شاركت المرأة المصرية منذ مطلع التاريخ في شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمع المصري. وعلى مدى العصور يوضح التاريخ أن المرأة المصرية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة ، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة ، وبعد انتشار الإسلام في مصر تولت النساء أمور الحكم، واشتغلن بالسياسة عبر مراحل التاريخ المختلفة
شاركت المرأة المصرية منذ مطلع التاريخ في شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمع المصري. وعلى مدى العصور يوضح التاريخ أن المرأة المصرية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة ، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة ، وبعد انتشار الإسلام في مصر تولت النساء أمور الحكم، واشتغلن بالسياسة عبر مراحل التاريخ المختلفة.
ولا تزال المرأة جزءا من ثقافة صناعة الحياة المصرية فكان لها الدور الفعال في الثورات منذ ثورة 1919 المصرية ، وانخرطت في الحركة الوطنية المصرية رافضة السلبية والدور المهمش لها، وشهد لها وحياها الزعيم الراحل سعد زغلول واعترف بشجاعتها ودورها في ثورة 1919 قائلا في أول خطاب له بعد عودته من المنفى : “أن المرأة قد شاركت بجهد خلاق في نهضتنا الحاضرة وأثبتت شجاعتها في موقفها أيام الثورة : فلنهتف جميعا “تحيا السيدة المصرية”.
ثم جاءت المرأة المصرية لتضيف لتاريخها المشرف عملا بطوليا جديدا وهو مشاركتها في “ثورة 25 يناير” مثلها مثل الرجل وأكثر؛ فاعتصمت في “ميدان التحرير” وشاهدها العالم كله وهي تتعرض للضرب والتعذيب، ولم يفرق الرصاص الحي والمطاطي بينها وبين الرجل في الميدان، وتطور الأمر إلى استشهادها أيضا، ومازال يسجل التاريخ للمرأة المصرية ما تتعرض له إلى اليوم في المظاهرات من سجن وضرب وتعريه أثناء مطالبتها بحقوقها.
إن المرأة المصرية تستحق أكثر من ذلك بكثير وتستحق ان تكرم بدل ان تهمش ، فوجود المرأة المصرية في الحياة السياسية يصب في مصلحة الوطن و اضافة لمصر كلها.
حول دور المرأة فى الحياة السياسية المصرية من بداية العصر الحديث نقدم لقراء وطنى سيدات صنعن ثورات فى الحياة السياسية المصرية وفى مجالات المجتمع المختلفة لتحقق الاستقرار والنمو والتطور لمصر .
“إستر فانوس” التى خطبت في الجامع لاستقلال مصر من الاحتلال
ولدت إستر أخنوخ فانوس والمعروفة أيضا باسم إستر فهمي ويصا (19 فبراير 1895 — أغسطس 1990) في أسيوط – مصر لأسرة قبطية فهي ابنة الطبيب أخنوخ فانوس والسيدة بلسم ويصا ، فقد كان اسمها قبل الزواج “استر اخنوخ فانوس” ، وبعد أن تزوجت من “فهمي ويصا” أصبح اسمها “استر فهمي ويصا” . وبعد إنشاء حزب الوفد في 13 نوفمبر سنة 1918 انضمت استر إلي الحزب الناشئ .
كانت الأفكار الوطنية المسيطرة على منزل والديها لها تأثير كبير على شخصيتها، فقد قالت ” أنها عرفت الحرية من خلال الأفكار والآراء التي أثيرت داخل أسرتها والقيم الموجودة في الكتب التي في مكتبة والدها”. عندما زار المناضل الوطني والمحامي الشهير مكرم عبيد، وهو صديق للعائلة، منزل العائلة، علمت إستر فانوس أن سعد زغلول باشا سيسافر مع بعض زملائه إلى إنجلترا للمطالبة برفع الانتداب البريطاني على مصر. وعندما رفض هذا الطلب قامت الثورة ضد الاستعمار البريطاني في مارس عام 1919، وتم احتجازهم هناك، ثم تم نفيهم إلى مالطة.
وعندما خرجت المظاهرات في مصر، أطلق البريطانيون النار على المتظاهرين. مما أثار إستر فكتبت إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويلسون قائلة : “أرسلنا أربعة أشخاص للقتال في هذه المعركة – تعني سعد زغلول ورفاقه _ وإذا كانت هناك ضرورة ملحة سوف نرسل 400 وقد تصبح 4000 أو 4 ملايين لتحرير هؤلاء الأربعة “.
سافرت إستر إلى القاهرة للقاء صفية زغلول التي اقترحت توقيع الثلاث نساء (صفية زغلول – هدى شعراوي – إستر فانوس) على الرسالة المبعوثة للرئيس ويلسون. بعد ذلك وقّعت مئات النساء على الرسالة مبدين اعتراضاتهم على الوضع القائم. ثم ذهبوا في مظاهرة نسوية يرفعون الأعلام ومرددين الشعارات وأطلقت الصيحة الشهيرة في وجه الاستعمار ” اطلق النار علينا ان قدرت ” ومن هنا بدأ النضال الفعلي لاستر .
وقال سعد زغلول عند عودته من المنفي “إن المرأة قد شاركت بجهد خلاق في نهضتنا الحاضرة وأثبتت شجاعتها في موقفها أيام الثورة : فلنهتف جميعا “تحيا السيدة المصرية”.
بعد ذلك قررت إستر مع هدى شعراوي، تشكيل لجنة تمثل النساء في مصر تعمل بصورة مشتركة مع حزب الوفد. وكان اول اجتماع له فى المرقسية بكلوت بيك ،ً انتخب فيه هدى شعراوي رئيسة وإستر فانوس وفكرية حسنى وإحسان القوصي الأمناء وباختلاف المذاهب الدينية بين المسلمين والمسيحيين ، احتججن السيدات المصريات علي نفي سعد باشا واحتججن علي وزارة وهبة باشا، وعلي لجنة ملنر وطالبن بضرورة استقلال مصر. و في وقت لاحق، عقدوا اجتماع سياسي في مسجد وخطبت استر فهمى فيه و كان لاول مرة تحضر المرأة مع الرجل اجتماع ، ولم يقل وقتها أحدا ان صوت المرأة عورة ولا كيف لقبطيات ان يدخلن الجامع ..
في مارس 1923، أنشأت إستر فانوس مع نساء أخرىات الإتحاد النسائي المصري لتحسين مستوى ثقافة المرأة والجانب الاجتماعي لها والترويج للمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات.
كونت استر ويصا فهمي “جمعية المرأة الجديدة” وشاركت في جمعيات أخرى مثل جمعية الشابات المسيحيات ورابطة العمل المصرية فضلا عن غيرها من الجمعيات الخيرية.
بعدما معاناة مع المرض، توفيت إستر فانوس في الإسكندرية في أغسطس 1990، تاركة أثر كبير على الوحدة الوطنية والكثير من السعي نحو تحرير المرأة المصرية.