ان اراد الاخوان الخروج من الازمة الحاليه فمن المنطقى ان يبتعدوا عن المبادرات غير الجادة التى لا تعنى الا ارضاء حب الظهور النرجسي عند اصحابها و اظهارهم كعذراء بكر عفيفة فى بكارتها و كان لم يدخلها الاثم قط. و المثل الدال على ذلك هو مثل جبهة الضمير التى تكونت من افراد كانوا دائما منفذين لارادة الاخوان حتى و لو كانت تنطوى على اخطاء قانونية فادحة و من هنا كان من غير المنطقى ان الخصم يعطى ذاته اليوم دور الحكم المحايد.
هذا العبث الصبيانى غير المسئول غير مقنع لانه غير جاد ولا ياتى الا من فكر مريض كفكر البعض فى جبهة الضمير التى استطاع اعضاؤها العيش و التكيف مع حلول غير عادلة لا يمكن لضمير رجل قانون ان يقبلها. و مع ذلك هم قبلوها.
و ليس فى دورهم المتمثل فى توزيع الدرجات على الاطراف المتصارعة من فائده، فمن انتم يا جبهة بلا ضمير حى حتى تحتكرون الحكم بالصواب او الخطا على الاخوان او على جبهة الانقاذ او على اى قطاع من الشعب ؟
ان فى جعبتى كثير من المخزيات و فى جعبة كل مصرى حر قائمة كاملة بمواطن الزلل التى انطوت عليها مواقفكم.
ان الحل فى تقديرى يجب ان ياتى من الاخوان انفسهم. و هو فى حكم المستحيل مع الاسف. لكن المستحيل ليس مصريا.
علي الاخوان لن ارادوا انقاذ مصر ان يقبلوا الموت عن ذواتهم التى ضخموها بلا حق و لا داع . عليهم ان يتخلوا عن العجرفة الكاذبه التى لا تتناسب مع لا مع مستواهم الفكرى و لا الحضارى و لا العلمى .
عليهم ترك الصلف الابله الذى يذكرنا باحمد مظهر فى فيلم الايدى الناعمة.
و عليهم فى النهاية اعطاء الادلة الدامغة عن التخلى عن النهج الاخوانى المعتاد و المقيت و الذى اصبح معروفا للجميع ، و الا فطريق عذاب ينتظرهم و الله لا يشمخ عليه . نعم انا اعنى ما اقول عليهم لان الشباب المصرى الثورى لن يسمح لهم بسرقة ثورته و التمتع بها بانفسهم . انه سيجرعهم كاسا مرا لو تمسكوا بمواقفهم الجامدة :
و الخص طريق الخلاص فى سبع نقاط هامة كل منها تشكل مستحيلا بالنسبة لكل اخوانى . و مع ذلك اكرر ان الخلاص هو فى تحقيق هذا المستحيل. و المستحيل كما قلت ليس صناعة مصرية.
١. يحب اولا اصدار قرار من رئيس الجمهوريه فورا بوقف العمل بالدستور المعيب و لا تنازل عن ذلك حتى يتم استبعاد المواد التى لا موضع لها فى دستور دولة ديمقراطية .
٢. يجب اصدار قرار من الرئيس بالتنحى عن ممارسة وظائفه و الدعوة الى انتخابات رئاسية جديده عاجلة بضمانات تتفق عليها احزاب المعارضه و منها ضمانات دوليه.
٣. اقصاء جماعة الاخوان المسلمين من كافة انواع النشاط السياسي و السماح لها بالدعوه الدينيه فحسب.
٤. تعليق جلسات انعقاد مجلس الشورى و وقف اى قرار متخذ منه و حله.
٥. تسليم السلطه الفعليه للبلاد لرئيس المحكمه الدستورية العليا و من حقه ان يستعين بمن يترائى له فى تولى وظائف الحكم المؤقت من اعضاء المحكمة و نوابها او غيرهم و من حقه ايضا ان يعيد تعيين القضاه الذين تم اقصائهم
(نعم و كما يقال بالعاميه من لا يرضى بالخوخ يرضى بشرابه)
٦. اقالة الحكومة الحاليه فورا و تعيين حكومة ائتلاف وطنى مؤقته من الوطنيين الاحرار .
٧. اقالة النائب العام الذى شاب تعيينه البطلان القانونى و ترشيح غيره بواسطة المجلس الاعلى للقضاء و هنا يسحب القرار الرئاسي الصادر بالتعيين لانه خطا قانونى فادح بل بله كامل مكتمل الاركان اوقعه فيه اساتذه قانون لا دراية لهم بالقانون بكل اسف و هم اعضاء فيما يسمى بجبهة الضمير.
مالم تتخذ هذه الخطوات السبع اخشى ان يعصف عصفا بالاخوان لان احدا منهم لا يجرؤ على النزول حتى الى الشارع تحسبا من كراهية الناس لهم.
ان الحل مرير نعم: لانه الطريق الذى قطعوه فى اللذة المحرمة كان طويلا و ينبغى ان يسيروه كله مره اخرى فى الاتجاه العكسي . الشوط المقطوع فى الدنو و البله و ” التكويش ” و الاستحواذ و الهيمنة يجب ان يعودونه كله فى الصواب و الحق و العدالة. فان اتعظوا و لم يشمخوا يبراون و ان شمخوا سيزداد الالم و التجربه ستتضاعف عليهم و الصليب سيكون اكثر شده و ايلاما.
من له اذنان للسمع فليسمع
كلية الحقوق – جامعة لاروشيل
فرنسا