استقبلنا نيافة المطران عادل زكى مطران اللاتين بمصر بمقر مطرانيته – Le Patronage – بمصر الجديدة، و يعد منصب مطران اللاتين هو الذى ينوب عن قداسة بابا الفاتيكان حاملا النيابة الرسولية على المستوى الكنسى، و قد حدثنا نيافته في البداية عن تاريخ النيابة الرسولية للاتين بمصر فقال: ان النشأة ترجع لقداسة البابا غريغوريوس السادس عشر، بقرار خاص فى 18 مايو 1839، و كانت نيابة رسولية لمصر و الجزيرة العربية، و ظل النواب الرسوليون من 1839 إلى 1921 يقومون بمهمة النائب الرسولى و القاصد الرسولى فى آن واحد لمصر و الجزيرة العربية إلا أنه إبتداء من سنة 1921 عين لكل من المهمتين شخص مستقل النائب الرسولى ليتولى الشئون الكنسية و القاصد للشئون الدبلوماسية.
● نيافتكم أول نائب رسولى يعينه بابا الفاتيكان للاتين بمصر من أصل مصرى فهل أثر ذلك على الخدمة؟
●● هذا الاختيار جاء ليدل على رغبة قداسة البابا بنديكتوش السادس عشر الأكيدة في الحفاظ على التراث والغنى الوطني للشعوب ورغبته في أن يخدم أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض داخل مؤسساتهم الكنسية كما أن هذا الانتخاب يعبّر عن نظرة التقدير والإجلال التي يحملها البابا دائماً إلى الشرق، وقداسته كثيراً ما استشهد في عظاته بأقوال وحياة الآباء الشرقيين فلاشك أن أصلى المصرى اثر جدا على التعامل مع ابناء الكنيسة فنحن يجمعنا ثقافة واحدة تقاليد و عادات و قيم واحدة كما يجمعنا وطن واحد ننشغل بأموره دائما.
● كيف ترى نيافتكم دور الكنيسة فى هذه المرحلة الراهنة؟
●● علينا جميعا ان نقوم بتوعية الشباب المسيحى ليدرك كل فرد دوره حتى يقاوم الشباب روح السلبية التى يخلقها المجتمع لهم انهم مواطنون درجة ثانية، على الكنيسة ان تدفع أولادها إلى الامام واثقين انهم ليسوا على هامش المجتمع حتى ان كنا أقلية كما يقال و لكن هذا من وجهة نظر العالم لكننا فى عيون الله ملح الارض، نحن خميرة، و أيضا نور للعالم.
و الدور الواجب التوفيره هو السعى و الجهد المتميز لكى يكون لكل فرد بصمة و هذا يأتى برفع الكفاءة و التميز فى العمل و الثقافة و السلوك.
● كيف ترى نيافتكم مصر و أحوال المصريين الوقت الحالى؟
●● اذا الوضع الراهن استمر على هذا النحو ستنقسم مصر و هنا يقول لنا الكتاب المقدس ان كل بيت ينقسم على ذاته يخرب فهناك مخطط يدرس كيف تتستمر مصر هكذا فى صراع داخلى دائم حتى تنقسم فكفا صراعات و دعوا مصر تنهض و تنمو حتى لا يتدخل احد و نحن منشغلون فى صراعاتنا الداخلية.
● الهوية المصرية فى خطر؟ ما تعليق نيافتكم
●● نعم، الهوية المصرية فى خطر و هذا تصريح لى و دائما احذر من هويتنا التى اصبحنا فى اشد الحاجة إليها و لكن للاشف لن تعود بسهةلة لأننا بحاجة إلى تكوين و تثقيف فأستمرار الفقر و الجهل نحن نفتح علينا كل المشاكل و الصعاب.
●● الجدير بالذكر أن نيافة المطران عادل زكى ولد بمدينة الاقصر عام 1947، و التحق بمدرسة الفرنسيسكان بالاقصر ثم بإكليريكية أسيوط الصغرى بعد ذلك بالمعهد الفرنسيسكانى الشرقى بالجيزة حيث أتم الدراسات الفلسفية و اللاهوتية.
و قد أدى نيافته النذور الرهبانية الاولى يوم 8 سبتمبر 1969، و النذور الدامة عام 1972 و سيم كاهنا فى سبتمبر من ذات العام، و حاز على الليسانس فى اللاهوت من جامعة القديس يوسف ببيروت عام 1975، و خدم نيافته مدير للمدرسة و راعى للشباب الجامعى بأسيوط من سنة 1975 حتى 1986، و عين راعيا و مديرا لمدرسة نجع حمادى عام 1986، ثم انتخب مستشارا للرهبنة مرات عديدة ثم رئيسا للبادئ الفرنسيسكان من عام 1989 حتى 1998، و فى عام 2000 عين أمينا عاما لمجلس البطاركة و الاساقفة الكاثوليك بمصر، و فى عام 2009 أصدر قداسة البابا بنديكتوس بابا الفاتيكان قرارا بتعيين نيافته نائبا رسوليا بمصر و تم سيامته الاسقفية يوم 31 أكتوبر بكنيسة سان جوزيف بوسط القاهرة.
●● تحدث المطران عادل زكى فى حواره لوطنى عن تخلى بابا الفاتيكان عن الكرسى الرسولى و المشهد الفاتيكانى الحالى.. تابع التفاصيل الاحد القادم 3 مارس 2013 بجريدة وطنى.