حددت الصين وروسيا أولويات التعاون الثنائي المستقبلي. ودعتا إلى نمط جديد للعلاقات بين القوى الكبرى على الساحة الدولية. وأوضحت الدولتان رؤيتهما المشتركة في بيان مشترك صدر في ختام مباحثات رئيسيهما في موسكو الليلة الماضية حول تعميق الشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة
حددت الصين وروسيا أولويات التعاون الثنائي المستقبلي. ودعتا إلى نمط جديد للعلاقات بين القوى الكبرى على الساحة الدولية. وأوضحت الدولتان رؤيتهما المشتركة في بيان مشترك صدر في ختام مباحثات رئيسيهما في موسكو الليلة الماضية حول تعميق الشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة، والذي تم التوقيع عليه أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الحالية إلى روسيا.
وتعهد البلدان بدفع الشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة قدما إلى مرحلة جديدة، وذكرا إن المهمة الإستراتيجية تتمثل في ترجمة ميزة المستوى المرتفع بشكل غير مسبوق للعلاقات السياسية إلى نتائج تعاونية واقعية في مجالي الاقتصاد والتبادلات الشعبية ومجالات أخرى. وبناء عليه، صادق الجانبان على الخطوط العريضة للفترة 2013-2016 لتطبيق معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي الصينية – الروسية، وحددا أولويات التعاون المستقبلي من أجل توطيد القوة الوطنية الشاملة والتنافسية الدولية للبلدين.
وتأتي في مقدمة قائمة الأولويات مسألة تحقيق تطوير متوازن للتعاون الاقتصادي من حيث الكم والكيف ومزيد من التنوع في الهيكل الاقتصادي. وتعهد الجانبان بزيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 و200 مليار دولار بحلول عام 2020. كما تعهدا بتعزيز الاستثمار الثنائي والنهوض باستخدام العملات الوطنية في التجارة الثنائية والاستثمار المباشر والإقراض.
ويعتزم البلدان بناء علاقات تعاونية إستراتيجية وطيدة في مجال الطاقة عن طريق التعاون بنشاط في قطاعات النفط والغاز الطبيعي والفحم والكهرباء والطاقة الجديدة، حسبما جاء في البيان الذي أضاف أن بكين وموسكو تعتزمان مواصلة التعاون الوثيق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. واتفق الجانبان على تقوية التعاون في مجالات التشجير والزراعة وحماية البيئة والتكنولوجيا المتقدمة وصناعة الطيران والنقل العابر للحدود والتبادلات الشبابية.
وعلى الصعيد الدولي، ابرز البلدان تطلعهما المشترك الى اقامة نمط جديد للعلاقات بين القوي الكبرى. وقال البيان انه مع تزايد وتيرة العولمة، دخل العالم الى فترة انتقالية تتسم بالاعتماد المتبادل وتعميق التكامل الثقافي والاقتصادي. وفى نفس الوقت ما زال العالم بعيدا عن السلمية، وأصبحت المهام المشتركة للانسانية مثل تعزيز السلم العالمي والأمن والاستقرار وتعزيز التعاون الدولي والسعي للتنمية المشتركة، اصبحت موضوعات عليا في العلاقات الدولية، وفقا للبيان.
وفي ضوء المسئولية الهائلة الملقاة على عاتق القوى الكبرى بالحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وجهت الصين وروسيا دعوة مشتركة للقوى الكبرى للتخلي عن العقلية التي محصلتها صفر وبناء نوع جديد من العلاقات بين القوى العظمى يتسم بالتنمية السليمة والمستقرة على الامد الطويل. ودعا البلدان الى تضافر الجهود من أجل تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار المشتركين وبناء نظام عالمي عادل وديمقراطي ومتناغم.
وعلى صعيد قضية الانظمة المضادة للصواريخ، قال البيان الروسي الصيني المشترك ان البلدين يتعين عليهما تعميق التفاهم المتبادل والتنسيق والتعاون والتعامل بحذر مع نشر الانظمة المضادة للصواريخ والسعي للتعاون في هذا المجال.
واضاف ان الصين وروسيا ضد أى بناء غير مقيد ومن جانب واحد للقدرات المضادة للصواريخ من قبل دولة واحدة او مجموعة من الدول ومثل هذه التحركات تهدد الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي. وقال البيان ان المجتمع الدولي يتعين عليه التعامل بشكل مشترك مع التهديدات والتحديات المرتبطة بالصواريخ ورفض ممارسة الدفاع عن الأمن القومي لبعض الدول علي حساب دول أخرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، حث البلدان المجتمع الدولي على اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لضمان نمو قوي ومستدام ومتوازن للاقتصا دالعالمي. وتعهدت الصين وروسيا، باعتبارهما عضوين بمجموعة بريكس، بالمساعدة في رفع مستوى التعاون في الكتلة الى مستوى جديد فى القمة الخامسة المقبلة لمجموعة الاقتصادات الناشئة في مدينة دوربان بجنوب افريقيا يومي 26 و27 مارس الجاري.
وحول الوضع في اسيا ــ الباسيفيك، قالت الدولتان انه المهمة الاساسية للمنطقة ان يتم بناء اطار تعاون أمني يتميز بالانفتاح والشفافية والمساواة والشمولية. واضافتا بانه من الضروري ايضا تشجيع الدول المعنية في المنطقة على تسوية نزاعاتها بشكل صحيح من خلال الحوار والتفاوض الثنائيين.
في غضون ذلك أصبح شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، أول رئيس دولة أجنبية زار مركز القيادة العملياتية للقوات المسلحة الروسية. زار شي جين بينغ المركز خلال لقائه بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وأركان وزارته،امس السبت.
وقال الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، متوجها إلى الرئيس الصيني: أنتم أول رئيس دولة أجنبية فتحت أمامه أبواب مركز القيادة العملياتية للقوات المسلحة الروسية. يذكر أن الأطقم المناوبة في مركز القيادة العملياتية للقوات المسلحة الروسية تقوم بمتابعة الأوضاع في البحر والبر والفضاء الجوي والكوني.
ومن أجل ذلك زود المركز بمجموعة من الأجهزة المبرمجة التي تبين تطورات الأوضاع وحالة الوسائل المناوبة. وتضم الأطقم المناوبة ممثلين من كبار الضباط عن القوات الاستراتيجية النووية، والقوات البرية، والأسطول البحري الحربي، وسلاح الجو وقوات الدفاع الجوي الفضائي. وقدم غيراسيموف خلال لقاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وأركان وزارته مع الرئيس الصيني شرحا مقتضبا لاتجاهات تطوير الآلة العسكرية للبلاد، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الروسية ستحصل خلال فترة 10 – 15 سنة على منظومات حديثة من الأسلحة، وبينها منظومة أس – 400 للدفاع الجوي، وغواصات ذرية من طراز بوري، ومقاتلات سو – 35 من أحدث جيل. وتم تشغيل المصانع التي ستتولى تصنيع تلك التقنيات الحربية بنسبة 100%. وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف في تصريح صحفي في أعقاب اللقاء إن آراء روسيا الصين تتطابق حول القضايا الملحة للأمن الدولي، ومنها مشكلة برنامج الولايات المتحدة لإقامة ما يسمى بمنظومة الدرع الصاروخية الشاملة.
ولفت الانتباه أنطونوف إلى أن الجانبين شددا على ضرورة تطوير التعاون العسكري والعسكري التقني بين روسيا والصين، مشددا على أن هذه العلاقات ترمي إلى تعزيز التعاون الإقليمي والتفاعل الأمني والاستقرار العالمي.