قال رجل الأعمال نجيب ساويرس خلال حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامجه “العاشرة مساءاً ” : كنت أتصور أننا فى فترة ديموقراطية وتخيلت أننا من المُمكن أن نعيش سويًا، وأنه من المُمكن أن يتحالف “المصريين
وأكدت أن الترصد والمتابعة أصبح هو السلوك الحاكم لنظام الإخوان المسلمين ، وأنه فى نفس الوقت من المؤلم أن يعيش خارج مصر، ولم يكن يُريد أن يترك مصر ويُصفى أعماله لكنه سوف يعود مرة أخرى … جاء ذلك على خلفية ما طالعتنا به وسائل الإعلام يوم الأحد الماضى مساءأ بخبر فحواه أن مصدر قضائي مسئول صرح بأن النائب العام المستشار طلعت عبدالله أصدر قراراً بوضع كل من رجلي الأعمال أنسي نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة “أوراسكوم للانشاءت والصناعة” وناصف أنسي نجيب ساويرس المدير التنفيذي للشركة على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول بِناءاً على الطلب المقدم للنيابة العامة من الدكتور المرسي حجازي وزير المالية لتحريك الدعوى الجنائية ضدهُما والتحقيق معهما في ضوء ما هو منسوب إليهما من التهرب من أداء ضرائب مستحقة عليهما تقدر بنحو 14 مليار جنيه عن أرباح صفقة بيع شركة “أوراسكوم بيلدينج” إلى شركة “لافارج” الفرنسية، والتي حققت أرباحاً لهما تقدر بنحو 68 مليار جنيه.
وعلى إثر ذلك انخفضت أسهم الشركة إلى أدنى مستوى لها منذ 3 شهور مضت مدفوعة بقرار المنع من السفرالمُفاجأ ، فى حين خسرت البورصة المصرية نحو 6.9مليار جنيه خلال تعاملات هذا الأسبوع .
من جهتها أصدرت شركة “أوراسكوم للإنشاء والصناعة” بيانًا صحفيا تضمن ردًا على تصريحات رئيس مصلحة الضرائب أوضحت فيه الموقف القانوني للشركة منذ إتمام صفقة استحواذ لافارج العالمية على أوراسكوم بيلدينج. مُوكدة أن مصلحة الضرائب لم يسبق لها مطالبة أي شركة مقيدة بالبورصة في ظل قانون الضرائب السابق أو الحالي عن أي ضرائب ناشئة عن عمليات تداولها بالبورصة المصرية، وأن إدارة الشركة تقدمت بجميع المستندات المطلوبة منها أثناء الفحص الضريبي بمركز كبار الممولين عن السنوات 2007/2010 متضمنة كل البيانات والتحليلات والمستندات المطلوبة بشأن صفقة بيع الأسهم المذكورة.
وأكد البيان أن الشركة تقدمت بطعن إلى المركز وتم إحالته للجان المختصة لدراسة أوجه اعتراضها وكادت الشركة أن تنهى أوجه خلافها مع المصلحة عن هذه السنوات في معظم نقاط الخلاف إلا أنها فوجئت في غضون شهر أكتوبر 2012 بقيام رئيس مصلحة الضرائب بإخطار الشركة بالحضور للتفاوض بشأن التنازل عن نتيجة الفحص الذى تم بمعرفة مركز كبار الممولين وطلب إعادة فحص الملف بشأن واقعة بيع الأسهم المذكورة وذلك خلافاً لما نص عليه قانون الضرائب المصري في المادة (95) . وقالت الشركة إنها تتعجب من بيان الضرائب الذى تتضمن أن إدارة مكافحة التهرب الضريبي هى التى اكتشفت تلك عملية التهرب علماً بأن الشركة قد تقدمت بإقراراتها الضريبية بصورة صحيحة فى المواعيد القانونية وقد أدرجت كامل أرباح صفقة بيع أسهم أوراسكوم بيلدينج ماتيريالز فى إقرارها الضريبى عن عام 2007 والتى بلغت 68.600 مليار جنيه وقد قام مركز كبار الممولين بفحص واقعة بيع الأسهم وأقرته اللجنة المشكلة للفحص .
و فيما يتعلق بتغيير أسم الشركة بعد عملية البيع من شركة “أوراسكوم للإنشاء و الصناعة ” إلى شركة “لافارج ” أوضح البيان أنه تم تغيير اسم الشركة ليصبح “لافارج بلدنج ماتريالز هولدنج ” لأن للمشترى الجديد كامل الحقوق فى تعديل أو تغيير اسم الشركة بما يتلاءم مع سياسته في تسويق الاسم التجاري لشركته، خصوصًا أن شركة لافارج الفرنسية أكبر منتج للاسمنت بالعالم، لذا كان من المنطقي أن تقوم بتعديل اسم الشركة لانتساب الشركة المشتراه إلى الشركة الأم .
بينما طالب جميع العاملين بشركة أوراسكوم للإنشاء و الصناعة و البالغ عددهم 40 ألف عامل و 12 ألف موظف فى وقفة أحتجاجية لهم بعدم المساس باستقرار المؤسسة والحفاظ على مصالح العاملين بها وعدم المساس بسمعة الشركة حتى لا تتأثر بشكل سلبى و بالتالى ينعكس ذلك على أداء الشركة داخلياً و خارجياً .
وفى ضوء ما حدث يرى الدكتور اسماعيل عثمان نائب رئيس اتحاد مُقاولى التشيد والبناء المصرى أن ما أثير حول شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة كان لاينبغى أن يكون يهذا الشكل ، لأن مجوعة شركات أوراسكوم بصفة عامة قدمت الكثير لمجتمعها ، وقال : كان يجب النظر للعمليات البيعية الخاصة بشركات المجموعة التى تمت على أنها أمر طبيعى وشخصى لايجب التدخل فيه طالما أنه تم فى شكله القانونى والمالى السليم، وأضاف : كلنا نعلم مدى حب هذه العائلة لمصر والعمل على أرضها وبين ابناءها.
مُوكداً أن تأثير ما حدث سينعكس بالسلب على قطاع التشيد والبناء بأكمله والذى بات يُعانى منذ فترة نتيجة توقف بعض الشركات عن العمل ونقص السيولة التى كانت تُضخ فى هذا القطاع الهام ، وقال : قطاع التشيد والبناء يرتبط بحوالى 90 وظيفة ومهنة أخرى ، وبالتالى أى تأثير يطول القطاع ينعكس على القطاعات الأخرى . مثوكدأ أنه لو استطعنا التغاب على التحديات الراهنة يُمكننا أن نتخطى معدل النمو من ال2% لنصل إلى 7% على أدنى تقدير.
بينما أوضح الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادى أن تاثير اللأزمة بين مصلحة الضرائب وشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة ضار على مناخ الاستثمار فى مصر ، وقال : فالتأثيرالسلبى هنا ليس لشخص “عائلة ساويرس ” ولكن تجاه المؤسسة التى يملكونها ويديرونها بإقتدار ولها من السمعة الطيبة والتاريخ العريق فى مجال الأعمال بصفة عامة وفى قطاع الانشاء والتشيد بصفة خاصة . مُوكداً ان التأثير السلبى قد يُثر كثيرأ فى قرارات رجال الأعمال والمستثمرين تخوفاً من تكرار ما حدث مع شركة أوراسكوم فى شركاتهم . وقال : هذه القضية هدفها وأبعادها سياسية ولكن لها غطاء اقتصادى ظاهرى ، بيما الأثار السيئة لهذه الأزمة ـ مع واحدة من الأسر المصرية التى لها باع طويل فى مجال الأعمال ، والمشهود لها بالكفاءة ـ تتنافى مع ما تعلنه الحكومة والدولة من شعارات بشأن جهودهم فى تهيئة المناخ الاستثمارى والاقتصادى لجذب رؤوس الأموال المصرية والأجنبية ، حيث كان يجب التعامل مع هذا الملف الضريبى فى المقام الأول بالتفاهم والحوار الودى بين مصلحة الضرائب والشركة بعيداً عن سوء النية وبعكس الطريقة التى تم التعامل بها مع واحة من الشركات العريقة فى مصر . مُوكداً أن ما بدر عن صانعى القرارتجاه هذا الملف رسالة سيئة للمستثمرين ورجال الأعمال المصريين والأجانب معاً ، وبالتالى لأبد من تصحيح هذا الوضع من جانب أصحاب القرار . مُشيراً إلى أن تأثير الأزمة على البورصة كان وقتى ، وأضاف : فالبورصة منذ أحداث الثورة تشهد صعوداص وهبوطاً وبالتالى تأثيرها محدود ، أما التأثيرالسلبى طويل ومتوسط المدى على الاستثمار والاقتصاد .
جدير بالذكر أن أنسي نجيب ساويرس (ساويرس الأب ) أحد أبرز رجال الأعمال المصريين ومؤسس ورئيس مجموعة أوراسكوم ، ولد (1930) في سوهاج لعائلة قبطية ، وكانت انطلاقته في الخمسينيات من خلال شركة مقاولات أسمها “انسى ولمعي” كان نشاطها يتمثل في تمهيد الطرق وحفر ترع الري.
وعام1961 أممت الشركة جزئيا ثم كليا وبقي ساويرس على رأسها خمس سنوات قبل أن يهاجر إلى لبيبا سنة 1966 عمل هناك أيضا في المقاولات قبل أن يرجع إلى مصر في منتصف السبعينيات . وفي1976 أسس شركة “أوراسكوم للمقاولات العامة والتجارة” والتي أصبحت في ما بعد تسمى أوراسكوم للصناعات الإنشائية ,و فيما بعد توسع نشاط الشركة ليشمل السياحة والفنادق وخدمات الهاتف المحمول والكمبيوتر ، ولتصبح المجموعة من أضخم الشركات المصرية.
أنسي ساويرس متزوج من السيدة “يسرية لوزة” وله ثلاثة أولاد نجيب ،سميح وناصف الذين يقودون مختلف شركات المجموعة. وهو حاصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة عام 1950 .