احتشد آلالاف صباح اليوم بقاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان، لسماع عظة قداسة البابا بنديكتس السادس عشر الاسبوعية و التي تعد قبل الأخيرة للبابا حيث قدم استقالته في الثامن والعشرين من فبراير الجارى
احتشد آلالاف صباح اليوم بقاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان، لسماع عظة قداسة البابا بنديكتس السادس عشر الاسبوعية و التي تعد قبل الأخيرة للبابا حيث قدم استقالته في الثامن والعشرين من فبراير الجارى.
بدأ قداسته عظته قائلاً: كما تعلمون لقد قررت التخلي عن الخدمة التي أوكلها إلي الرب في التاسع عشر من أبريل عام 2005.
أضاف البابا فى كلمته: “لقد فعلت هذا الأمر بحرية تامة من أجل خير الكنيسة، بعد فترة طويلة من الصلاة وفحص الضمير أمام الله مع إدراك مدى أهمية هذا العمل. لكني أدرك أيضا أنني لست قادراً على القيام بخدمتي البطرسية بالدفع اللازم الذي تتطلبه هذه الخدمة. تدعمني وتنيرني الثقة بأن الكنيسة هي من المسيح، الذي سيواصل قيادتها والاعتناء بها”.
وأختتم البابا: “أتوجه بالشكر إلى الجميع على المحبة والصلاة التي رافقتموني بها. لقد لمست خلال هذه الأيام التي لم تكن سهلة بالنسبة لي، قوة الصلاة التي حملتها إلي محبة الكنيسة، أي صلواتكم.
و طالب البابا الالاف قائلاً لهم تابعوا الصلاة من أجلي، من أجل الكنيسة ومن أجل البابا الجديد. والرب سيقود خطانا.
ثم تحدث قداسته عن عظة بعنوان قوّة هذا العالم لن تخلص العالم وإنما قوّة الصليب والتواضع والمحبة، فقال البابا يرد العدد أربعون مرّات عديدة في الكتاب المقدس، فهو يدل خاصة على الأربعين سنة التي سار فيها شعب إسرائيل في الصحراء: فترة تنشئة طويلة ليصبح بعدها شعب الله، ولكنها أيضا فترة طويلة رافقتها تجربة عدم الأمانة للعهد مع الرب. أربعون هي أيام مسيرة إيليا للوصول إلى جبل الله، وهي أيضا الفترة التي قضاها يسوع في الصحراء قبل بداية حياته العلنية وحيث جرّبه الشيطان. أود اليوم في هذا التعليم أن أتوقف عند هذه المرحلة من حياة ابن الله الأرضية.
تابع قداسته يقول إن الصحراء حيث أقام يسوع هي مكان الصمت والفقر حيث يُحرم الإنسان من الدعم المادي ويجد نفسه أمام معضلات الوجود الأساسيّة، ومدفوعاً للذهاب نحو الأهم يصبح من الأسهل له اللقاء بالله. لكن الصحراء أيضا هي مكان الموت حيث لا ماء ولا حياة وهي مكان العزلة حيث يشعر الإنسان بالتجربة الأقوى.
أضاف البابا يقول إن التأمل حول تجارب يسوع في الصحراء هي دعوة لكل منا ليجيب على سؤال مهم: ما هو الأساسيّ فعلا في حياتي؟ في التجربة الأولى اقترح الشيطان على يسوع أن يحول الحجر إلى خبز ليخمد جوعه، فأجابه يسوع ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان: فبدون الجوع لله لا يمكن للإنسان أن يخلص. في التجربة الثانية عرض الشيطان على يسوع درب السلطة، فصعد به وأراه جميع ممالك الأرض، لكن هذه ليست درب الله: فيسوع يعلم جيداً أن قوّة هذا العالم لن تخلّص العالم وإنما قوّة الصليب والتواضع والمحبّة. أما في التجربة الثالثة مضى الشيطان بيسوع إلى أورشليم وأقامه على شرفة الهيكل ليلقي بنفسه إلى أسفل فينقذه الله بواسطة ملائكته، فكان الجواب بأننا لا يمكننا أن نفرض شروطنا على الله. فما هي إذاً نواة هذه التجارب الثلاث؟ إنها اقتراح لاستغلال الله لمصالح شخصية، للمجد الذاتي، وللنجاح الخاص.
تابع البابا يقول أن نضع لله في المقام الأول هي المسيرة التي على كل مسيحيّ أن يسيرها دائمًا ومجدداً. “الارتداد” هي دعوة سنسمعها مرات عديدة خلال الصوم، وهي تعني أن نتبع يسوع ليصبح إنجيله دليلاً للحياة، ونترك الله يحولنا ونعترف بأننا خلائق بحاجة لله ولمحبّته، وأننا نربح حياتنا فقط إن خسرناها فيه.
بعدها تحدث البابا عن وجود تجارب عديدة يخضع لها المسيحي في المجتمعات المعاصرة، وقال: “الحفاظ على أمانة الزواج المسيحي ليس بالأمر السهل، وكذلك ممارسة أعمال الرحمة في الحياة اليومية، وترْك فسحات للصلاة والصمت الداخلي. وليس من السهل أن نقف في وجه خيارات شأن الإجهاض، على أثر حمْل غير مرغوب فيه، والموت الرحيم في حال وجود أمراض مستعصية أو اختيار الأجنة لتفادي أمراض وراثية.
أضاف البابا نقرأ في سفر الرؤيا: “هاءَنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي.” (رؤيا 3، 20). على إنساننا الداخليّ أن يتحضّر لزيارة الله له ولذا لا يجب أن يسمح للأوهام والمظاهر أن تجتاحه.
ختم البابا بنديكتس تعليمه الأسبوعي بالقول في زمن الصوم هذا وفي سنة الإيمان لنجدد التزامنا في مسيرة توبة، فنتخطى نزعة الانغلاق على أنفسنا ونفسح مكاناً لله ناظرين بعينيه على واقعنا اليومي.
أضاف البابا فى كلمته: “لقد فعلت هذا الأمر بحرية تامة من أجل خير الكنيسة، بعد فترة طويلة من الصلاة وفحص الضمير أمام الله مع إدراك مدى أهمية هذا العمل. لكني أدرك أيضا أنني لست قادراً على القيام بخدمتي البطرسية بالدفع اللازم الذي تتطلبه هذه الخدمة. تدعمني وتنيرني الثقة بأن الكنيسة هي من المسيح، الذي سيواصل قيادتها والاعتناء بها”.
وأختتم البابا: “أتوجه بالشكر إلى الجميع على المحبة والصلاة التي رافقتموني بها. لقد لمست خلال هذه الأيام التي لم تكن سهلة بالنسبة لي، قوة الصلاة التي حملتها إلي محبة الكنيسة، أي صلواتكم.
و طالب البابا الالاف قائلاً لهم تابعوا الصلاة من أجلي، من أجل الكنيسة ومن أجل البابا الجديد. والرب سيقود خطانا.
ثم تحدث قداسته عن عظة بعنوان قوّة هذا العالم لن تخلص العالم وإنما قوّة الصليب والتواضع والمحبة، فقال البابا يرد العدد أربعون مرّات عديدة في الكتاب المقدس، فهو يدل خاصة على الأربعين سنة التي سار فيها شعب إسرائيل في الصحراء: فترة تنشئة طويلة ليصبح بعدها شعب الله، ولكنها أيضا فترة طويلة رافقتها تجربة عدم الأمانة للعهد مع الرب. أربعون هي أيام مسيرة إيليا للوصول إلى جبل الله، وهي أيضا الفترة التي قضاها يسوع في الصحراء قبل بداية حياته العلنية وحيث جرّبه الشيطان. أود اليوم في هذا التعليم أن أتوقف عند هذه المرحلة من حياة ابن الله الأرضية.
تابع قداسته يقول إن الصحراء حيث أقام يسوع هي مكان الصمت والفقر حيث يُحرم الإنسان من الدعم المادي ويجد نفسه أمام معضلات الوجود الأساسيّة، ومدفوعاً للذهاب نحو الأهم يصبح من الأسهل له اللقاء بالله. لكن الصحراء أيضا هي مكان الموت حيث لا ماء ولا حياة وهي مكان العزلة حيث يشعر الإنسان بالتجربة الأقوى.
أضاف البابا يقول إن التأمل حول تجارب يسوع في الصحراء هي دعوة لكل منا ليجيب على سؤال مهم: ما هو الأساسيّ فعلا في حياتي؟ في التجربة الأولى اقترح الشيطان على يسوع أن يحول الحجر إلى خبز ليخمد جوعه، فأجابه يسوع ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان: فبدون الجوع لله لا يمكن للإنسان أن يخلص. في التجربة الثانية عرض الشيطان على يسوع درب السلطة، فصعد به وأراه جميع ممالك الأرض، لكن هذه ليست درب الله: فيسوع يعلم جيداً أن قوّة هذا العالم لن تخلّص العالم وإنما قوّة الصليب والتواضع والمحبّة. أما في التجربة الثالثة مضى الشيطان بيسوع إلى أورشليم وأقامه على شرفة الهيكل ليلقي بنفسه إلى أسفل فينقذه الله بواسطة ملائكته، فكان الجواب بأننا لا يمكننا أن نفرض شروطنا على الله. فما هي إذاً نواة هذه التجارب الثلاث؟ إنها اقتراح لاستغلال الله لمصالح شخصية، للمجد الذاتي، وللنجاح الخاص.
تابع البابا يقول أن نضع لله في المقام الأول هي المسيرة التي على كل مسيحيّ أن يسيرها دائمًا ومجدداً. “الارتداد” هي دعوة سنسمعها مرات عديدة خلال الصوم، وهي تعني أن نتبع يسوع ليصبح إنجيله دليلاً للحياة، ونترك الله يحولنا ونعترف بأننا خلائق بحاجة لله ولمحبّته، وأننا نربح حياتنا فقط إن خسرناها فيه.
بعدها تحدث البابا عن وجود تجارب عديدة يخضع لها المسيحي في المجتمعات المعاصرة، وقال: “الحفاظ على أمانة الزواج المسيحي ليس بالأمر السهل، وكذلك ممارسة أعمال الرحمة في الحياة اليومية، وترْك فسحات للصلاة والصمت الداخلي. وليس من السهل أن نقف في وجه خيارات شأن الإجهاض، على أثر حمْل غير مرغوب فيه، والموت الرحيم في حال وجود أمراض مستعصية أو اختيار الأجنة لتفادي أمراض وراثية.
أضاف البابا نقرأ في سفر الرؤيا: “هاءَنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي.” (رؤيا 3، 20). على إنساننا الداخليّ أن يتحضّر لزيارة الله له ولذا لا يجب أن يسمح للأوهام والمظاهر أن تجتاحه.
ختم البابا بنديكتس تعليمه الأسبوعي بالقول في زمن الصوم هذا وفي سنة الإيمان لنجدد التزامنا في مسيرة توبة، فنتخطى نزعة الانغلاق على أنفسنا ونفسح مكاناً لله ناظرين بعينيه على واقعنا اليومي.
إ س