مع بداية كل عام…ندرك مدى عمق مجيء الرب يسوع على الأرض..رمزاً للميلاد الجديد للإنسان بالمعمودية..جاء المسيح ليخلص العالم من خطيئة آدم..ويسمو بالبشر نحو السلام والمسرة..والإنسان في العالم كله كم هو في حاجة إلى السلام.
مع بداية كل عام…ندرك مدى عمق مجيء الرب يسوع على الأرض..رمزاً للميلاد الجديد للإنسان بالمعمودية..جاء المسيح ليخلص العالم من خطيئة آدم..ويسمو بالبشر نحو السلام والمسرة..والإنسان في العالم كله كم هو في حاجة إلى السلام..ذلك السلام الذي ترنمت به الملائكة تبشر بمولد الرب يسوع المسيح صارخة..”المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”.
والإنسان في عالمنا المعاصر..تطحنه الماديات..وتتقاذفه المشاكل والحروب..ويمزقه الرعب الذي أصبح علامة هذا العصر..نتيجة للإرهاب الذي يشيع في كل مكان..ومع ميلاد عام 2013 كم تهفو قلوبنا إلى ذلك السلام..وتلك المسرة التي تبعثها المحبة من الله.
بهذه الآية ترنمت الملائكة تسبيحاً بمولد الرب يسوع وسط نور سماوي صادر عن نجم كبير..دلالة على أن المولود ملكاً…”ملك الوجود” جاء ليضيء الحياة نوراً..وهكذا تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 7 يناير الموافق 29 كيهك من كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد..”ليشرق نورك يارب على البشر في كل المسكونة..كما أشرق على كل من كان في مزودك الوديع وليفرح كل قلب في عيد الميلاد المجيد…ويبتهج كل حزين حتى يعم السلام والمحبة على الأرض.
منذ ذلك الميلاد وظهور المسيحية وصور الرب يسوع ومعجزاته تشغل بال وفكر الفنانين في جميع أنحاء العالم..فنجد كل عصر له ملامحه وطبيعته التي تنعكس بشكل واضح على الفن…يعيش فنانوه أحداثه وتعاليمه ..فقد إستلهم الفن في
العالم كله من الفن القبطي..حيث كان الفنان القبطي يرسم ويصور بالطريقة التي ورثها من الفن الفرعوني.
وتبارى الفنانون في إبراز قدراتهم ومواهبهم في رسم هذا الحدث الجليل “قصة الميلاد العجيب” لقد حاولوا التعبير بأناملهم ومالديهم من الأحاسيس والإلهام أن يبدعوا تلك الرسومات على جدران كنائس العالم..التي توزع في الكنيسة حسب الطقوس القبطية..تحكي أحداث حياة العذراء القديسة مريم عندما جاءها الملاك يبشرها بميلاد المسيح “أيقونة البشارة” ورحلتها مع يسوع المسيح منذ الميلاد المجيد و”أيقونة الميلاد” وفيها جاء الرعاة إلى بيت لحم عندما أخبرتهم الملائكة بهذا الحدث العظيم..لينظروا الأمر الواقع الذي أعلمهم به الرب..ويضيء وجوه كل من إجتمع حوله..إنه أبرع جمالاً من بني البشر..و”أيقونة المجوس” الذين أرشدهم نجم ساطع من السماء إلى حيث ولد يسوع المسيح وأتى إلى العالم نوراً واضحاً يحمل السلام والمحبة..وموضوع الأيقونة يمثل القديسة الطاهرة مريم وطفلها..ومن حولها المجوس ساجدين تمجيداً لمعجزة السماء..نلمس فيها التعبيرات التي إرتسمت على وجوه كل المحيطين بالمولود..نراها ونحس بها إحساساً بالغ العمق من خلال إبتسامة القديس يوسف النجار..وكل الوجوه الهلعة المحيطة بالعذراء والطفل يسوع يتسرب منه نور قدسي عجيب..”ذلك النور الإلهي” يلمس وجوه تلك الشخصيات وأطرافها لمساً رقيقاً يختلف في نوعه عن أي شعاع لنور آخر..”طوبى لمن نظر إليه وإستنار لأنه لا يخزى”.
كما نجد في الأيقونة رموزاً كثيرة يحار في تفسيرها الكثيرون..ممثلة في الهدايا التي قدمت للطفل يسوع المسيح من المجوس وهي “ذهب..ولبان..ومر” ترمز في دلالتها إلى الصفات التي تكمن في الرب يسوع…فالذهب “رمز ملك
الملوك”..واللبان “رمز اللاهوت”.. والمر “دلالة على عذابات وآلام السيد المسيح له المجد”.
و”أيقونة الهروب إلى أرض مصر” تحكي الدعوة الإلهية إلى العائلة المقدسة خوفاً من شر هيرودس الملك..الذي خاف على عرشه من الرب يسوع المولود..وكيف نجا من الموت المدبر..وكان مفروضاً أن يعود المجوس إلى هيرودس ليخبروه أين ولد المسيح..وحينما كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس الملك، أمرهم ملاك الرب في حلم بأن يعودوا إلى كورتهم في طريق آخر ..وبعدما إنصرفوا إذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف النجار في حلم وأمره “أن يأخذ الصبي وأمه ويهرب إلى أرض مصر” ويبقى هناك حتى يعلن له الرب بالعودة في الوقت المناسب..وهكذا تباركت الأرض التي مشى عليها المسيح وتم قول الرب على فم أشعياء النبي “مبارك شعبي مصر”.
وبعدما مات هيرودس..عادت العائلة المقدسة إلى أورشليم بعد أن أوحى ليوسف النجار ثانية في حلم..انه صار ممكناً أن يرجع بالمخلص إلى أرض ميلاده كقول أشعياء النبي “من مصر دعوت إبني”.
إهتم معظم الفنانين في مصر والعالم برسم وتسجيل الموضوعات المستلهمة من الكتاب المقدس..برموز وأشكال بسيطة..ومن الفنانين المصريين الذين عبروا بكل صدق وإيمان عن مشاعرهم لحياة وآلام السيد المسيح له المجد.. والسيدة
القديسة العذراء مريم..ومعجزات الكتاب المقدس..كل من الفنان ايزاك فانوس أحد رواد فناني الأيقونات
القبطية..والفنان الرائد يوسف نصيف والفنانة بدور لطيف.. والفنانة القديرة مارجريت نخلة..وفنان المنيا يوسف جرجس عياد.. والفنان فيكتور فاخوري.. والفنان مجدي وليم..والفنان عادل نصيف..والفنان جرجس لطفي وغيرهم من الفنانين المصريين. نلمس في أعمالهم الإحساس بالروحانية ..وإبراز الجدث الجليل..بناء على التعاليم القبطية تتمثل في لوحة “الميلاد العجيب” ولوحة المجوس ولوحة العائلة المقدسة ورحلتها إلى أرض مصر.. ولوحة عيد الغيطاس المستوحاه من “الظهور الإلهي” وهي ذكرى عماد السيد المسيح له المجد…وتحتفل به الكنيسة القبطسة يوم 19 يناير (11 طوبة للشهداء).
عبر الفنان عن وجود الله “النور الإلهي” ورمز الحمامة “بالروح القدس” تحل على جسد الرب يسوع المسيح وهو في الماء يعمده يوحنا المعمدان..فقد جمع الثالوث المقدس في وحدة كاملة “الآب والإبن والروح القدس إله واحد
آمين”..وهو تعبير عن علاقة الحياة ورمز الخلاص في إيقاع جمالي منسجم في التكوين والألوان.. تحسه البصيرة وتراه العين.. كما نجد أيضاً الشمولية في تكوين الأيقونة والمشاهد المتنوعة في نسيجها الفني بإسلوب ذي أصالة
بالغة القوة.. والتعبير عن مجيء السيد المسيح للعالم ورحلته المقدسة إلى مصر..وبمعموديته التي تعمل على تجديد نفوسنا من خلال روح الله القدوس.
ملحوظة:
• عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان..أيقونة من أعمال بدور لطيف ويوسف نصيف.
• الميلاد المعجزة…أيقونة من أعمال يوسف جرجس عياد.
• الميلاد المجيد…ايقونة أثرية من كنيسة أبوسرجة بمصر القديمة.
إ س