أقيمت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد ظهر اليوم صلاة الجناز على روح السيدة علا غبور (1960-2013) عضوة مجلس أمناء مؤسسة مستشفى 57357 التي انتقلت إلى الأمجاد السماوية الثلاثاء الماضي في هيوستن
أقيمت في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد ظهر اليوم صلاة الجناز على روح السيدة علا غبور (1960-2013) عضوة مجلس أمناء مؤسسة مستشفى 57357 التي انتقلت إلى الأمجاد السماوية الثلاثاء الماضي في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت تتلقى علاجا من مرض سرطان الرئة الذي قضى عليها بعد صراع دام حوالي أربعة أشهر.
رأس صلاة الجناز الأنبا بستني أسقف حلوان و الأنبا يؤانس الأسقف العام والأنبا ارميا الأسقف العام، وكانت الكلمة عن قصر حياة الإنسان ووجوب أستغلالها لمجد الله وهو الشىء الذي قامت به بجدراة الراحلة علا غبور لخدمتها المتفانية للأطفال والمرضى
والسيدة علا غبور زوجة رجل الأعمال ورائد صناعة السيارات في مصر رؤوف غبور ووالدة كمال ونادر ودينا غبور وهم جميعا حاصلين على شهادات في إدارة الأعمال ويعملون في “غبور أتو”
وتعتبر علا غبور مثالا للعمل الخيري في مصر فقد كانت المحرك الرئيسي وراء انشاء مستشفى سرطان الأطفال 57357 وكانت تشجع الجميع حتى محدودي الدخل على المساهمة في تمويله. ورقم 57357 الذي أطلق على المستشفى هو رقم الحساب البنكي الذي كان مخصصا للتبرعات. وبدأ حلم علا يتحقق عام 1999 حين تم وضع حجر الاساس للمستشفى الذي صار اليوم كما يوصف على موقعه الاليكتروني “أكبر مستشفى لسرطان الأطفال في العالم والرائد في الخدمة الصحية المتميزة في مصر” وهو نموذج لما يمكن للبشر أن يقدموه بالعمل المشترك المتفاني”.
وقد قدم المرضى وعائلتهم شهادات مفعمة بالعاطفة والحب تشهد على عمل علا معهم فقد كانت تهتم شخصيا بالأطفال واحدا واحدا وتقوم بزيارتهم يوميا وتغمرهم بحبها وحنانها حتى أنها كانت تصر على اصطحاب بعض منهم أثناء جلسات العلاج للتخفيف عنهم .
وكانت تهتم بالأمهات وتدرك مدى احتياجهن للدعم المعنوي. ووصفتها والدة إحدى الأطفال التي تلقت العلاج بالمستشفى بأنها كانت سيدة مذهلة خليط من العاطفة الجياشة والحنان اللانهائي “كانت غاية في الأناقة والثقافة وقوة الشخصية لكنها أيضا غاية في الرقة. كانت سندا قوية لي طوال فترة علاج ابنتي التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات ولم يقدر لها الشفاء. أتذكرها الآن كإنسانة ملائكية وأنا واثقة أنها انضمنت للملائكة الصغار ومنهم ابنتي من الذين تعاطفت معهم”
وتحكي أيضا هذه السيدة التي طلبت منا ذكر اسمها كأم “سيلين” أن الأسرة حاولت أن تدفع ولو جزء من نفقات علاج الإبنة ولكن علا أكدت رفضها التام، لأنه إذا سمح للمقتدرين دفع نفقات العلاج فإن ذلك سيساهم في شعور غير المقتدرين بمدى عجزهم..وفي حالة إصرار أحد على الدفع فيمكنه التبرع بالمبلغ لصالح المستشفى، وكان الجميع يلقون نفس الإهتمام، واهتمت علا بأن يكون للمستشفى أماكن يمكن للأمهات والأباء الصلاة بها، كانت تدرك جيدا احتياجهم الشديد للمعونة الإلهية.
لم تكن علا تتوانى في استثمار جميع التجمعات المحلية والدولية لجمع التبرعات للمستشفى، وتقول ميرا دوس التي عملت معها عن قرب كيف تعملت منها أن تمحي كبريائها لتطلب الدعم المادي للمستشفى. علما بأنه عند الاشادة بالمستشفى والعمل به كانت علا تتوارى عن الأنظار وتصر على عدم الظهور في نكران عجيب للذات.
ونالت علا غبور عدة تكريمات دولية في مناسبات مختلفة وعند تكريمها من قبل مؤتمر الغرف التجارية الأمريكية في تونس في مايو الماضي كأفضل إمراة في المؤسسات غير الهادفة للربح تم تكريم سيدتين مصريتين معها هما عزة فهمي ونيفين لطفي، وكتبت الأخيرة لوطني عن هذا الحدث فقالت :إنه عندما عرض فيلم عن مستشفى 57357 شعرنا أنا وعزة أننا لا شىء بجانب علا وأذهلنا كلامها عن الأطفال فكانت تبكي عندما تتذكر البعض ممن لم يقدر لهم النجاة من المرض” ولم يقتصر عمل علا على مستشفى 57357 فكانت لها اياد بيضاء في مجال مكافحة سرطان الثدي ومركز د.مجدي يعقوب للقلب في إسوان وغيرهما الكثير، وكانت تقول إنها مهمومة بايجاد جيل جديد في مصر يهتم بالعمل الخيري الجاد، فالدعوة أن يرسل فعلة لحصاده، وأن ينيح روح الراحلة في فردوس النعيم.