“رؤية مشتركة لعالم عربي تقدمى” ، كان هو عنوان المنتدى العربي الاشتراكي الديمقراطي الذي اختتم يوم 20 يناير بالقاهرة، وشارك به على مدار يومين ممثلو تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي
“رؤية مشتركة لعالم عربي تقدمى” ، كان هو عنوان المنتدى العربي الاشتراكي الديمقراطي الذي اختتم يوم 20 يناير بالقاهرة، وشارك به على مدار يومين ممثلو تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي ، مع عدد من القوى الديمقراطية والاشتراكية الإقليمية، وذلك لدعم «القوى التقدمية» بالبلاد العربية في مواجهة التحديات العديدة التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي ، وضمان التقدم المطرد نحو تحقيق مطالب وتطلعات الربيع العربي: وهي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وسيادة القانون، والحكم الرشيد .
وقد شارك في المؤتمر من الجانب الأوروبي “هانز سوبودا” ، رئيس تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي
Hannes Swoboda (S&D Group in the European Parliament) ، وماسيمو داليما، من الحزب الشعبي الأوروبي Massimo D’Alema (FEPS) ، بالإضافة إلى شخصيات أوروبية مثلت القوى الديمقراطية والاشتراكية والاجتماعية والعمالية ومنظمات معنية بحقوق المرأة والشباب، ومسئولين أخرين من الدول العربية .
ورأس المؤتمر دكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، بالمشاركة مع “نبيل شعث”، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني «فتح»، ومصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي.
وأكد هانز سوبودا Hannes Swoboda ، خلال الجلسة الافتتاحية ، على ضرورة تحسين علاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر لتحسين وإقرار الديمقراطية في البلاد.
وأضاف “سوبودا” : “أن الاشتراكيون والديمقراطيون في البرلمان الأوروبي على استعداد لدعم مصر سياسيا واقتصاديا، ولكن الرئيس المصري محمد مرسي يجب أن يخلق مناخ من الثقة والمصداقية داخل وخارج البلاد.”
وأضاف هانز سوبودا: ” إن انطلاق ثورة هو شيء ، ولكن خلق دولة ديمقراطية فعالة هو شىء آخر . ولهذا يدعو تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي الرئيس مرسي لقبول الحاجة للحوار السياسي الشامل في جميع المجالات ومع جميع القوى الديمقراطية في مصر. وهذا يعتبر أمرا ضروريا ، إذا ما تم توحيد التقدم الديمقراطي للثورة ، وإذا أصبحت البلد دولة فعالة، سواء سياسيا واقتصاديا ، أومن حيث إنجازاتها في مجال حقوق الإنسان. وهذا لايمكن تحقيقه إلا إذا كان هناك حوار شامل بين جميع القوى السياسية ، وأصبح حقيقة واقعة. “
وأضاف سوبودا : إن ” تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي يعتقد أن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي مع مصر هو أمر حيوي لاقتصاد البلاد. فالمنتجات المصرية يجب أن يكون لها وصول أكبر وأسهل للأسواق الأوروبية ؛ ولذا فإننا سوف ندفع لاجراء محادثات في هذا الاتجاه.
و الاتحاد الأوروبي عليه أن يساعد مصر ماليا، و تحالف الاشتراكىين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي يدعم فرص تجارية أكبر للبلاد . إلا أن الاحترام التام لحقوق الإنسان الأساسية، وخاصة حرية الإعلام وحقوق المرأة، هو شرط مسبق لتطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر .
ومن المنظور المالى ، نحن نعتقد أن البنوك الأوروبية يجب أن تعيد أي أموال مصادرة من حساب مبارك إلى السلطات المصرية لأن رأس المال هذا ملك للشعب المصري. ويجب على الاتحاد الأوروبي تمديد برنامج إيراسموس للطلاب المصريين لإعطاء الفرصة لجيل الشباب للدراسة في الجامعات الأوروبية.”
وفي كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، عبر د. أبو الغار عن سعادته بهذا المنتدى الذي يعقد لأول مرة بالقاهرة، و قال أن الوضع في مصر لن يتحسن دون عملية ديمقراطية حقيقية، فجماعات الإسلام السياسي تعمل على جذب أصوات الناخبين الفقراء بإثارة مشاعرهم الدينية فقط ، ولكن تلك الجماعات لا تعبر عن تطلعات هؤلاء الناخبين لأنها لا تتبنى برامج اجتماعية لصالح الطبقات الفقيرة.
وقال أبو الغار : إن الفقراء المصريون لا يدركون أن الأحزاب الديمقراطية تناضل من أجلهم، مشيرًا إلى أن مبادئ الثورة المصرية «عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية» هي نفسها قيم ومبادئ الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.وأضاف : أن الوضع فى مصر لن يتحسن دون ديمقراطية حقيقية، بسبب وجود 30% من الشعب يعاني من الأمية، و40% تحت مستوى خط الفقر، فلابد أن يكون هناك برامج لتحسين الأوضاع بشكل حقيقي لتحسين مستوى هذه الطبقات اجتماعياً واقتصادياً . ودعا أبو الغار الأحزاب الديمقراطية العربية لتكوين جبهة قوية تعمل كقاعدة تتوحد فيها كل الأحزاب الاجتماعية لتحارب الأمراض المتراكمة لسنوات كثيرة بسبب الفساد، فبالرغم من أن النظم تغيرت إلا أن الفساد مازال موجودًا.
وأكد أبو الغار أن الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين هى أحزاب رجعية يمينية ، ولاتؤمن مطلقا بمبادىء الديمقراطية الاجتماعية ، فهذا الأمر ليس فى تفكيرهم من الأساس ، ولهذا فأمامنا معركة فكرية فى الشارع ، حتى يعرف الناس اين تكمن مصلحتهم . وحتى نسقط الدستور الملىء بالبنود ضد حقوق الانسان وحرية الفكر والرأى والابداع والإعلام .
وقال رئيس الحزب الاشتراكي الأوروبي “سيرجى ستانيشيف ” Sergei Stanishev : “إن الديمقراطية في مصر تمر بمرحلة الميلاد . وانتخابات مجلس الشعب تقترب موعدها ، لذا فأنه من الأهمية بمكان ، بل ويعتبر أمر حيوى وأساسى أن يكون القانون -الذي تجري تلك النتخابات على أساسه- عادلا . فقانون الانتخابات يجب أن يكون كالقابلة التى تقوم بتوليد ديمقراطية صحية .
وأضاف “ستانيشيف ” : ” إن جبهة الإنقاذ الوطني هى أمر حاسم في هذه العملية. وهذا الاتحاد الذى نشأ ما بين محمد البرادعي وحمدين صباحي ومحمد أبو الغار يعتبر الجواب الصحيح للرد على تعنت حزب الحرية والعدالة”.
واختتم “ستانيشيف” حديثه قائلاً : “إن المؤتمر أيضا عمل على إنشاء” المنتدى العربي الاشتراكي الديمقراطي “، ليعمل بمثابة هيكل إقليمي أوكأحزاب ديمقراطية اجتماعية .
وقد صدر فى نهاية اليوم الثانى بيان ختامي للمنتدى العربي الاشتراكي الديمقراطي ، وذلك بناء على مبادرة من الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في مصر، وفلسطين، وتونس، وقد خلص المنتدى إلى أن المنطقة تحتاج إلى التعاون البناء لمواجهة التحديات السياسية الثلاثة الرئيسية أمامها ، و هي:
1) تحويل الدول الاستبدادية إلى النظم الديمقراطية (مع نظام سياسي جديد وأرصدة متوازنة ، و إصلاح العدالة ، وحرية وسائل الإعلام)،
2) إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية و الوفاء بتحقيق سعي الشعب الفلسطيني من أجل تقرير المصير والاستقلال ، والإدراك لحقوقهم غير القابلة للتصرف فيها ، و التى تعتبر جزءا لا يتجزأ من تطلعات الربيع العربي من أجل الحرية والعدالة.
3) في نفس الوقت يجب الإجابة على مطالب الشعب بتحسين الظروف المعيشية وزيادة خلق فرص العمل، في بيئة من العدالة الاجتماعية.
ولمواجهة هذه التحديات، أعلن المنتدى أنه سيشكل نقطة محورية لترسيخ وتوجيه الحركة الديمقراطية الاجتماعية السياسية في العالم العربي من خلال التنسيق الفعال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وقال البيان : نحن ملتزمون التزاما عميقا بمواصلة تطوير هذا المشروع المشترك ونقل المنتدى إلى المستوى التالي. وقد قرر المنتدى من أجل القيام بذلك :
1. تشجيع الشراكة والتنسيق وتبادل الأفكار والموارد بين الأحزاب الناشئة بالفعل والأحزاب الوليدة و تلك التى تحت الإنشاء في العالم العربي؛
2. توفير الدعم السياسي والمعنوي والمالي واللوجستي للأحزاب تحت التأسيس على أساس المبادئ الديمقراطية الاجتماعية؛
3. نشر الديمقراطية و الأفكار الاجتماعية التي ترسخ المبادئ الفكرية ، مثل المساواة، وحرية التعبير، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات وحقوق الشعوب غير العربية في العالم العربي وإنتاج البرامج السياسية والبيانات الرسمية للأحزاب الديمقراطية الاجتماعية.
4. ترسيخ وسائل فعالة للاتصال والتبادل بين الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية العربية ونظيرتها الدولية بهدف تركيز الدعم العالمي من خلال الشراكات من أجل تعزيز المبادئ المشتركة.
5. متابعة العمل المنجز وتنظيم أنشطة جديدة في الفترة المقبلة، لمواصلة تطوير الشباب والنساء من خلال تحديد ودعم المبادرات لصالح الشباب وتمكين المرأة.
جدير بالذكر ان التحالف الاشتراكى الديمقراطى الأوروبي كان قد أصدر بيان، قبل مشاركته بمنتدى القاهرة وألمح فيه إلى قلق المعارضة في مصر إزاء عملية إعداد الدستور والاستفتاء عليه، وأن مضمون الدستور لا يسمح بازدهار الديمقراطية ويستبعد قطاعات كبيرة من المجتمع على أساس ديني .
وأشار البيان إلى أن عملية الاستفتاء والموافقة على طرح الدستور للتصويت قد جرت بخطوات سريعة ولم يوافق عليه سوى 20% ممن يحق لهم التصويت .
واعتبر سيرجي ستانيشيف، رئيس الحزب الاشتراكي الأوروبي ، والذي شارك بالمؤتمر، أن الاستفتاء على الدستور في مصر شارك ووافق عليه أعداد قليلة من الناخبين، وبالتالي تقوضت فرصة بناء الديمقراطية الحقيقية ، على حد ما ذكره البيان ، وعلى هذا الأساس جاءت مشاركة ممثلو الاحزاب الديمقراطية الاشتراكية الاوربية بمنتدى القاهرة .