بصراحة تامة أرى أن الكثيرين يسيئون تقدير وضع الجيش المصرى فى السياسة، يحدث ذلك الآن حين يستدعى الملايين الجيش بدعوتهم الى مساعدتهم على أنهاء حالة المعاناة التى يمر بها المصريون الأن بسبب حكم الإخوان.
صفحات الفيس بوك تمتلئ بدعوات وصلوات وأكف مرتفعة تدعو الفريق السيسى الى التدخل وإنهاء هذا الوضع المزرى الذى تمر به مصر الآن.
ليس فقط على صفحات الفيس بوك وأنما أيضا فى كل مكان تتجه اليه الناس تتساءل: “متى سيتدخل الجيش علشان يخلصنا بقى”. بل وصل الأمر الى التعريض بالفريق السيسى شخصيا لأنه يرفض الاستجابة الى دعوات الناس.
خطورة الأمر: أن بعض الجماعات الدينية التى تتأمر فى السياسة لعبت هذه اللعبه بالضبط فى أثناء الأيام الأولى من الثورة حين تم الترويج لشعار “لا لا لحكم العسكر” فى الميادين والشوارع وهو ما أساء إلى تلك المؤسسة الوطنية التى اذا حدث لها شىء لا قدر الله فسوف نتحول إلى سوريا. أنظر الى ما يفعله الإخوان فى سوريا. دمروا أحد الجيوش النظامية المهمة فى المنطقة وينسبون لأنفسهم فى مصر فضل إزاحة الجيش عن السياسة.
للأسف الشديد تبنى الثوار فى مصر هذا الشعار ثم استخدمهم الإخوان فى إزاحة الجيش عن المرحلة الانتقالية وزاد الطين بلة أخطاء المجلس العسكرى وتخبطه.
وما لا يعرفه الكثيرون أن الجيش المصرى صاحب التقاليد الوطنية القديمة مستهدف وهو يعرف طبيعة المسئوليات الملقاة على عاتقة. يعرف حجم التهديدات القادمة من الخارج ومن الداخل بسبب جماعة الإخوان ولن ينجرف فى اعتقادى الى مغامرات غير محسوبة فى هذا الوقت العصيب لكنه فى اعتقادى فى حاجة الى جهاز علاقات عامة قادر على أن يبحر به فى وسط الأكاذيب اذ لم تعد تكفى تلك البيانات البسيطة التى تخرج بين الحين والآخر لكى تطمئن الناس. الجيش فى حاجة الى فريق عمل من مجموعة شباب مؤهل لديه القدرة على مواجهة الأعيب السياسة بالتعاون مع جهاز المخابرات الحربية.