بمناسبة عيد الميلاد و عيد الغطاس أصدر نيافة الحبر الجليل الانبا مارتيروس اسقف عام كنائس شرق السكة الحديد كتابا يحمل عنوان ” قصة زكريا والعذراء”…عرض نيافته فى قالب الخيال الادبى الشيق تفاصيل مدى معرفة زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان بالسيدة العذراء .
بمناسبة عيد الميلاد و عيد الغطاس أصدر نيافة الحبر الجليل الانبا مارتيروس اسقف عام كنائس شرق السكة الحديد كتابا يحمل عنوان ” قصة زكريا والعذراء”…عرض نيافته فى قالب الخيال الادبى الشيق تفاصيل مدى معرفة زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان بالسيدة العذراء .
بدى الكتاب وكانما زكريا الكاهن راويا لهذه القصة الشيقة محاولا الاجابة على بعض الأسئلة التى قد تراودنا ومنها: مدى معرفة زكريا بالعذراء مريم ايام طفولتها بالهيكل ، وهل كان يعلم بتفاصيل خطبتها ليوسف النجار وهو شيخا جليلا بين كهنة الهيكل ؟…وابعاد نسب السيد العذراء مريم لزوجته اليصابات ..وهل انعكست على متابعة اخبار كلا منهما للاخر بعد ولادة يوحنا المعمدان وعود العذراء الى بيتها ؟….وهل كان زكريا يتابع اخبار ميلاد السيد المسيح وقتل اطفال بيت لحم ونجا يوحنا المعمدان ؟..
وفى اجابته على هذه الأسئلة وغيرها استند على المعلومات الموثقة فى الكتاب المقدس والابصلمودية واطلس الكتاب المقدس وكتب ذات صلة للقمص تادرس بعقوب ، وكتاب الهيكل لراهب من دير السريان وكتاب العادات والسلوكيات فى ازمنة الكتاب المقدس لرالف جور
يحكى الكاتب على لسان زكريا الكاهن فى البداية ظروف معيشته مع اليصابات زوجته فى عين كارم احدى قرى مدن يهوذاوهى حبرون سابقا الى كانت من نصيب يهوذا عندما قسم يشوع ابن نون الارض على اسباط اسرائيل…وكيف كانت تقدم الذبائح… مدى المشاعر المرة التى انتابته وزوجته العاقر ومع ذلك كانت تربطهما المودة والحب رغم الحرمان من النسل الذى كان يمثل عارا فى اسرائيل …وكيف اختبر فى هذه التجربة المرة المعنى الاوسع للابوة التى لاترتبط بصلة الدم وانما تتغذى بالمحبة لكل اطفال البلدة
حرص الكاتب على أن يشرح على لسان زكريا فكرة الذبائح والنذور حتى وصل الى القرعة الهيكلية التى شرحها تفصيلا بكل طقوسها موضحا ماكان يجول ببال زكريا وهو ذاهبا للهيكل فى ذلك اليوم..وكيف اجريت القرعة اربع مرات لاختيار الكهنة الذين يخدمون بالهيكل ، فالقرعة الاولى للكاهن المسئول عن تنظيف مذبح المحرقة ، والثلنية للكاهن المسئول عن تنظيف المنارة الذهب و مذبح البخور والثالثة اعلى لاختيار الكاهن المسئول عن رفع بخور على مذبح الذهب المقدس ، ثم الرابعة وهى اقدسهم لمن يقدم ذبيح الحمل على مذبح المحرقة وهى التى وقعت على زكريا الكاهن واغمدته بمشاعر مهيبة…وهو ذات اليوم الذى بشره الملاك بيوحنا العمدان ثم عاتبه معاقبا اياه بالصمت حتى تتم الولادة فعلا
يتطرق الكاتب بعد ذلك بشئ من التفصيل لحياة زكريا الصامت فى هذه الفترة داخل منزله مع اليصابات حتى يصل الى زيارة السيدة العذراء الى بيته لزيارة اليصابات نسيبتها، فيقول: فتح الباب وسمعت صوتا ناعما وديعا مليئا بالسلام اتذكره جديدا …ولكن اين سمعته؟!!!انى اعرفه..سمعت صراخ الاستقبال الحافل بين اليصايات وصاحب الصوت الملائكى ….من؟ انها مريم …مريم عذراء الهيكل ابنة يواقيم ، المخطوبة من يوسف النجار من عشيرتها…رايتها كالملائكة تعيش فى الهيكل انها الابنة المحبوبة والعذراء الطاهرة التى احبها الجميع التى افرخت عصا يوسف واخذها لبيته بعد ان اعلنت السماء اختياره.. ثم يتطرق زكريا الراوى كيف كان اللقاء بين العذراء واليصابات وتسبحتها وركوع يوحنا الجنين للرب يسوع الخالق ويقول : سمعت كلما ت اليصابات وانا مرتجف ..ان الجنين المخلوق فى بطن اليصابات يسجد للجنين الخالق فى بطن العذراء …لقد اختزل تاريخ العهد القديم كله امامى فى هذه اللحظة وما تنبا عنه انبياء العهد القديم جسد امامى ” فها العذراء التى تنبا عنها اشعياء النبى وهايوحنا ابنى الملاك الذى تنبا عنه ملاخى النبى انه امر فاق عقلى واستيعابه كان صعبا على ان تتحقق هذه النبوات فى بيتى
ويستطرد:اذكرها وهى طفلة صغيرة التى جاءت سن اربعة سنوات نذيرة للهيكل من ابويها يواقيم البار وحنة البارة من سبط يهوذا الذى سكن فى حبرون ، والامر يرجع الى يشوع بن نون الذى انتصر على شعوب الارض الذى قسم الارض على اسباط بنى اسرائيل اما سبط لاوى الذى انا منه فقد كان الرب هو نصيبنا وتوزعت عشائرنا على الاسباط ال11 فكان نصيبهم ان يسكنوا فى مدن سبط يهوذا وفى ايام داود الملك قسم للكهنة ان يسكنوا فى مدن سبط يهوذا وتزوجنا منهم كمثلى انا تزوجت اليصابات من سبط يهوذا والعذراء من سبط يهوذا لذا هى نسيبتها…..لقد كبرت العذراء مريم امامى فى اروقة الهيكل مع عذارى اخريات نذيرات بالهيكل ولكنها كانت ذات صفات لم اراها فى غيرها ولم الحظ انها تغيرت عنها خلال الثلاثة شهور التى قضتها فى بيتنا..التواضع ، الطاعة ، الصمت ، مساعدة الاخرين…اتذكر جيدا حبها للصلا فى الهيكل والتزامها بجميع الصلوات والقراءة فى اسفار الشريعة فارتسمت حياة الصلاة على وحهها الملائكى ….كم تحملت مريم من العناء فى خدمة زوجتى على مدى ثلاثة شهور ومع ذلك كانت سابحة فى عالم الروح بالتسابيح والصلوات الملائكية التى سمعتها كلما قلقت ليلا وكم كانت تدخل الرهبة لقلبى كلما رايتها .
ينتقل الكاتب الى تفاصيل ولادة يوحنا المعمدان وختانه حسب الشريعة حتى يصل الى متابعة زكريا واليصابات لاخبار ولادة يسوع من المترددين عليهما من الاقارب والاصدقاء وعلموا برؤي الرعاة ثم بزيارة المجوس وزكريا يتامل النبوات التى تحققت بولادة الرب يسوع
ثم مرت الشهور حتى استيقط زكريا على صوت طرق قوى على الباب انه “ابيهود” يحذرهم من امر هيرودس بقتل جميع اطفال بيت لحم …ثم يحكى الكاتب كيف حاول زكريا ان يخفى ابنه الطفل يوحنا قائلا : خرجت من البيت بسرع ضاما الطفل على صدرى وسط لفائف واخفيته فى الزنبيل وركب على الاتان متجها هربا الى الهيكل لاختفى فيه …..وكلما بعدت عن عين كارم شعرت بالامان ……وصلت بمشق الى ساح الهيكل ومن كثر اتساعه تخيلت ان القبض علي سيكون سهلا واصبحت فى مكان بين الهيكل والمذبح ولكننى لم اشعر بالامان قررت اناخل الى القدس ولسانى يلهج بالمزامير مرت دقائق سمعت صوت جنود بالخارج ووقع اقدام الاحصنةعلى ارضية الهيكل الحجرية….تقدموا وارادوا ان يخطفوه منى فصرخت طالبا المعون الالهي وقلت “يارب انت اعطيتنى الطفل فى هذا المكان وفى هذا المكان اسلمه لك لكى تنقذه فرايت ملاكا يخطف يوحنا فاودعته بين يديه ورايت الجنود يهرعون نحوى.
وهنا يتوقف زكريا الراوى ويختتم الكاتب قائلا “قتل الطغا زكريا بين الهيكل والمذبح ونال اكليل الشهادة وذكره السيد المسيح له المجد قائلا “لكى ياتى عليكم كل دم ذكى سفك على الارض من دم هابيل الضيق الى دم زكريا بن براخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح
إ س