تقديراً وعرفاناً للفنانين يوسف نصيف 93 (أطال الله عمره) والراحلة بدور لطيف (1921- 2012) رائدين من رواد الفن القبطي وفن الرسم بخاماته المتنوعة..أقام المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي حفل تكريم يوم 22 فبراير
تقديراً وعرفاناً للفنانين يوسف نصيف 93 (أطال الله عمره) والراحلة بدور لطيف (1921- 2012) رائدين من
رواد الفن القبطي وفن الرسم بخاماته المتنوعة..أقام المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي حفل تكريم يوم 22 فبراير وذلك للدور الذي حققاه بمزيد من الإبداع الفني والرؤية الجديدة في الفنون والتي أثرت في معهد الدراسات القبطية..وإبداعاتهما المميزة أهلتهما لإختيار مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لرسم الكاتدرائية الكبرى بالعباسية وإمتدت أعمالهما الإبداعية في عدد من كنائس مصر وبعض دول العالم.
بدأ الحفل بتقديم من نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي لكل من يوسف نصيف والراحلة بدور لطيف وأشار إلى أنهما أصحاب العديد من الأعمال الفنية الكنسية داخل مصر وخارجها والتي تصل إلى 22 كنيسة كاملة داخل مصر وعشر كنائس خارجها..كما أشار إلى العلاقة الوطيدة التي ربطتهما بمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث روحياً وفنياً.
وحضر حفل التكريم أيضاً نيافة الأنبا بيشوي أسقف دمياط ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، ولفيف من الأساتذة المهتمين بإحياء التراث والفن القبطي ومحبي الثقافة والفكر.. وقد أثنى الحضور على تألقهما الباهر في عالم الفن القبطي..وأنهما على درجة من التواضع وحب الكنيسة القبطية..وإنكار الذات.
وبعدها أعرب الفنان يوسف نصيف عن سعادته البالغة بهذا التكريم الذي يعد من أهم التكريمات التي حصل عليها طوال حياته.
وتقديراً لأعمالهما الرائدة حصل الفنان يوسف على شهادة تكريم ودرع المركز الثقافي الأرثوذكسي..كما حصلا منذ عام 1988 على شهادات التقدير من تورنتو بكندا حيث عملا أيقونات لكنيسة سان أنطونيوس..وبعدها بعام “1989” من كنيسة سان مارك..ومن كنيسة مارمرقس مونتريال عام 1990..وشهادة تقدير من لندن بالمملكة المتحدة لعمل أيقونات كنيسة العذراء والأنبا شنودة بجنوب لندن عام 1991..وشهادة تقدير من ولاية آيلاند بالولايات المتحدة الأمريكية لعمل أيقونات كنيسة العذراء ومارمينا عام 1992مع خطابات شكر وتقدير من مجلس الكنائس في كل هذه الدول..وقد نالا شهادة الدكتوراه الفخرية وشهادة زمالة معهد الدراسات القبطية بيد قداسة البابا شنودة الثالث عام 1993 للأعمال الفنية التي قاما بعملها في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
منذ أن جمع الفن الجميل بين الزوجين الفنانة الرقيقة الراحلة بدور لطيف والفنان القدير يوسف نصيف في حياتهما الإجتماعية ورحلة العمر والفن بداية من ستينيات القرن العشرين..حيث كان لقاؤهما وتزاملهما في معهد الدراسات القبطية..وهما من خريجي الدفعة الأولى للمعهد عام 1961، نفس العام الذي حصل فيه الفنان يوسف على دبلوم في الآثار واللغة المصرية القديمة.. وقبلها حصل على بكالوريوس المعادن الخزفية والمينا في كلية الفنون التطبيقية عام 1941.. بينما حصلت الفنانة بدور على بكالوريوس التربية الفنية عام 1946..وقد كانت لهما دراسات متخصصة في التصوير بالألوان المائية مع الأستاذ والمربي الكبير حبيب جورجي عميد مفتشي التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم..وأيضاً دراسات مع الفنان شفيق رزق عميد المعهد العالي للتربية الفنية آنذاك.
قرب بينهما مهارتهما الفنية الفائقة في مجالات كثيرة منها التصوير “الرسم” الجداري والأيقونات القبطية..وأعمال النحاس والخشب والمينا والخزف..والنحت.. والرسم بالألوان المائية للطبيعة..إلا أنهما تخصصا في ميدان الفن القبطي..وإستمرت تلك الصحبة العمر كله في رحلة سلام يملؤها الحب والفن..أثمرت إبداعات فنية رائعة في عدد كبير من كنائس مصر وبلاد المهجر.
ومنذ تخرجهما عام 1963 وهما يعملان كأساتذة ويبدعان جنباً إلى جنب بمعهد الدراسات القبطية بصبر دائب..وعزيمة وتضحية في سبيل رسالة الفن للكنيسة القبطية إلى حد العناد والإعتماد على النفس مهما كان الثمن..من أجل الإبداع والإبتكار ليجعلا من أيقوناتهما وثائق تهز وتحرك الإيمان والوجدان معاً..وتقود الفكر إلى الحركة لا إلى الإسترخاء والضعف.
ومجموعة إبداعاتهما الغزيرة الإنتاج للفن القبطي..كانت لها رسالة تعليمية دينية وروحية..وهي جزء لا يتجزأ من العقيدة الطقسية..حيث نلمس في تلك الأيقونات المدلول الروحي والإبداع الفني..وهذه موهبة من الله للإنسان الفنان الذي يؤمن ويتعمق في قراءاته للكتاب المقدس ومعجزاته والحياة الأبدية..فيلهمه الله ليبدع أيقونات تضيء للعالم بسيرة القديسين ومعجزات الكتاب المقدس.
صاحب حفل التكريم معرضاً يضم 80 لوحة مستنسخة من مختارات لبعض إبداعات الفنانين من أيقونات وجداريات متنوعة في أعوام مختلفة.. مع 20 لوحة فنية لتلميذتهما الفنانة سميرة لمعي..التي دفعها حبها ووفائها لجمع تلك اللوحات وإعدادها للعرض.
وطوال خمسون عاماً وأكثر في صياغة فن الأيقونة..أصبح لهما أسلوب فني مميز لا تخطئه العين إرتبط بإسميهما..يشع منها ضوء الروحانية وأصالة الفن القبطي..وعذوبة الفن المصري وبساطته..تلك السمات المشتركة بين فنانينا يوسف نصيف وبدور لطيف والتي جمعت بين إبداعاتهما..والمعبرة عن الفن القبطي المعاصر..مع الحرص على الطابع الطقسي المميز..ذات تاثيرات روحية وأصالة مصرية بأصدق تعبير..والذي يفيض رقة وعذوبة..ومهارة وأستاذية وقدرات تكنيكية خاصة..بعد رحلة عطاء طويلة أثريا خلالها فن الأيقونة القبطية.
إ س