل شركة بموجبها بالاستثمار في تدابير تتعلق بالاستخدام الفعّال للطاقة لمدة خمس سنوات.
وألمح في هذا الإطار إلى أن الحكومة الهولندية تدعم تلك الجهود من خلال تقديم اعفاءات ضريبية وسياسات متسقة وداعمة، إضافة إلى الاستثمار في الأبحاث العلمية في هذا المجال. وأكد أن المقاربة التي اتبعتها هولندا تحظى باهتمام دولي؛ حيث تبدي أوروبا اهتماما بتلك الاتفاقيات الطوعية، كما أن الصين قامت بتطبيقها محليا.
يذكر أن شركات تثمل القطاع الخاص مثل فيليبس و DNV / KEMA قد شاركت في الندوة ؛ حيث بحث ممثلو تلك الشركات نماذج الاستخدام الفعّال للطاقة وأفضل الممارسات والحلول للأعمال والصناعات. كما عرضت الدكتورة أنهار حجازي؛ رئيس وحدة كفاءة استخدام الطاقة في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والدكتور حافظ السلماوي؛ المدير التنفيذي لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، سياسات الحكومة ورؤيتها حول الاستخدام الفعّال للطاقة.
يذكر أن قطاع الطاقة يساهم إلى حد كبير في الدخل القومي الهولندي والصادرات والعمالة، ولذلك اختارت الحكومة سياسة صناعة حديثة تهدف إلى تحسين الاستفادة من الفرص الاقتصادية للطاقة النظيفة. وتبنت هولندا رؤية شجاعة؛ إذ إنه بحلول عام 2050 سيكون لدى البلاد نظام طاقة مستدام وموثوق به وبأسعار معقولة.
ويعد الابتكار والشراكة بين القطاعين العام والخاص عنصرين هامين للغاية للنهج الهولندي إلى جانب الموضوعات ذات الأولوية مثل : توفير الطاقة في الصناعة، والغاز، والشبكات الذكية، والرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحيوية. وتجري هولندا الآن تجارب في مجال الطاقة النابعة من الأمواج والطحالب والكتلة الحيوية. وقد طوّر الهولنديون حلولا مبتكرة في إنتاج الطاقة اللامركزية في البيوت الزجاجية وإعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون والاستفادة من حرارة النفايات للاستخدام في توليد الطاقة في صناعة البستنة المكثفة. ونتيجة لذلك فإن نسبة القدرات اللامركزية المثبتة في هولندا عالية جدا مقارنة بالدول الأخرى، بالإضافة إلى أن هولندا تستثمر بكثافة في الشبكات الذكية، والتي تسهل عمليات التطوير مثل السيارات الكهربائية. وفي الواقع فإن مدينة خرونينجن تمتلك أول تجمع “حي” للشبكة الذكية في أوروبا.
ويمثل تطوير تكنولوجيا الطاقة المستدامة أولوية قصوى لدى هولندا. وتبتكر الصناعة التكنولوجية في هولندا الآلاف من الحلول وتتمتع بسمعة مرموقة في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بكفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة. وتشتهر هولندا على مستوى العالم بأنظمة كفاءة استخدام الطاقة في المناطق الحضرية وتستثمر بكثافة في الاستخدام الفعال للطاقة. وقد أنشأت هولندا شراكات في جميع أنحاء العالم ونجحت في إدخال مفاهيم الطاقة الهولندية والابتكارات في هذا المجال.
يذكر أن هولندا ثالث أكبر مستثمر أوروبي في مصر، وسادس أكبر شريك تجاري أوروبي لمصر. كما أن هولندا تأتي في المرتبة الخامسة ضمن أكبر المستثمرين في مصر على مستوى العالم.