ألاحظ أن هناك مناحة بين عموم المصريين لوصول الاخوان الى الحكم ولبروز الدور السياسى للسلفيين. على صفحات التواصل الاجتماعى الفيس بوك وغيرها وفى الأحاديث الجانبية الكل يهمس: ماذا هم فاعلون بنا؟ وكأن الهولوكوست ألم بنا وفتحت أبواب الجحيم. ما لا يريد أن يستوعبه الناس أن ما يحدث هو ضريبة للديمقراطية التى طالما نادوا بها أيام مبارك والسادات وعبدالناصر «عايزين ديمقراطية. خلاص مدوا الديمقراطية» ساعتها ضربوا «أخماس» فى «أسداس». هناك قطاعات عريضة استراحت لفكرة أن تحصل فئات محددة على ثمار التنمية التى حدثت خلال السنوات الماضية. استراحت للوضع الاجتماعى لطبقتها الاجتماعية ولسلوكها الاجتماعى. استراحت لحصول أبنائها على أعلى مستوى من التعليم سواء فى الداخل أو الخارج بما يؤهلهم للانخراط فى منظومة العمل الدولية. أستراحت لفكرة العيش فى كومباوند أو مجتمع حضره مغلق معزول عن العشوائيات. لكن هذا لم يمنع اختراقهم لأكوام الزبالة فى العشوائيات التى يمرون بها يوميا فى طريقهم الى مكاتبهم الفاخرة على نيل القاهرة. ولم يمنع تأففهم من انتشار الفقر فى أحزمة تحيط بالقاهرة.
كل ذلك لا ينبغى أن يصيب المصريين بصدمة عصبية بأن حياتهم انتهت بمن فيهم من استفادوا من ثمار مرحلة مبارك ومن لم يستفد. ما حدث لاينبغى ان يدفعنا إلى اتهام بعضنا البعض فكلنا مصريون. ومصر فى حاجة الى الجميع. إلى من حظوا بتعليم رفيع والى من لم يحظوا بقسط جيد من التعليم. الى المصريين فى الخارج. الى المستثمرين والمزارعين.
الرسالة التى أريد أن أصل اليها «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم».
إذا أراد المصريون أن يغيروا الوضع الراهن عليهم أن يتحركوا من فوق الكنبة وأن يشاركوا فى السياسة وأن ينضموا الى أحزاب وأن يقولوا للعالم ما هو شكل الحكم الذى يريدونه والا فعليهم أن يتوقفوا عن البكاء وأن يقبلوا حكم الإخوان والسلفيين.