القلب المصغي هو الذي يعرف أن يقرأ تاريخه الشخصي وهذا ما لمسناه في شخصية مريم العذراء فقالت تعظم الرب نفسي وتهلل بفرح عظيم،لأنها تخطت الاضطراب، والقلق، والخوف من نظرات الناس، والعادات، والتقاليد اليهودية،
القلب المصغي هو الذي يعرف أن يقرأ تاريخه الشخصي وهذا ما لمسناه في شخصية مريم العذراء فقالت تعظم الرب نفسي وتهلل بفرح عظيم،لأنها تخطت الاضطراب، والقلق، والخوف من نظرات الناس، والعادات، والتقاليد اليهودية، وقبلت مريم أن تدخل بتاريخها الشخصي وتضعه بين يدي الله مخلصها، فاستحقت الابتهاج الروحي الذي يشعر به السمائيون.
مريم تعرف نفسها وإمكانياتها وقدراتها البسيطة التي استعملها الله فقالت نظر الله لي، أنا خادمته المتواضعة. وبهذا القلب المصغي والمنفتح تستقبل مريم اليوم جميع الأجيال التي تهنئها وتمدحها، وتغني لها أناشيد روحية، لأن بنسلها يسوع المسيح سحقت العدواة والخطيئة، فانتصر الفرح على الكآبة، ارتفع الرجاء عل اليأس، واستحق كل إنسان أن يرجع إلى حضن الآب ويصبح أبن له، وأخ ليسوع المسيح، وسكنى لروح القدس.
بفضل مريم، صنع القدير لنا وبنا وفينا عظائم. فمنحنا قداسته، وقال لنا كونوا قديسين كما أن أباكم هو قدوس. رحمنا، ورحمته غطت الجبال والأودية من جيل إلى جيل، رغم قساوة قلبنا وكبريائنا أحياناً وبعدنا عنه، لكنه بمريم أظهر لنا حبه ومساعدته لنكون بين يديه وننعم بحضوره الأبوي .
الله رفع مريم بتواضعها وجعلها أمًا لابنه الفادي والمخلص وأمًا لنا جميعًا، نتشفع بها لدى حبيبها وابنها يسوع فلا يرفض لها طلبا، فيعطينا ما نحتاج اليه من نعم سماوية.
وهكذا مريم قرأت تاريخها الشخصي وأقرت بتواضع بما تحمل في نفسها عبرت عنه أمام الله، وأيضا تفهمت وأصغت لتاريخ شعبها وكل الانسانيه فقالت” أعان عبده إسرائيل،فتذكر رحمته كما وعد آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد “( لو 1: 54 – 55 ) فاستحقت أن ترفعها نعمة وقوته إلى مرتبة القداسة فجلست الملكة عن يمين الملك .
وأنا اليوم، كيف أقرأ تاريخي الشخصي؟
هل أقدر نعمة الحياة ؟ وكيف الله يعطيها لي كل يوم مجدّدا؟
كيف يرافقني من بداية حياتي حتى هذا اليوم؟
إلى أي مدى أعي حضور الله معي في كل لحظات حياتي اليومية؟
كيف أسبح لله مع مريم في علاقتي الشخصية بالله ؟
يا رب، جدد حياتي، فأسير بطريقه جديدة في نوعية قرأتي لتاريخي الشخصي، فأتجدد بنوعية حضوري أمامك، فتقدس جسدي، وعاطفتي، وتنقي فكري وتصرفي ومبادرتي، فأنحني بنشيد شكري واسكب طيبي تحت رجليك، حياتي أهديك، فاقبل يارب تغيير اسمي وهويتي ونمط حياتي ومشروع وجودي، فأجعلني أُولد معك ولادة جديدة في الروح القدس الذي يسكن فيً ليهيئني كما هيأ مريم في استقبالك، فأكون بكليتي لك يا يسوع . آمين