حين يأتيك التندر من وضيع فهو مؤلم بلا وجه حق و حين يأتيك مصحوبا بالتجريح غير المبرر من جاهل لا ثقافة له الا جمع الدولار و الزهو بالسولار فهو محبط و مخيف فى الوقت نفسه . و لكن عندما يأتيك التهكم من ظلمة متخلفه تتوهم انها كتلة من نور بار لانها تملك المال فهى كارثه فى القيم بكل المقاييس . و هذا ما ألمنى كمصرى فى تندرات احمد على القطرى. و ردى عليه قد لا يفهمه و لكن قراء هذه الصحيفه قادرون على فهمه
اولا. ليس هناك امر من الذل الذ ى تعترفون انتم به حينما تقرون انكم تلعقون “جزمة أمريكا”. و لكن الاكثر مهانة منه هو ان تجدون فى هذا العار شرفا يعلو على شرف من ارغم على ذلك و كأن فى الذل درجات و فى الهوان مراتب!
ثانيا. فى كلماتك الفارغة القاسية تعايرون الشعب المصرى بالخضوع لامريكا و لكن الشعب لا شأن له برغبات التحالف مع العدو الامريكى و الصهاينة و لا بحسابات المصالح التى يجريها نظام الاخوان – الذى تؤيده قطر- مع هؤلاء او هؤلاء . اما كان من الاحرى بكم ان تنحو باللوم على من يستحقه وهو من يحوز السلطه بكاملها و يصنع ما يشاء بها ؟ ام تفتقرون الى الموضوعية و الشجاعة معا للوم نظام الاخوان الفاشل و تنحون باللوم على شعب خانه نظامه و استبد به حكامه.
ثالثا. لن نذكركم بحضارتنا و لا بماضينا مادام ذلك يشعركم بعقدة النقص والاحساس بالدونيه و هو ما نفهمه. و لكن اذكركم – و هذا حقى – بواقعنا الحديث و بالرغم من الواقع الاقتصادى المرير الذى اشرت اليه فى تدويناتك الانتقامية، مصر بها قامات فكرية و علميه لا تملكون منها شئيا. صحيح انتم تملكون المليارات و لكنكم لا تملكون غير المليارات و اكاد اقطع انكم لا تملكون صوتا واحدا مثل ام كلثوم او موهبه واحده كموهبة عبد الوهاب او عبقرية واحده كعبقرية العقاد و طه حسين. اين فى صحفكم ياسيدى شخص يضارع فى موهبته صلاح چاهين آكل الطعميه بامتياز ؟ نعم تستمتعون بحياتكم فى الاكل و الشرب و المجون بالمال و ستمتون دون ان تعطوا للبشرية الا ما اشتريتموه من صنع الاخرين و من ابتكار الاخرين و من علم و فن الاخرين. لان لا كوادر عندكم و لا علماء و لا اساتذة جامعات يستحقون عالميا هذا الاسم . و نحن ادرى بالمستوى العلمى لطلابكم فى الجامعات الاجنبية. الخزى وحده يناسبكم عندما نقرأ اطروحاتهم و مستواها العلمى الوضيع.
رابعا. الحالة المتدهورة فى مصر حقيقة و لكن من الغريب انك لا تحمل النظام الفاشل الذى تساندونه اية مسئوليه عن انتاج هذه الحالة او حتى محاوله علاجها. و كأنكم عميان تماما عن المسئول الذى وصل الى الحكم رغبة فيه بلا خطه و لا مشروع و لا منهجيه و لا يطرى الاتجن ماذا يفعل بع الا بيع مصر بالفرط و بالاقطاعى للحكومة القطريه التى تريد ان تمتلك كل شئ جميل لعله يسد النقص الحضارى الذى تعانون منه . السد مرسي و نظام الاخوان هو الحاكم و من له سلطة الحكم و الادارة و عليه مسئولية الدوله بكاملها . و الغريب انكم لا ترصدون فى حكمه د لا بدائية السلوك و لا انعداما فى الكفاءة و لا اى مثلب اخر.
خامسا. ” فى غابة جميلة غنى بلبل صغير حزين على غصنه المعتاد و كان غناؤه حزينا و بديعا مؤثرا لكل من يراود الغابة من الطيور و الحيوانات و بعد ساعات من الغناء البديع غار منه الغراب الذى لا يستطيع اخراج صوت واحد و لا نغمة و احده من نغمات هذا الطائر الجميل فى احلى الحانه الحزينه و تحداه قائلا : دعنى اغنى امامك و سترى اننى اغنى اجمل واروع منك . و انطلق الغراب فى الصراخ و الاداء كان هزليا نشاذا و مؤلما للاذن. و لما انتهى سأل البلبل سوف نحتكم لحيوانات الغابة ليقولوا لنا من منا الذى يغنى افضل من الآخر. و فى هذه اللحظه مر خنزير برى يبحث عن الطعام و لما سمع سؤال الغراب قال على الفور طبعا انت يا غراب الذى تغنى افضل فماذا تعطينى اذن؟ فاعطاه حشرة ليأكلها ليسد جوعه. ففرح الغراب و تهكم على البلبل و هنا انهال البلبل فى البكاء . فسأله الغراب : اتبكى لانى اغنى افضل منك بشهادة الخنزير؟ فرد البلبل النبيل : لا ابكى لان غرابا قد كسب فى مسابقة غناء و لكن لان الذى حكم على غنائى هو خنزير لا اكثر و لا اقل” .
كلية الحقوق و العلوم السياسية
جامعة لاروشيل- بفرنسا