منذ أن جلس قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني علي كرسي مارمرقس ومنذ قتل الأقباط في الخصوص والاعتداء علي الكاتدرائية وحتي الآن, وقداسته لا يكف عن توصية شعبه بالصلاة, لأنها الدعامة الأساسية التي
منذ أن جلس قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني علي كرسي مارمرقس ومنذ قتل الأقباط في الخصوص والاعتداء علي الكاتدرائية وحتي الآن, وقداسته لا يكف عن توصية شعبه بالصلاة, لأنها الدعامة الأساسية التي يتوقف عليها انتصار الأقباط المؤمنين.
فعندما يصلون -تائبين- يستجيب الله في وقته لأنه هو الشخص الوحيد الذي يعرف كل أبعاد الموقف.. وكيف ومتي تحب الصلاة ؟ويساعدهم أن يتحملوا الألم, وهم يستودعوا أنفسهم, كما يقول الكتاب: ##خالق أمين في عمل الخير## (1بط4:19).
وبالصلاة تتحرك يد الله القدير لحماية شعبه مما لا يقوي البشر علي فعله ##ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنقذ لتستطيعوا أن تحتملوا## (1كو10:13).
فلنتجاوب مع وصية قداسة البابا لنا بالصلاة, وهو الذي لا يكف عن الصلاة من أجلنا.
الشماس إرميا مرقس
رموز صامدة وشامخة
تحية لنيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الذي أشار في كلمته في جنازة شهداء الخصوص إلي (عدالة السماء, وأن مصر بلادنا ولن نتركها, وأنه ليس بسفك الدماء تنمو البلد, وأننا لن نترك إيماننا, ونتمسك أيضا بأخلاقنا ومحبتنا..). إنها كلمات تعبر عما يجيش في صدر كل قبطي.
والشعب القبطي يشكر الله كثيرا من أجل أمانة قادته الروحيين وصمودهم أمام الاضطهاد, ودفاعهم عن حقوق رعيتهم في الحياة.. وفي حرية العقيدة والعبادة.. ففي يوم رسامة كل منهم, ذكر في طقس الرسامة قول الرب يسوع المسيح: ##أنا هو الراعي الصالح, والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف## (يو10:11). ##وأما الذي هو أجير وليس راعيا, الذي ليست الخراف له, فيري الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب, فيخطف الذئب الخراف ويبددها## (يو10:13,12).
ولأنهم رعاة -وليسوا أجراء- فإنهم لا يتقاعسون عن الصلاة, وعن المطالبة بحقوق الإنسان المسيحي, ولا ينكسرون أمام الضغوط الشديدة المتتالية, ولا ينخدعون بوعود معسولة كاذبة, أو جلسات صلح عرفية لا تنتهي أبدا بتطبيق القانون وعقاب الجناة, ولكنهم يستخدمون كل الوسائل المشروعة لحماية رعيتهم, كما فعل بولس الرسول حينما قال: ##ولكن لما قاوم اليهود, اضطررت أن ارفع دعواي إلي قيصر## (أع28:9).
فهيم النمس
العصافرة بحري
صلب المسيح في الخصوص وأمام الكاتدرائية
الذين يضطهدون المسيحيين إنما يضطهدون المسيح نفسه, فيقول العلامة أوريجينوس: ##حينما يحكم علي أي مسيحي لمجرد أنه مسيحي, وليس بسبب آخر أو جريمة أخري, فإن يسوع المسيح هو الذي يحكم عليه في شخصه, وتبعا لذلك فإنه يحكم علي المسيح في كل مكان في الأرض حينما يتألم أناس علي اسمه##.
وقد رأينا مؤخرا.. كيف أنهم قد صلبوا المسيح من جديد. في أشخاص الشهداء الأقباط في الخصوص, وأمام الكاتدرائية.
وإنني أشفق علي الذين يضطهدون المسيحيين, فقد قال المسيح -له المجد- من السماء لشاول الطرسوسي الذي كان يضطهد المسيحيين: ##شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك أن ترفس مناخس## (أع9:4, 5).
ويذكر التاريخ أن الأباطرة الرومانيين العشرة الذين عذبوا المسيحيين وقتلوهم, كانوا جميعا هدفا لإظهار الغضب الإلهي بنهاياتهم الشنيعة البشعة, مما دفع لكتانيوس الوثني أن يعتنق المسيحية لما رصد سيرهم, ونهاياتهم في كتاب, وصار مدافعا عن المسيحية!
ويستطيع القارئ الكريم: أن يعدد من نزل عليهم عقاب الله الشديد ممن اضطهدوا المسيحيين في العصور الحديثة..! حقا إن الله قاض عادل وأنه يسخط ##يغضب## كل يوم (مز17:1).
أمير جرجس الجندي – مدرس تاريخ