أرسل لك اليوم دعوة لتتمشى فى قلبى
…وتفتش
تتأمل اللوحات المعلقة على الجدران
تُعيد ترتيب الورود
تقرأ المخطوطات القديمة
تلعب بالدمى
تتأمل بريق الحلى
تبدى إعجابك بخزانة فساتينى المطرزة
وأحذيتى الزجاجية
تجلس على تلك الأريكة
إن تعبت
تصرخ بأعلى صوتٍ
إن أردت
…تفتح الأدراج
…تكشف الأسرار
…وتفهم أكثر
تفهم إن تلك الكلمات
التى سمعتُها وضحكتُ ملء شفتاى
…وتصنعتُ عدم الإكتراث
قد تركت شيئاً فى المكان
تتجول فى الحجرات
…
تدخل غرفة قديمة
بها سرير وردى صغير
حوائطها قد طُليتْ بغبار الذكريات
تطل من نافذتها وترى فناء لعب الطفولة
وترانى طفلة ملأ رأسها الكذب… أو الخيال
،أقف امام المرآة أحيى جمهورى الوهمى
أعلى صندوق صغير…خشبتى المسرحية… وأصطنع البكاء
أو أجرى هرباً أمام جندياً غاضباً
… ثم يقبلى أميراً -قد أتلفه الترف- ﻷصحو
من غفوة الأحلام… لواقع تملكته الرتابة والملل
…
تدخل غرفتى المفضلة
…حيث يجلس ذلك العجوزُُ الذى
أحبنى كما كُنتْ
ثم أحبنى كما صرتُ
وأحبنى من جديد كل يوم
…يوماً بعد يوم
وقد ظل جالساً… بالرغم من كل شئ
بالرغم من قبحى وجهلى وخوفى وإرتباكى… قد ظل جالساً
ترانى وأنا أستدفئ بيديه على وجهى الشاحب
أعانقه… وأغفو على صدره الرحيب دون أرقٍ… أو عناد
وأسمى حضنه لى سكناً ووطن
وأرفع بين زراعيه علم
…
قد تجد ذلك القفل الصدئ
وتدير فيه مفتاحً لم أكن أعلم بوجوده
تفتحَ تلك الغرفة الموصدة
ترى وجهاً حاولتُ -طوال السنين – نسيان تفاصيله
وترانى وأنا أرجوه -بطريقتى-أن يبقى
فيسائلنى هل تحتاجين حقاً بقائى؟
فأبتسم فى قوة … ويفترسنى الكبرياء
وتراه يبتعد… تاركاً إرثاً ثقيلاً من الذكريات والأشباح
ومشاهد تُعاد آلاف المرات على عينىَ ومسامعى
…وتبقى الغرفة -للأبد-موصدة
…
تجد غرفة عزلتى
تتأمل جدرانها المائلة كأنها تستر وحدتى
تعزل جدرانها الصماء السميكة كل أثر للموسيقى
يعلو فيها صوت الصمت
وسكون الريح
وينيرها ظلام ليل شتاء قد بدد الشمس النكراء
…
قد تفكر فى مواراة الشقوق
فلتختر لوناً باهتاً إذاً
حتى يبهج العابرين بعدك
ولتضع إسطوانة موسيقاك المفضلة
قد أديرها بعد رحيلك … وأذكرك
…لكن
متى نويت الرحيل
فحاول أن تصطحب شبحك معك
فقد إمتلأت غرفاتى بذكريات أتناساها… وتطاردنى
أقاومها… وتهزمنى
ولم أعد أملك غرفاً شاغرة
ليبقع فيها شبحك
ويعيد على مسامعى مادار بيننا… من أحاديث ليل نهار
وإن حدث… فسأرفع صوت الموسيقى من جديد
وسأتظاهر… بعدم الإكتراث أوالنسيان