ضمن سلسلة المعارض التي تحمل لمسة وفاء لأعمال الرواد الراحلين، وإحياء لذكرى هؤلاء الذين أرسوا اللبنة الأولى لنهضة الفن المصري المعاصر..يقام حالياً في قاعة “أبعاد” بمتحف الفن المصري الحديث للعروض
ضمن سلسلة المعارض التي تحمل لمسة وفاء لأعمال الرواد الراحلين، وإحياء لذكرى هؤلاء الذين أرسوا اللبنة الأولى لنهضة الفن المصري المعاصر..يقام حالياً في قاعة “أبعاد” بمتحف الفن المصري الحديث للعروض المتحفية بأرض الأوبرا..معرضاً لأعمال إثنين من أولئك الرواد وهما الفنان القدير سيف وانلي (1906-1979) والفنان الموهوب أدهم وانلي (1908- 1959)..حيث تعتبر إبداعاتهما العديدة علامة بارزة في تاريخ الفن المصري المعاصر .
والمعرض يقام تكريماً وتقديراً للأخوين وانلي الذين وهبا نفسيهما لمحراب الفن في الأسكندرية يهيمان بين الألوان والظلال..يحكيان بها مايروي خيالاتهما..وقد جعلا منها سيمفونية متتالية الألوان بأحاسيسهما ومشاعرهما في مجال فن الرسم الملون..ولكي يعرف شباب اليوم مشوار حياتهما وسط دائرة الفني والأدبي..لقد أصبحا من ألمع فناني الأسكندرية.
يضم المعرض أكثر من 150 لوحة تم إختيارها من بين 700 لوحة ورسم هي مقتنيات “متحف سيف وأدهم وانلي” بمجمع محمود سعيد للمتاحف بالأسكندرية..بعد ترميمها وإعدادها للعرض بمعرفة الإدارة العامة للصيانة والترميم بقطاع الفنون التشكيلية.
نلمس في الأعمال المعروضة أسلوب كل منهما المتميز من خلال رسوماتهما ذات الحركة وجماليات اللون والتعبير عن حياة الأسكندرية تحكي حبهما للبحر..وبنات بحري والشاطيء وراقصات الباليه..وأضواء الأوبرا..والسيرك وحلبات السباق..مع العديد من البورتريهات لمشاهير الفن والموسيقى..وغيرها من الموضوعات المحببة لنفسيهما.
وتلك الرسومات التحضيرية “الإسكتشات” تعرض لأول مرة على مساحات من الورق صاغاها بمواد مختلفة..كالأصباغ وألوان الجواش..وأقلام الفحم..فكل خط ولمسة من فرشاتهما الطيعة الواضحة مثلهما تماماً..فقد كان كل منهما بسيطاً واضحاً ورقيقاً..مشاعرهما أقرب إلى الموسيقى والشعر.
نشأ الراحل سيف وانلي هو وأخوه الصغير أدهم محبين للفن..عاشا في شبابهما موظفين مغمورين…وفي مرسمهما إرتقيا بموهبتهما منكبان على تعليم نفسيهما بالقراءة والبحث والممارسة من خلال إنتظامهما في مرسم الفنان الإيطالي “اتورينو بيكي”..فأصبحا مثالاً للعصامية في الحياة والفن وبناء الذات..مرستهما الحياة..وجامعتهما التجربة الشخصية..ومعلمهما العطاء الإنساني كله..وفلسفتهما العمل في صمت وتواضع شديدين.
عاشا الأخوان وانلي راهبان في صومعة الفن والجمال..يعزفان بفنهما رؤى كلها ألوان وحركة وإضاءة..ومعان إنسانية..وخاصة لوحات الباليه التي إنفردا برسمها بين الفنانين جميعاً..ويكاد كل منهما يتفوق على الفنان الفرنسي “ديجا” رسام الباليه العالمي..وبلغت قدرة الشقيقين على التعبير عن هذا الجو السحري درجة تقرب من الإعجاز..حيث لقبا بفناني الباليه.
تفجرت على يديهما نزعات تدعو إلى حرية التعبير الفني وعالميته..لكي تلاحق اللهجات الفنية الحديثة..فكانت ريشة الراحلين سيف وأدهم وانلي مدرسة فريدة تتميز بغزارة الإنتاج..كانت طليعية تجريبية..ولوحاتهما تطل منها كل تالأساليب الأكاديمية والتأثرية والتكعيبية والتجريدية..ولكن بمذاق سكندري خلاق..تنتمي إلى ذلك البحر العريق صانع الحضارات..وأصبحا بأسلوبهما المتفرد المعروف رمزاً على الأصالة المصرية العريقة والعالمية الحديثة.
عاشا كل سنوات عمرهما تحت سماء الأسكندرية لا يفارقانها إلا أياماً ليقيما نعرضاً أو يزورا بلداً مصرية أو عالمية.. وأهم رحلة لهما معاً كانت النوبة ليسجلا ويرسما فيها أهم ملامحها وبيئتها فأبدعا 400 إسكتش مدروس مع 100 لوحة زيتية عن الحياة هناك..وقد طبع عدد منها في كتاب عن النوبة أصدرته وزارة الثقافة بمناسبة إقامة السد العالي بأسوان.
كان مرسم سيف وأدهم وانلي أحد معالم الأسكندرية الثقافية..لا يخلو من الزائرين والأصدقاء ليعيشوا فيه أوقاتاً بإسترخاء..ويشعرون بالراحة التي تشع من سطوح اللوحات نغماً لونياً تعزف سيمفونية بالسعادة والبهجة.
وما أكثر ما يقال عن إبداعات وحياة سيف وأدهم وانلي..فقد ولد أدهم بعد سيف بسنتين..ومات قبله بنحو عشرين عاماً..ونال سيف عشرات الجوائز والميداليات والشهادات الفنية هو وأخوه في مصر والخارج..وما أعرض الحياة التي عاشها سيف وانلي مع الفن والألوان..ومن أجل الفن أهدته مصر جائزتها التقديرية في الفنون عام 1972 وبعدها بشهر أهدته الأسكندرية مفتاحها تتويجاً لمشواره الفني.
وفي عام 1974 تزوج سيف وانلي لأول مرة في حياته من تلميذته الفنانة الراحلة إحسان مختار والتي كان لها دور رائع وعظيم حيث إستطاعت بإيمانها وتضحيتها وحبها الكبير لأن تأخذ بيد سيف وتقف إلى جواره في محنته عندما رحل شقيقه أدهم..وتجعله ينطلق بريشته في بحور الألوان..بعد أن كان اللون الأسود هو المسيطر على لوحاته.
وحصل سيف على الدكتوراه الفخرية في عيد الفن في أكتوبر 1976 وكان أول فنان يفوز بها لمجهوداته البناءة على مدى نصف قرن نحو خلق فن مصري أصيل ساهم في إرساء قيم الخير والجمال في مجتمعنا.
وبعد رحيل سيف عام 1979 أٌطلق إسمه على أحد شوارع الأسكندرية الهامة مثلما سمي طريق الأتيليه القديم والذي سكنه الأخوان وانلي منذ حوالي قرن بإسم أدهم وانلي بعد رحيله.. وسميت قاعة الفنون بقصر ثقافة الحرية بإسم سيف وأدهم وانلي ..كما يوجد بحي جناكليس في الأسكندرية متحف بإسم سيف وأدهم وانلي.
هكذا كان الفن عندهما نسيجاً باهراً مستمداً من أرض الواقع..وحياة الإنسان ليلاً ونهاراً..حتى رحلا عن عالمنا تاركين أكثر من ألفي لوحة واسكتشات عديدة تظل خالدة في تاريخ الفن المصري المعاصر.
ويصاحب المعرض فكرة جديدة للطلبة والفنانين الشباب عنوانها “إستلهام” وهي مشاركة طالب الفن بلوحة مستوحاه من أعمال الفنانين الرواد أمثال أدهم وسيف وانلي..ولكن برؤية محبي الفن الخاصة وبخاماتهم المحببة لهم والمختلفة.
يضم المعرض أكثر من 150 لوحة تم إختيارها من بين 700 لوحة ورسم هي مقتنيات “متحف سيف وأدهم وانلي” بمجمع محمود سعيد للمتاحف بالأسكندرية..بعد ترميمها وإعدادها للعرض بمعرفة الإدارة العامة للصيانة والترميم بقطاع الفنون التشكيلية.
نلمس في الأعمال المعروضة أسلوب كل منهما المتميز من خلال رسوماتهما ذات الحركة وجماليات اللون والتعبير عن حياة الأسكندرية تحكي حبهما للبحر..وبنات بحري والشاطيء وراقصات الباليه..وأضواء الأوبرا..والسيرك وحلبات السباق..مع العديد من البورتريهات لمشاهير الفن والموسيقى..وغيرها من الموضوعات المحببة لنفسيهما.
وتلك الرسومات التحضيرية “الإسكتشات” تعرض لأول مرة على مساحات من الورق صاغاها بمواد مختلفة..كالأصباغ وألوان الجواش..وأقلام الفحم..فكل خط ولمسة من فرشاتهما الطيعة الواضحة مثلهما تماماً..فقد كان كل منهما بسيطاً واضحاً ورقيقاً..مشاعرهما أقرب إلى الموسيقى والشعر.
نشأ الراحل سيف وانلي هو وأخوه الصغير أدهم محبين للفن..عاشا في شبابهما موظفين مغمورين…وفي مرسمهما إرتقيا بموهبتهما منكبان على تعليم نفسيهما بالقراءة والبحث والممارسة من خلال إنتظامهما في مرسم الفنان الإيطالي “اتورينو بيكي”..فأصبحا مثالاً للعصامية في الحياة والفن وبناء الذات..مرستهما الحياة..وجامعتهما التجربة الشخصية..ومعلمهما العطاء الإنساني كله..وفلسفتهما العمل في صمت وتواضع شديدين.
عاشا الأخوان وانلي راهبان في صومعة الفن والجمال..يعزفان بفنهما رؤى كلها ألوان وحركة وإضاءة..ومعان إنسانية..وخاصة لوحات الباليه التي إنفردا برسمها بين الفنانين جميعاً..ويكاد كل منهما يتفوق على الفنان الفرنسي “ديجا” رسام الباليه العالمي..وبلغت قدرة الشقيقين على التعبير عن هذا الجو السحري درجة تقرب من الإعجاز..حيث لقبا بفناني الباليه.
تفجرت على يديهما نزعات تدعو إلى حرية التعبير الفني وعالميته..لكي تلاحق اللهجات الفنية الحديثة..فكانت ريشة الراحلين سيف وأدهم وانلي مدرسة فريدة تتميز بغزارة الإنتاج..كانت طليعية تجريبية..ولوحاتهما تطل منها كل تالأساليب الأكاديمية والتأثرية والتكعيبية والتجريدية..ولكن بمذاق سكندري خلاق..تنتمي إلى ذلك البحر العريق صانع الحضارات..وأصبحا بأسلوبهما المتفرد المعروف رمزاً على الأصالة المصرية العريقة والعالمية الحديثة.
عاشا كل سنوات عمرهما تحت سماء الأسكندرية لا يفارقانها إلا أياماً ليقيما نعرضاً أو يزورا بلداً مصرية أو عالمية.. وأهم رحلة لهما معاً كانت النوبة ليسجلا ويرسما فيها أهم ملامحها وبيئتها فأبدعا 400 إسكتش مدروس مع 100 لوحة زيتية عن الحياة هناك..وقد طبع عدد منها في كتاب عن النوبة أصدرته وزارة الثقافة بمناسبة إقامة السد العالي بأسوان.
كان مرسم سيف وأدهم وانلي أحد معالم الأسكندرية الثقافية..لا يخلو من الزائرين والأصدقاء ليعيشوا فيه أوقاتاً بإسترخاء..ويشعرون بالراحة التي تشع من سطوح اللوحات نغماً لونياً تعزف سيمفونية بالسعادة والبهجة.
وما أكثر ما يقال عن إبداعات وحياة سيف وأدهم وانلي..فقد ولد أدهم بعد سيف بسنتين..ومات قبله بنحو عشرين عاماً..ونال سيف عشرات الجوائز والميداليات والشهادات الفنية هو وأخوه في مصر والخارج..وما أعرض الحياة التي عاشها سيف وانلي مع الفن والألوان..ومن أجل الفن أهدته مصر جائزتها التقديرية في الفنون عام 1972 وبعدها بشهر أهدته الأسكندرية مفتاحها تتويجاً لمشواره الفني.
وفي عام 1974 تزوج سيف وانلي لأول مرة في حياته من تلميذته الفنانة الراحلة إحسان مختار والتي كان لها دور رائع وعظيم حيث إستطاعت بإيمانها وتضحيتها وحبها الكبير لأن تأخذ بيد سيف وتقف إلى جواره في محنته عندما رحل شقيقه أدهم..وتجعله ينطلق بريشته في بحور الألوان..بعد أن كان اللون الأسود هو المسيطر على لوحاته.
وحصل سيف على الدكتوراه الفخرية في عيد الفن في أكتوبر 1976 وكان أول فنان يفوز بها لمجهوداته البناءة على مدى نصف قرن نحو خلق فن مصري أصيل ساهم في إرساء قيم الخير والجمال في مجتمعنا.
وبعد رحيل سيف عام 1979 أٌطلق إسمه على أحد شوارع الأسكندرية الهامة مثلما سمي طريق الأتيليه القديم والذي سكنه الأخوان وانلي منذ حوالي قرن بإسم أدهم وانلي بعد رحيله.. وسميت قاعة الفنون بقصر ثقافة الحرية بإسم سيف وأدهم وانلي ..كما يوجد بحي جناكليس في الأسكندرية متحف بإسم سيف وأدهم وانلي.
هكذا كان الفن عندهما نسيجاً باهراً مستمداً من أرض الواقع..وحياة الإنسان ليلاً ونهاراً..حتى رحلا عن عالمنا تاركين أكثر من ألفي لوحة واسكتشات عديدة تظل خالدة في تاريخ الفن المصري المعاصر.
ويصاحب المعرض فكرة جديدة للطلبة والفنانين الشباب عنوانها “إستلهام” وهي مشاركة طالب الفن بلوحة مستوحاه من أعمال الفنانين الرواد أمثال أدهم وسيف وانلي..ولكن برؤية محبي الفن الخاصة وبخاماتهم المحببة لهم والمختلفة.