أقيمت يوم 12 مايو ندوة عن ” إطلاق الاستراتيجية الإقليمية لحماية المرأة: الأمن والسلام” وذلك برعاية هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية، وقالت خولة مطر مدير المكتب الإعلامي
أقيمت يوم 12 مايو ندوة عن ” إطلاق الاستراتيجية الإقليمية لحماية المرأة: الأمن والسلام” وذلك برعاية هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية، وقالت خولة مطر مدير المكتب الإعلامي للأمم المتحدة لوطني: “هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع جامعة الدول العربية بدأوا في هذا الأمر منذ فترة طويلة منذ أكثر منذ سنتين، ففي أوائل 2011 بدأوا في وضع استراتيجية للأمن والسلام للمرأة العربية وفي تلك الأثناء بدأت الثورات العربية ؛ فبدا إن الأمر أكثر إلحاحا وبرزت الحاجة لأن يكون هناك استراتيجية خاصة للنساء ، ليس فقط في وقت النزاعات المسلحة ، لكن الثورات أثبتت إنه المرأة تتعرض خلال الثورات العربية التي حصلت أيضا إلى انتهاكات شديدة وليس فقط في النزاعات المسلحة ، وفي هذا الإطار بدأ التعديل علي الاستراتيجية بناءا على التحولات التي حدثت في بعض البلدان العربية. ووجود جامعة الدول العربية إلى جانب هيئة الأمم المتحدة للمرأة يعني إن الجامعة العربية ستضمن إن الدولة العربية ستلتزم بهذه الاستراتيجية وتحولها إلى آليات فعلية للعمل وللمراقبة وإن كل دولة تأخذ هذه الاستراتيجية كإطار عام وتحولها بناءا على خصوصية كل دولة عربية، فوجود جامعة الدول العربية مهم ، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ستأخذ الملاحظات في هذه الندوة وستبلور صورة أوضح لهذه الاستراتيجية مع آليات للتنفيذ.”
وتحدثت دكتورة سميرة التويجيري المديرة الإقليمية للدول العربية بهيئة الأمم المتحدة للمرأة قائلة: “إن الإطلاق يأتي في مرحلة لم يعد فيها السلام هو غياب النزاع ، بل وجود البدائل الخلاقة للاستجابة للنزاع! إن استراتيجيتنا اليوم تنبع من حرص جامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة على وقف جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات في حالات النزاع وما بعدها ضمن إطار مستجيب للنوع الاجتماعي يؤمن حصول المرأة على حقوقها كاملة دون تمييز وتعزيز دورها في مجتمع تغلب عليه العدالة والمساواة.
وتستند الاستراتيجية على محاور أربعة تم تطويرها بناء على واقع تواجهه النساء وما بعده ؛ حيث تملي التقاليد أدواراً مختلفة على المرأة والرجل، وغالبا ما يحدث تغيير مؤقت لهذه الأدوار المحددة ؛ فتتولى المرأة ادوار المعيل وصاحب العمل والمدافع عن حقوق الإنسان وهي أدوار لم يكن يسمح لها بالمشاركة فيها، ولكن المرأة ما لبثت أن أثبتت أنها أكثر قدرة على تحمل المسؤولية حتى في ظل أقصى الظروف، وقد تنجح المرأة في تغيير ظروفها أثناء الحروب، ولكن بعد الحروب تعود الأوضاع إلى سابق عهدها ، بل ويتم إنكار الحقوق التي حصلت عليها المرأة وذلك باسم الدين أو السياسة.
واقع مرعب آخر تعيشه المرأة أثناء النزاعات المسلحة، حيث يستخدم العنف الجنسي والتحرش الجماعي كسلاح استراتيجي لمعاقبة الأفراد وبث الخوف، والقضاء على الخصوم وإذلال الرجال. “
وقالت دكتورة سميرة التويجيري في حديث خاص لوطني عن وضع المرأة العربية عامةً والمرأة المصرية خاصةً: ” إن المرأة العربية كان وضعها في تقدم بطئ قبل الثورات العربية ، وكان هناك إنجازات ، ولكن ما كانت المرأة تخطو خطوة للأمام إلا وتعود خمسة للوراء ، إلى أن جاءت الثورات العربية وأسطقت ورقة التوت تماما عن كل ما هو كان مصطنع في مسيرة تقدم المرأة العربية ؛ لأن الأنظمة السابقة كانت تحاول أن تدعم المرأة ليس عن إيمان وقناعة بحق المرأة التاريخي وحقها في التمكين ولكن لمكاسب سياسية أو أغراض أخرى، وأنا كمرأة عربية متفائلة ، فما يحدث حاليا هو مخاض يجب أن يحدث حتى نصل إلى وضع أفضل، فكل الإنجازات لا تتأتى بين يوم وليلة ؛ فالثورات هي عبارة عن مراحل انتقالية تاريخية ، وينطبق كل المؤشرات التنموية خلالها على أى بلد ، ومصر ليست استثناء من هذا ؛ مصر هي القاعدة.”
وأشارت ناتاليا ابوستولوفا Nataliya Abostolova نائبة رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبية بمصر إلى أنه بالرغم من أن الجميع يعاني من الصراع لكن المرأة والطفل يعانون أكثر من الجميع، وأضافت: “كي تنجح هذه الاستراتيجية يجب ألا نخاطب المرأة فقط، يجب أن نخاطب جميع الأطراف، إننا نؤمن إنه من خلال تحديد التحديات سنصل إلى الآليات، فيجب أن نخرج من هذا المؤتمر بشكل لتنفيذ استراتيجية قائمة على آلية تنسيق محلية لكل دولة. كما يجب أن تكون مشاركة المنظمات الغير حكومية أكثر تنظيما”. كما تطرقت إلى تجربة الاتحاد الأوروبية حيث تعتبر المساواة النوعية هي أحد التزامات الاتحاد، وهناك مشروعات تستهدف المساواة النوعية يقوم بها الاتحاد الأوروبي مع دول جنوب البحر المتوسط تتنوع ما بين مشروعات ثنائية ومشروعات موجهة للمرأة.
أما بريجيتا هولست Brigitta Holst Alani مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية فتطرقت إلى كم المعاناة التي خاضتها المرأة الأوروبية ؛ حيث كافحت المرأة في أوروبا لمئات السنوات حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، أما المرأة العربية فبعد فترة الاستعمار تسلمت بلادها حكومات استبدادية أعاقت كفاحها، ولازال أمام المرأة العربية الكثير من التحديات، فأكثر من 60% من السيدات المصريات على سبيل المثال أميات، وهناك سيدات تعلمن على أعلى مستوى لكن لا يتم الاستفادة بعلمهم وخبراتهم، لذا يجب أن يكون هناك مواجهة للسلوكيات السلبية التي تعيق تقدم المرأة حتى يتسن لهن المشاركة، وبالتالي يجب على صفوة المتعلمات أن يلعبن دور مهم، حيث أن لدى السيدات المصريات قدرة على المشاركة ، ففي أثناء الثورة جاءت عدد من السيدات من القرى الريفية حتى يمنعن الجيش من التعرض للمتظاهرين، والآن فإن العديد من الأحزاب لديها أمانة خاصة للمرأة ، ويجب على تلك الأمانات أن تشجع السيدات على المشاركة.
وأوضحت إنه لا يوجد من يفهم المنطقة العربية أكثر من أهلها، لذا فمن المهم أيضا أن يكون هناك تشريعات متوافقة مع الأفكار الوطنية ؛ فلا يمكن أن تؤخذ التشريعات من دول أخرى لأنه قد لا تتوافق مع السياق الوطني لتلك الدولة.