الاخوان يرغبون فى تقسيم مصر والاقباط يرفضون
البعض يفكر فى دولة للتيار الاسلامى واخرى مدنية
دور الكنيسة السياسى انتهى ولكن الدولة تطلب مشاركتها
يعد القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة سابقا وحاليا الراعى بامريكا .وأحد من أنشط وأهم الكهنة بالكنيسة القبطية الارثوذكسية .وقد تجاوزت مؤلفاته المائة كتاب .وشارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات .وكذلك البرامج بالقنوات الفضائية المسيحية .وقد اثار الكثير من الجدل قبل وبعد سفره لامريكا .ويعد اول كاهن ارثوذكسى يصدر عليه حكم بالاعدام فى العصر الحديث .بعد اتهامه بالمشاركه فى انتاج الفيلم المسئ لرسول الاسلام (ص).
بدأت علاقتى بقداسته عندما وافق على تقديم كتابين لى هما سماء من تراب والحية والحمامة هل تهرب المسيحيات من المسيحية .حيث رفض كثيرون تقديمهما لجرأتهما الشديدة .حيث اكتشفت ان ابونا مرقس لايخاف بالفعل .كانت هذه العلاقة المباشرة أما العلاقة غير المباشرة فقد بدأت عندما قرأت كتابه الموسوعى استحالة تحريف الكتاب المقدس.والذى وعد مجمع البحوث الاسلامية بالرد عليه منذ اكثر من عشر سنوات ولم يفعل .اذن فالقمص مرقص انسان جرئ وعندما يؤكد انه لم يشارك فى الفيلم المسئ فمن المؤكد انه لن يفعل . تلك العلاقة وذلك الحكم المؤيد من النقض جعلاني أجرى هذا الحوار
قدس ابونا مرقص كيف استقبلت الحكم عليك بالاعدام؟
شكرت ربنا علي هذه البركة الكبيرة التي لا استحقها , فمن انا حتي انال اكليل الشهاده علي اسم السيد المسيح , لقد قلتها مرارا : ان لي رقبه واحده و سأكون سعيدا اذا قطعت لأجل السيد المسيح , كما قلت مرارا اننا مؤمنون و لسنا ممثلون , مؤمنون نقول ما نؤمن به حقا , و عندما نتحدث عن الأستشهاد فنحن صادقون , و سأظل للنفس الأخير ادافع عن ايماني المسيحي
هل كان لك دور بالفعل فى الفيلم المسئ؟
بالطبع لا , و لو كان لي صلة بالفيلم لكنت اعلنت ذلك, لأنني لا افعل شيء إلا عن اقتناع شخصي , لذلك اقولها مره أخري: ليس لي صلة و لا معرفة بالفيلم و لم اشاهده حتي الآن و لكن للأمانه شاهدت بعض اجزاء منه و هي التي عرضتها احدي القنوات الأسلامي. حيث اتهمتني هذه القناة أنني منتج الفيلم , لقد قلتها مرارا : انني لا اخشي إلا الله فقط و لا اقول الا الصدق’
كما اتهمتني تلك القناة بأنني الأب يوتا ,( شخصية انترنتية غامضة تهاجم الاسلام
) و اعلنتها مرارا انني لست الأب يوتا و لا اعرفه و لو كنت انا الأب يوتا لأعلنت ذلك علي الملأ , فانا افتخر بما افعله ’ و سامح الله من اتهمني زورا بأنني الأب يوتا
أما الحكم الصادر ضدي فهو تصفيه حسابات , هو حكم سياسي و الجميع يعرفون ذلك , انهم يتخيلون انهم سيسكتون صوتي و لكنهم واهمون
كيف ترى موقفك من الاسلام وبما ترد لمن يتهموك بازدراء الاسلام؟
انني احب اخوتي المسلمين و خاصة المعتدلين و العقلاء , و لكنني في نفس الوقت ارفض ان ينظر اي شخص الي المسيحيين علي انهم اقل من غيرهم , و ارفض ان يسيء احد الي المسيحية أو إلي كتابنا المقدس , لذلك اقوم بالرد علي كل من يسيء الينا , و هذا هو سبب اتهامي بازدراء الإسلام.
ألم يكن من الأجدر ألا يسيؤن إلينا حتي لا نضطر للرد، أنهم يسبوننا و بألفاظ نابية و لا يقول احد ان ذلك ازدراء للأديان و عندما ندافع عن ديننا نتهم بازدراء الأديان ,, لكل شيء نهاية .
هل معنى الحكم عليك انكم لن تعودوا لمصر مرة أخرى؟
مصر بالنسبة لي هي الهواء الذي اتنفسه , لا تمر لحظة دون أن تكون مصر في قلبي و عقلي و كياني و اتمني ان يأتي اليوم الذي تتغير فيه الأوضاع في مصر و استطيع العودة إليها
كيف يرى اقباط المهجر الوضع فى مصر الآن؟
اولا : اسمح لي ان اقول : ليس هناك ما يسمي بأقباط المهجر , الجميع اقباط , البعض يحيا في الوطن الأم و البعض الآخر يحيا في ارض الغربة و كلاهما مهموم بأمور و مشاكل الوطن
ثانيا : الأقباط في حزن شديد علي ما يحدث في مصر , ان اقتصادها وصل الي حاله سيئة و بعد ان كانت مصر تعطي العالم مساعدات في الأزمات , اصبحت مصر و في ظل الحكم الأسلامي تتسول من الدول , و نستمع الي المؤامرات التي تدبر ضد مصر و بيع اراضي سيناء و بيع قناه السويس , و حصار العدالة و المحاكم
هنا في الغرب كنا نتقابل مع جنسيات مختلفه و عندما يعرفون اننا من مصر كانوا يتحدثون معنا بأنبهار و يشيدون بحضارة مصر العريقه و اثارها و امجادها
اما اليوم فبمجرد معرفتهم اننا مصريون , نجد العبوسة علي وجوههم و الحزن في كلماتهم و يحاولون ان يعزوننا و كأن مصر قد ماتت و لن يكون لها قيامة، فنجادلهم و نقول إنها محنة و ستتحول الي منحة فنجد البعض يسخر و البعض يتألم و البعض الآخر يشاركنا الأمنيات
هل تترد حكايات تقسيم مصر عندك وما موقف الاقباط منها ؟
موضوع تقسيم مصر ليس خفيا علي أحد , فهناك مخططات من دول مختلفه تسعي لذلك , و في مقدمه من يسعون لتقسيم مصر الأخوان المسلمين , و الأقباط يرفضون ذلك بشده , و قد تم مناقشه موضوع التقسيم في احد البرامج التلفزيونيه التي اقدمها , حيث اقترح احد المحامين ( في مداخله هاتفيه )هذا الموضوع علي اساس انه من المستحيل التعامل مع الحكم الأسلامي المستبد , ولكن رفض الأقباط هذه الفكرة رفضا تاما
مارأيك في فكرة التقسيم وكيف ترى ذلك وخاصة مع التقسيم المعنوى والعزلة التى يعانى منها الاقباط الان
كان الأقتراح المقدم من المحامي صاحب فكره التقسيم ان تقام دولتان
الأولي : للتيار الأسلامي و من يرغب ان يعيش معه و يقبل الشريعه
الثانيه : للأقباط , و من يرغب من المسلمين في حياه مدنيه ديموقراطيه
و قد رفضت خلال هذا البرنامج فكرة التقسيم و قلت :
اولا : مصر بلدنا و لا يجوز أن نتنازل عن اي شبر منها لأي احد مهما كان .
ثانيا : إذا حدث جدلا وأشدد على “جدلا”، أنه تم التقسيم و أخذ الأقباط جزء من مصر ( و هذا مرفوض ) و شاركهم فيه الأخوه المسلمون المعتدلون ’ فمن ادرانا ان هؤلاء المسلمون المعتدلون لا يتحولون الي مسلمين متشددين ( كما كان غالبيه المسلمون سابقا ) و بذلك يتم اعاده تقسيم الجزء الذي اخذه الأقباط ليعطوا شركاءهم المسلمون المتحولون من معتدلون الي متشددون , و بذلك يكون الأقباط قد اضاعوا بلادهم بالموافقه علي هذا التقسيم اللعين
اما فيما يخص العزلة المعنويه الحادثه الآن فانا اتمني ان تنتهي , و التاريخ قدم لنا فترات طويله عاشتها مصر مقسمه معنويا و خاصه فترات الحكم الأسلامي و خاصه فتره الحاكم بأمر الله و غيره من المستبدين و لكن كل ذلك انتهي و عاد لمصر وجهها المنير نسبيا
ما رأيك فى تحريض بعض قيادات الاخوان على الاقباط؟
شيء متوقع وأمر طبيعي من اناس يعتقدون انهم سجنوا ظلما و لا يريدون ان يعترفوا بالحقيقة انهم سجنوا لأفعالهم و لجرائمهم . انهم يرون ان الأقباط يجب ان يسجنوا مثلهم و يعذبوا مثلهم و هم في ذلك ايضا ظالمين , لأن الأقباط لم يرتكبوا ما ارتكبوه هم في حق البلاد و العباد , انها نفسيات مريضه تحتاج الي علاج , نصلي لله من اجل شفاءهم .
طلبنا ان تنسحب الكنيسة من السياسة ونجد الان الكنيسة تمارس السياسة بشكل كبير سواء فى الانسحاب من التأسيسة وترشيح اقباط لمجلس الشورى ما تعليقك؟
انا لا اوافق علي صيغه السؤال , فالكنيسة ليس لها دور سياسي الذي يصوره البعض , و لكن الدولة قد تطلب من الكنيسه التواجد في بعض المواقف التي يجب ان تتواجد فيها الكنيسه بجانب الأزهر , و هذا حق واجب , و ليس من المعقول ان نقول ان تتغيب الكنيسه تماما بينما هناك جهات اخري كثيره تدافع عن حقوق غير المسيحيين , و لا ننسي ان قداسه البابا تاوضروس الثاني اعلن ان الأقباط لهم الحريه في ان يقولوا نعم او لا في الأستفتاء .. لهم ان بذهوا او يمتنعوا , و الكنيسه لا تتدخل في هذه الأمور ..
اما موقف الكنيسة بخصوص انسحابها من التأسيسيه للدستور , فهذا الموقف يحسب لها و ليس عليها , و ليس كما يروج ترزيه القوانين ان الكنيسه كانت موافقه حتي قرب النهايه ثم انسحبت , و الحقيقه ان الكنيسه كانت موافقه فقط علي بعض المواد الخاصه بالأقباط و عندما علمت بالكوارث الموجوده في باقي المواد اعترضت و انسحبت
نفس الشيء في موضوع ترشيحات مجلس الشوري , انه مطلب حكومي , و الكنيسه تستجيب ’ لا لشيء الا صالح الكنيسه , فتقدم من تري انه يصلح لهذه المهمه .
ان الأٌقباط الذين ينادون بابتعاد الكنيسه عن السياسه كان الأجدر بهم المناداه بعدم الربط بين الدين و السياسه , الدين كله الأسلام و المسيحيه , لكن هل يعقل ان يكون للأسلام كل هذا الدور و نطالب الكنيسه بالصمت ؟!
كيف راى الاقباط فى الخارج غياب مرسى عن حفل تنصيب البابا وغيابه عن قداس عيد الميلاد
اين مرسي من كل الأحداث , يمكنك ان تبحث عنه فوق منبر احد المساجد , انه امام للصلاه و ليس رئيس جمهوريه , هل يعقل ان رئيس الوزراء في حكومه حماس يقدم العزاء في حادث قطار البدرشين قبل مرسي و قنديل .. اين مرسي من المصريين , لقد كتبت له مقالا بعنوان : رساله الي رئيس غزه و قطاع مصر . لقد كنت متوقعا ألا يحضر مرسي قداس عيد الميلاد المجيد و ايضا الأحتفال بتجليس قداسه البابا تاوضروس الثاني لأنني ببساطه كنت اعلم ان الساده رؤساء جمهوريه مصر الحقيقيون لن يوافقوا علي حضوره و بالتالي علي سيادته ان يقوم بالتنفيذ
فى حوار له قال فهمى هويدى ان اقباط المهجر يتعاونون مع الصهيونية لاسقاط مرسى ما ردك
الكاتب فهمي هويدي تاريخه تجاه الأقباط سيء جدا و لو استطاع ان يقول ان الأقباط هم المتسببين في حوادث القطارات لقال ذلك .
الأقباط في المهجر يحبون بلادهم و يسعون لخيرها و ليس لهم علاقه باسرائيل , حتي لو كان احد الأشخاص له مثل هذه العلاقه فليعلم سيادته ان كثير من المسلمين لهم علاقات عميقه مع اسرائيل و سيادته يعلم ذلك جيدا , لكن كراهيته للأقباط تدفعه لكتابه هذه المهاترات .. اما من ناحيه الرغبه في اسقاط مرسي , فكلي ثقه ان عموم المصريون لا يحبون هذا الرجل و يتمنون رحيله اليوم قبل غدا , و انا واحد من هؤلاء و لكن ليس معني هذا ان نلجأ الي اسرائيل . اسمعوا هتافات الشعب الذي جاع في عهد سياده الرئيس الدكتور المهندس الديكتاتور صاحب الأوسمه و النياشين الذي يشتري ملابس لنفسه بما يقترب من مليون جنيه و الشعب يأكل من عربات القمامه
لماذا لاتخضع الكنيسة والاقباط للسلطان كما يطلب منهم الانجيل الان
ــ من الغريب ان نسمع بعض الأصوات القبطيه تردد ما يردده غير المسيحيين من ضروره خضوع الكنيسه للسلطان , علما بأن هذا السلطان لا يؤمن بالمسيحية و لا بتعاليمها , بل يزدري بهما و يتهم الكتاب المقدس بالتحريف و يرفض كافه العقائد المسيحيه و في مقدمتها لاهوت السيد المسيح , و في نفس الوقت نجد اصوات المسلمين تنادي و بأعلي صوت مناديه بتطبيق الشريعه الأسلاميه
ــ هناك امور يجب ان لا تخضع فيها الكنيسه لأي سلطان الا سلطان المسيح , و من ينادي بغير ذلك فهو لا يعرف تعاليم السيد المسيح ,
ــ هل يجوز ان يطبق علي المسيحي ما يطبق علي المسلم فيما يخص تعدد الزوجات كما حدث من قبل و اصدرت احدي محاكم الزقازيق حكما بذلك .
ــ هل يجوز ان نوافق علي ما يخالف الكتاب المقدس في امور الزواج و الميراث و غير ذلك
ــ هل يجوز ان تخضع حسابات الكنيسه للدوله ’ في الوقت الذي لا تقدم الدوله اي ميزانيه للكنائس .. اننا نبني كنائسنا من اموالنا و ايضا تبني الجوامع من ميزانيه الدوله و التي تأتي من الضرائب التي يشارك فيها الأقباط
ـ ان الشعب يقدم عطاياه للكنيسة و رعاتها لثقته الكاملة فيهم و لأدراكه أن هذه التبرعات ستصرف في اوجه الصرف التي طلبها فتصرف علي الفقراء و علي صيانة المباني أو لأحتياجات الكنائس من ستور و شموع و …. الخ
فى رايك لماذا يرفض الاقباط الدستور
ليس الأقباط فقط الذين يرفضون الدستور . دعك من النتائج المزوره و من البطاقات الوارده من المطابع الأميرية و بها علامة التصويت بنعم و غير ذلك من أساليب التزوير
الدستور مرفوض لأنه تم عن طريق لجنة لا تمثل كل اطياف الشعب و تم سلقه و طهيه بصوره مبتذلة و كان رئيس اللجنه يتعجل الأعضاء لأتمام عملهم لسرعه تقديمه لفخامه الرئيس المزيف
ــ الدستور يعطي لرئيس الجمهوريه ( الذي لايعرف شيئا عن مصر و شعبها )صلاحيات غير مسبوقه و يعصمه و كأنه اله و ليس انسان و …. الخ كلها موضوعات معروفه لدي كل افراد الشعب من صغيره الي كبيره الا فخامه رئيس غزه و قطاع مصر السيد مرسي العياط
كيف ترى موقف اقباط المهجر من التصويت على الدستور ولماذا اختروا المقاطعة
ــ لست متحدثا بأسم اقباط المهجر (حسب تسميتك) و لكنني من معايشتي للأحداث اقول : ان السفاره و القنصليات لا توفر الخدمات المناسبه حتي يتمكن المصريين من الأدلاء باصواتهم , كما لا توفر الأساليب المناسبه للقيد و استخراج بطاقات الرقم القومي و كل ذلك ينعكس علي التصويت، أنهم لم يختاروا المقاطعة بارادتهم , بل اجبروا علي المقاطعة.
ما رأيك فى حالة القلق التى يعيشها الاقباط وهل تشجعهم على الهجرة؟
حالة القلق السائدة في مصر يعاني منها كل المصريين أقباط و مسلمون، أما الأقباط فيعانون من قلق آخر و هو اضطهادهم في كافه نواحي الحياة، حرق الكنائس و البيوت و هدمها و التهجير الجبري، و أحكام القضاء ضدهم و في نفس الوقت تبرأه المسلمين رغم انهم يكونون المعتدين و … الخ و كل هذه الأمور ليست خافية علي الجميع مسلمون وأقباط.
ــ انا شخصيا لا اشجع الأقباط علي الهجره , مصر بلدنا و لا يصح ان نهجرها مهما كانت الظروف
هل تكتفى الان بتقديم البرامج وأين مؤلفاتك هل هناك جديد؟
احب اقول انني لست متفرغا للإعلام فأنا كاهن و عندي مسؤليات عديدة جدا , كما اود ان اقول انني اقدم برنامج اقباط في حب مصر يومي السبت و الأثنين كما اقدم يوم الأربعاء برنامج كنوز و هو برنامج روحي , و مما لا شك فيه ان هذه البرامج تحتاج اوقات للأعداد و التقديم , و اشكر الله انني قمت بأصدار العديد من الكتب منها : شفاعه العذراء و الملائكه و القديسين .. دراسات في سفر الرؤيا .. درسات في سفر المزامير.. دراسات في رسائل القديس يوحنا .. الملائكه سكان السماء .. الخدمة الروحية… و غيرهم