عقد المجلس القومي للسكان بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، مؤتمر صحفي اليوم 7 فبراير ، في ذكري اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث المتعارف عليه بمصطلح ####ختان الإناث#### برعاية اليونيسف
عقد المجلس القومي للسكان بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، مؤتمر صحفي اليوم 7 فبراير ، في ذكري اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث المتعارف عليه بمصطلح ####ختان الإناث#### برعاية اليونيسف .
وأكدت ####اليونسيف#### على أن هناك فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم تتعرض للختان مما يؤدي إلي أضرار خطيرة علي صحة الإناث في مصر .
ووصفت المنظمة ما تعيش فيه مصر اليوم “بالردة في الدفاع عن حقوق الطفولة والمرأة”، والتى تجسدت في الدعوى التى رفعها عدد من المحامين الذين ينتمون لتيارات الإسلام السياسى للمطالبة بالطعن على عدم دستورية نص المادة 212 مكرر من قانون العقوبات، والخاص بحظر ختان الإناث وتجريمه؛ بحجة مخالفته لأحكام الشريعة الإسلامية.
من جهته أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة والسكان التزام مصر بالاتفاقيات الدولية كافة التى وقعتها لمناهضة ختان الإناث، وأن مصر لا زالت عند كلمتها مهما تغيرت الظروف السياسية التى تمر بها البلاد.
وأضاف أن قضية ختان الإناث من القضايا التى شهدت حولها نقاش مجتمعى طويل على مختلف الجوانب الدينية والعلمية والطبية والاجتماعية، إلى أن وقَّعت مصر على عدد من الاتفاقيات الدولية باعتبارها جزء من هذا العالم المتحضر لحماية حقوق المراة والوقوف ضد اى انتهاكات تقع عليها، مؤكدًا أن وزارة الصحة ساندت هذه الاتفاقيات بل أصدرت قرارات وزارية لعام 2007 و 2008 تقضى بحظر وتجريم ختان الإناث.
وأشادت “انيتا نيرودى” الممثل المقيم لمنظمات الامم المتحدة بالجهود التى يبذلها البرنامج القومى لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الاناث التابع للمجلس القومى للسكان ،والذى بدأ منذ عشر سنوات.
كما أشارت للدور الإيجابي التى لعبته المؤسسات الدينية كدار الافتاء المصرية والازهر فى تجريم ختان الاناث والقيام بالتوعية الايجابية للمواطنين نحو مخاطر هذه العادة ،وان ليس لها علاقة بالدين.
وأضافت أن البيان الأخير الذى صدر من الأمم المتحدة يؤكد تناقص عدد الفتيات المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث فى 29 دولة من دول إفريقيا والشرق الأوسط التى تتركز فيها هذه الممارسة، وهذا يعد تتويج للجهود التى تبذلها هذه الدول ، ومنها مصر ، والتى رغم التزامها بدمج برامج تمكين الأسرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا فى برنامجها الوطنى من اجل التخلى عن ممارسة ختان الاناث، شهدت تغير في المواقف إزاء ممارسة تشويه اوبتر الأعضاء التناسلية للإناث بالرغم انها كانت من البلدان ذات معدلات الانتشار العالية لهذه الممارسة.
حيث كانت قد تضاعفت في الفترة ما بين عامي 1995 و 2008 النسبة المئوية للنساء ما بين سن 19 و49 من المتزوجات واللاتي تعتقدن أن هذه الممارسة ينبغي وقفها.
واستعرض فيليب دومال ممثل منظمة اليونيسف الجهود التى بذلتها مصر فى مجال مناهضة ختان الإناث، بدءا من القرارات الوزارية التى سنتها وزارة الصحة لتجريم ختان الاناث، بالإضافة الى الدور الذى لعبه الخطاب الدينى المستنير فى تجريم ختان الاناث، وأضاف أن منظمة اليونيسف تتعاون مع الأزهر وبصدد طبع إصدار يوضح اهمية دور الدعاة فى التوعية الدينية بخطورة الختان.
وأشاد دومال بالموقف الايجابى الذى اتخذته الجمعية المصرية لأطباء النساء والتوليد، فى بيانها الصادر سبتمبر الماضى، وتاكيدهم ان ممارسة الختان ليست طبية بل تنتهك الحقوق الصحية والنفسية للفتيات، ومطالبتهم بمعاقبة الاطباء الذين يمارسون هذه الجراحة، خاصة بعد الاحصائية التى رصدت ان 72% من عمليات الختان يقوم بها اطباء، وأكد دومال اننا نواجة مشكلة خطيرة وهى “تطبيب ممارسة الختان ” الذى يجب ان تتصدى لها مؤسسات الدولة.
كما استعرض د.عاطف الشيتانى مقرر المجلس القومى للسكان اهم الاستراتيجيات التى يتبناها المجلس من خلال البرنامج القومى لتمكين المراة ومناهضة الختان ،ومن أهم هذه الجهود الوطنية المستقبلية التى سيعتمد عليها المجلس فى الفترة المقبلة، التركيز على اهمية الخطاب الدينى الواضح الذى يطرح القضية من محور حقوقى كامل من خلال بث رسائل واضحة ترد على التساؤلات المجتمعية كافة عبر وسائل الإعلام المختلفة من شبكات التواصل الاجتماعى والصحافة والتليفزيون وعمل منظمات المجتمع الأهلي.
و شدد على رفض المجلس لتطبيب ختان الإناث، والعمل على تفعيل القرار الوزاري 2007 من وزارة الصحة بحظر ختان الإناث، بالإضافة إلى الإستراتيجية القانونية من تجريم ختان الإناث، وتفعيل قانون تجريم ختان الاناث لعام 2008، ومنع محاولات الختان فى بعض القرى.
وقال الشيتاني: إن المجلس يدعم بكل قوة العمل المجتمعى من خلال عمل الجمعيات الاهلية التى تزيد عن أكثر من 100جمعية ،والعمل فى حوالى 10محافظات بالوجهين البحرى والقبلى في أكثر من 125 قرية بالإضافة لمركز وأحياء القاهرة، وأن المجلس يتجه نحو التركيز على نشر رسائل مناهضة لختان الاناث بين الشباب وخاصة الذكور، حيث يرى أن الشباب هما الفئة الأكثر ديناميكية والقادرة على إحداث التغيير السريع، والدليل على ذلك هو انخفاض الممارسة بين الفتيات فى سن 10-18 سنة بالمدارس إلى 50% طبقا لمنظمة الصحة العالمية 2007 ، بينما السيدات المتزوجات من سن 15-49 سنة تصل الى 90% طبقا للمسح السكانى 2008، مما يوضح أن هناك تغييرًا كبيرًا فى اتجاهات الأجيال الجديدة.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية, أن رأي الدين قد أقحم لكي يبقي هذا الموروث الاجتماعى الذي رأيناه في المناطق التي تقع في حوض النيل قائماً؛ ولو كانت عادة حقيقية لنزل بها القرآن، بالرغم من أن 80% من العالم العربي والإسلامي ليس لديهم تختين.
وأضافت نصير أن كل ما حدث أننا اعتمدنا علي حديث أم عطية، وهو ضعيف لا ينضم إلي سنة صحيحة ولا يؤسس فرضاً علي تختين الفتاة، وتحايلنا علي هذا النص ودفعناه بقوة ووضعناه في قالب عقلي لكي تنشر هذه العادة السيئة.
وخلال المؤتمر الصحفي تم عرض دراسة صادرة عن مركز القاهرة للتنمية بعنوان ####ختان الاناث عادة وليست عبادة#### والتى أظهرت أن نسبة ختان الإناث ترتفع فى الريف المصرى حيث تصل إلى 98%، كما ينتشر أيضاً فى المدن المصرية، وإن كان بشكل متفاوت ما بين الطبقات العليا والدنيا.
كما تزيد نسبة ختان الإناث كلما قلت نسبة التعليم، ويمارس الختان للفتيات منذ الميلاد وحتى الزواج، وفي الواقع إن الختان سواء بواسطة أطباء أم لا نوع من أنواع الانتهاك البدنى الصريح لجسد المرأة، وقد يسبب ختان الإناث مضاعفات كثيرة بدءاً من الوفاة نتيجة النزيف أو الصدمة العصبية إلى التهاب مكان الجرح؛ نتيجة لعدم استخدام أدوات غير معقمة والتهابات مزمنة قد تؤدى إلى العقم.
يذكر أن أن المادة 242مكرر من قانون العقوبات المصري تنص علي انه ####يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ثلاثة اشهر ولاتجاوز سنتين أو بغرامة لاتقل عن الف جنيه ولاتجاوزخمسة الاف جنيه كل من احدث الجرح المعاقب عليه في المادتين 242,241 من قانون العقوبات عن طريق اجراء ختان لأنثي####.
و أن اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيدوا) تهدف إلى التثقيف والتعديل لسلوك الرجل والمرأة بهدف تحقيق القضاء علي التحيزات والعادات العرفية وكفالة تضمين التربية العائلية فهما سليما للامومة بوصفها وظيفة اجتماعية.