تقليد أعتاد عليه الأقباط تذكاراً بدخول السيد المسيح إلي أورشليم في فلسطين واستقباله بسعف النخيل والورود وسمي بأحد الشعانين، واعتاد الأقباط الخروج إلى الشوارع بعد الصلوات يحملون السعف والورود والسنابل،
تقليد أعتاد عليه الأقباط تذكاراً بدخول السيد المسيح إلي أورشليم في فلسطين واستقباله بسعف النخيل والورود وسمي بأحد الشعانين، واعتاد الأقباط الخروج إلى الشوارع بعد الصلوات يحملون السعف والورود والسنابل، ويخرج الأطفال يلهون بفرح حاملين أشكالا مبهرة من سعف النخيل، تذكارا بهذا اليوم المجيد الذى نخوض فيه بذكريات فئات مختلفة ممن يحتفلون به.
تاجر سعف:
تجارة السعف عرفت أنها تجارة موسمية وأغلب تجارها يمتهنون مهن أخرى باقي العام. وفي حوار وطني مع أحد هؤلاء التجار
قال “صموئيل . ل ” أحد باعة السعف فى وقت أحد الشعانين ويعمل فى محل صاغة ذهب: “ننتظر هذا اليوم من كل سنة، ويتجمع فيه العائلات.. ونتجمع نحن أيضا البائعين للسعف قبلها بأسبوع وننزل إلى المزارعين ونتفق معهم على استلام السعف مساء الخميس أى قبل عرضه للبيع بثلاثة أيام لتجهيزه.”
وأشار “صموئيل” أن أغلب التجار يسافرون إلى قرية أبورواش وهي إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة في محافظة الجيزة، لشهرتها بزراعة القمح وذلك لشراء سنابل القمح منها. والمزارعين هناك يعرفون هذا الموسم وموعده من كل عام فيجهزون كميات هائلة لبيعها. أما الورد نأتى به من المزارع بجسر السويس، والسعف من الشرقية.
ويشترى “صموئيل” كل عام كميات تقارب 200 قالب سعف و400 سنبلة وقال: “هذه الكمية تكفي لكي يعم الرزق علينا جميعا مع الأخذ فى الاعتبار أنه يوجد تجار آخرين يبيعون مثلنا ومعهم كميات مقاربة وكله بيخلص كمياته فى هذا اليوم.”
أما عن التخزين ثلاثة أيام، قال “صموئيل “بنلفه فى شوال وأكياس مع رش عليه مياه ونحافظ عليه بألا يتعرض للشمس ورش المياه تجعله يتحمل أكثر من يوم دون أن يجف.”
وحول يوم أحد السعف قال “التجار يذهبون إلى كنائس كثيرة والأفضل لنا هى كنائس الموجودة فى المناطق الراقية لأنهم يشترون بسعر جيد، فالفصال قليل…”
أما عن الأسعار قال:”كانت أسعار السعف السنة الماضية 150 قرش للقالب بسعر الجملة، ونبيعه بداية من 2 جنية. أما هذه السنة فارتفع سعره قليلا.. لكن الموسم دا بركة فيه زبائن تأتى لنا وتقول محتاجة قالب سعف ومش معايا غير كذا… فإحنا مش بنقف قدامهم وبنديلهم”
وعن الأشكال المختلفة التى تعمل فى قالب السعف قال “نعمل أشكال مختلفة من الجدلات وحسب الشكل والجهد المبذول فيه نقدر مبلغ له.”
ربة منزل:
ومن ذكريات ربة منزل، قالت “دينا” ، “نتجمع أفراد الأسرة يوم السبت ليلة أحد السعف ونشترى سعفتين ونبدأ ورشة عمل… الكبار يقوموا بعمل غوايش وخواتم وقلوب وصلبان وشكل الجحش للأطفال ويعلموهم كيفية عمل أشكال السعف المختلفة. ونعمل صلبان كبيرة لتكون بركة في البيت طول العام وصلبان صغيرة لوضعها بالحافظة. وفى نهاية اليوم نجهز كل الاشكال من السعف التى تم عملها حتى نذهب بها للكنيسة في الصباح الباكر للرشم بالماء المصلى.”
ذكريات شباب:
ومن ذكريات الشباب قالت “فيفيان فرانس”.. “يستيقظ جميع أفراد الأسرة من الصباح الباكر للذهاب للكنيسة”.. مشيرة إلى أن الأسرة معتادة على عدم شراء السعف إلا بعد الانتهاء من صلاة القداس بالكنيسة حتى لا يلهو الأطفال بالسعف فى القداس.
وأضافت “فيفيان”.. “نشترى كميات كبيرة من السعف مع أن لا يوجد أحد فى الأسرة يستطيع عمل أي شئ من الأشكال المختلفة ولكننا نحتفظ به تذكار لهذا اليوم”
وأشار “مايكل جرجس” أن أحد السعف كان زمان أحلى.. لوجود والده وجده فى هذه المناسبة، فهم الذين كانوا يعرفون عمل الأشكال بالسعف.. وقال عن ذكرياته معهم ” إحنا من المنوفية والمشهور فى القرى أننا بنعمل أشكال كثيرة جدا من السعف .. منها الحمار “جحش إبن آتان” و التاج و الصلبان..
وتابع “مايكل”.. “كنا أطفال ونحسب هذه الأشكال للعب واللهو فقط فى هذا اليوم فكنا ننتظره كل سنه حتى نلعب بهذه الأشكال.. ولما كبرنا عرفنا أنها ترجع لترتيبات وأحداث اليوم من شكل الحمار اللى السيد المسيح ركبه و تاج الشوك الخ .. بذلك عرفنا أن كل الأشكال التي كنا نلعب بها ونتعلمها كانت رموز لأشياء حول السيد المسيح”
وأوضح “مايكل” أن فى الأرياف يطعموا الخوص بعد جدله بالورد البلدى ويصبح شكله جميل ودائما الأسر كانت تتنافس مع بعضها البعض كيف يكون عرض السعف واشكاله أحسن من الأخرين مثل مسابقة ملكات الجمال التى نقوم بها الآن وكانوا يتباهوا بذلك.
وقال “أنا مفتقد احد السعف بتاع زمان اللى كان يبدأ من يوم السبت ورحلة البحث عن السعف اللى بيبقى مزروع جنب النخل.. واحنا نروح ونقطعه.. و نختار أحسنهم.. و نبدأ فى جدله يوم السبت طول اليوم.. أما يوم الأحد نجيب الورد لكي لا يدبل.. و نهتم فى اخر القداس انه يتسقى ماء مصلي.. و لو لعبنا بيه بعد القداس.. ستى تفضل تقول “حرام حرام” … دلوقتى مفتقدين جدى وأبى لأنهم كانوا بيجدلوا بمهارة.. و الحمد لله.. بس معتقدش أنى هأرجع استمتع بيه تانى زى زمان..”
أما الآن.. قال مايكل “نقضى الآن أحد السعف فى شبرا بكنيسة مارجرجس أو الوجوه، والمعتاد أن الناس هنا تفضل السعف الصغير وكان من الأشكال التريفة والجديدة على أن البعض يضع سعفه صغيرة فى البدلة بجوار الكرافتة.”
السعف والأدير والكنائس
ومن ذكريات أحد الأديرة، قال “غ . ع” يعمل فى دير الأنبا برسوم العريان، أن الباعة يتواجدون من مساء يوم السبت أمام الدير ويتزايدون فى الصباح الباكر.. وقال أيضا “ومن الطريف الذى نلاحظه فى هذا اليوم أن الباعة بعد الانتهاء من القداس والرشم تجدهم يوزعون على المارة ما تبقى معهم من سعف مجانا..”
حتى في الكنائس نجد الصلبان المجدولة من السعف تزين جدران الكنيسة لتشارك الأقباط فرحتهم بدخول المسيح أورشليم في هذا اليوم… والأباء الكهنة يأخذون الماء المصلى ويرشوه على الشعب والسعف للبركة… فتمتلئ الكنائس بروح البهجة والفرحة…
ويذكر أن أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير، قبل عيد الفصح أو القيامة، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم. ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به هذا الأحد “أسبوع الآلام” ويعرف أيضا هذا اليوم بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس إستقبلته بالسعف والزيتون المزين وفارشين ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحته لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للإحتفال بهذا اليوم. وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع المسيح كمنتصر.