أظهر تقرير أن أكثر من نصف عدد أصحاب الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية يواجهون عجزا ماليا بسبب تكاليف السكن وتوفير التعليم الخاص لأبنائهم. وأوضحت شركة ماكينزي آند كومباني العالمية في تقرير لها اليوم, أن الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية تنفق أموالا هائلة على شراء المنازل الفاخرة
أظهر تقرير أن أكثر من نصف عدد أصحاب الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية يواجهون عجزا ماليا بسبب تكاليف السكن وتوفير التعليم الخاص لأبنائهم. وأوضحت شركة ماكينزي آند كومباني العالمية في تقرير لها اليوم, أن الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية تنفق أموالا هائلة على شراء المنازل الفاخرة وتدفع أكثر تكلفة في التعليم الخاص من أي دولة في العالم، مشيرة إلى أن الوضع المالي في الطبقة الوسطى يتدهور بشكل خطير خلال 20 سنة ماضية.
وقالت إن نسبة الذين يعانون عجزا ماليا في الطبقة الوسطى نتيجة تفوق إنفاقهم على دخلهم الشهري، ارتفعت من15 في المائة إلى25 في المائة خلال 20 سنة، موضحة أن هذه النسبة بلغت55 في المائة عند حساب مبالغ السداد لقرض الرهن العقاري والذي لم تشمله إحصاءات الإنفاق الشهري. وحللتماكينزي مصدر الضغط المالي الذي تواجهه الطبقة الوسطى في كوريا الجنوبية وآثار أزمتها المالية على الاقتصاد الكوري الجنوبي, ويعتبر ذلك المرة الأولى التي أصدرت فيها ماكينزي تقريرا حول الاقتصاد الكوري الجنوبي منذ عام 1998 عندما واجهت البلاد ازمة النقد الأجنبي.
وذكرت أن معدل سعر المنزل في كوريا الجنوبية كان أعلى بمقدار 7.7 أضعاف من الدخل السنوي للأسرة في عام 2010، وتلجأ خاصة الأسر الشابة إلى القروض ذات التكلفة العالية من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لتمويل ثمن الشراء، الأمر الذي يتطلب مبالغ كبيرة شهريا.
كما يعتبر الشعب الكوري الجنوبي أن التعليم العالي مهم جدا فينفق أموالا كبيرة على التعليم الخاص للأبناء من أجل التحاقهم بالجامعات المرموقة، وهو ما يزيد من الضغوط على الوضع المالي وخفض عدد أفراد الأسر وانخفاض نسبة الإنجاب.
وأشارت الشركة إلى أن نسبة البطالة في كوريا الجنوبية تبلغ3.9 في المائة ويكون ذلك نصف المعدل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ولكن ترتفع هذه النسبة بشكل كبير عندما تشمل الإحصاءات بشأن نسبة البطالة الطلاب الذين يتقدمون بالإجازة من أجل تحضير الرسوم الدراسية والعمال المؤقتين حسب الساعة بشكل غير طوعي.
وأضافت أن نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 سنة و39 سنة، تكون منخفضة بسبب صعوبة عودتهن إلى العمل بعد الإنجاب مما يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية في الطبقة الوسطى وتخفيض نسبة الإنجاب.
وقالتماكينزي إنه يتعين على كوريا الجنوبية تخفيف القيود في القروض وإطلاق حملة لتغيير الوعي حول التعليم العالي وتوسيع المشاركة الاقتصادية للنساء وغيرها من أجل تخفيف الأعباء الكبيرة والدخول إلى النمو المستدام.