” بغض النظر عن خلفيتك، وديانتك، ومشاكلك، وظروفك، فإن الكريسماس هو أعظم خبر بالنسبة لك. فوراء كل المناظر التى نراها. والأصوات التى نسمعها فى الكريسماس. توجد حقائق بسيطة ولكنها راسخة يمكنها أن تحول حياتك للأفضل هنا على الأرض، وإلى مالانهاية فى الأبدية. والآن ليس هناك ما هو أهم لحياتك من أن تعرف بركات الكريسماس لحياتك.”
” بغض النظر عن خلفيتك، وديانتك، ومشاكلك، وظروفك، فإن الكريسماس هو أعظم خبر بالنسبة لك. فوراء كل المناظر التى نراها. والأصوات التى نسمعها فى الكريسماس. توجد حقائق بسيطة ولكنها راسخة يمكنها أن تحول حياتك للأفضل هنا على الأرض، وإلى مالانهاية فى الأبدية. والآن ليس هناك ما هو أهم لحياتك من أن تعرف بركات الكريسماس لحياتك.”
فى كتاب ” الكريسماس”الذى صدر عن ” معهد تدريب القادة بالشرق الأوسط” وترجمه الدكتور وحيد فريد- يشرح ” ريك وارين” بنبرته الحانية التى لا تخلو من القوة والثقة كيف أن الله صمم الكريسماس ليسدد أعمق ثلاث احتياجات لديك، ويوضح كيف أن فهم وقبول هدايا الله الثلاثة فى الكريسماس سيغير حياتك إلى الأبد.
الأحتفال الأكبر
ما سر استحواذ الكريسماس على هذا الاهتمام؟ سؤال يطرحه ” ريك وارين” ويجيب عليه قائلاً: إنه أكبر إحتفال يقام فى العالم كل عام. لكن الأعياد الأخرى يتم الإحتفال بها لمدة يوم وربما بضعة أيام فقط. وأما الكريسماس فيتم الإعداد له والأحتفال به لأكثر من شهر. وأثناء موسم الكريسماس يترك مليارات البشر جانباً نمط حياتهم العادية. ويبدأون فى تزيين منازلهم. وإرسال عشرات الآلاف من بطاقات التهانى لبعضهم البعض ويشترون الهدايا وينشدون ترانيم الميلاد. ويتابعون على الشاشة الصغيرة أو على الانترنت قصة الميلاد والاحتفالات التى تقيمها الكنائس والمجموعات المختلفة إن احتفالات الكريسماس وترانيمه تملأ الأجواء فى كل مكان هناك متاجر ووظائف تعتمد كلياً على الإعداد للإحتفال بهذه المناسبة. لن يجد أى إنسان أى صعوبة فى معرفة أن الكريسماس قد حل موعده. ذلك لأنه ظاهرة فى كل مكان حولنا.
وإذا أمعنا النظر فى هذا الأمر. فسوف ينتابنا الذهول من أن طفلاً من الريف ولد فى إحدى القرى فى الشرق الأوسط منذ ألفى عام قد أحدث كل هذا التغيير. فى عيد ميلاده تقف حركة المرور فى أماكن مثل نيويورك وطوكيو، وريودى جانيرو ويضيف الكاتب : ربما لا يكون قد طرأ فى بالك أنك فى كل مرة تراجع فيها التقويم السنوى أو تشير إلى هذا التاريخ أو ذاك أو تدون تاريخاً معيناً، فإنك تستخدم هذا الطفل المولود. يسوع المسيح كمرجعية لك. وبسبب هذا الطفل المولود، انقسم التاريخ إلى ما قبله ( قبل الميلاد) وما بعده (بعد الميلاد) وإن كل أحداث التاريخ بل وكل ماهو مدون فى جدول مواعيدك مرتبط بعدد الأيام أو السنين منذ أن وطأت قدما رب المجد يسوع كوكبنا هذا الذى نعيش فيه، ، حتى إن عيد ميلادك مرتبط بعيد ميلاده هو.
فى الليلة التى ولد فيها الرب يسوع المسيح فى بيت لحم. كانت هناك مجموعة صغيرة من الرعاة الفقراء يرعون قطيعهم فى حقل قريب، وكان الهدوء يخيم على المكان. وكانوا يحدقون فى النجوم، فلم تكن تلك الليلة مختلفة عن آلاف الليالى الأخرى. ولكن ما كان على وشك أن يحدث سوف يغير ليس فقط حياة هؤلاء الرعاة، ولكن أيضاً حياة مليارات من البشر على مر العصور، فالعالم ابداً لن يعود إلى سابق عهده.
القصة الأصلية للكريسماس
يسجل لنا الكتاب المقدس القصة الأصلية للكريسماس.” وكان فى تلك الكورة رعاة مبتدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك:” لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب :إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة. تجدون طفلاً مقمطاً مضطجعاً فى مزود” وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين:” المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة “( لوقا 2: 8- 14).
وقال الملاك إن ميلاد السيد المسيح سيكون ” فرحاً عظيماً لجميع الشعب ” هل هذا حقيقى بالنسبة للكثيرين ؟
يقرر المؤلف أن هناك أسباباً كثيرة محتملة تجعلك تشعر بالوحدة ، أو عدم الأرتياح، أو حتى بالاكتئاب أثناء موسم الكريسماس. ربما تكون بمفردك ولا تجد من يشارك معك الكريسماس وقد يذكرك وقت الكريسماس بفقدان شخص عزيز أو بجروح قديمة ، أو يذكرك بكم تغيرت الأمور. ربما تكون لديك خلفية دينية لا تقدر الكريسماس، أو ربما تكون بدون إيمان على الإطلاق. وعندما تلاحظ الآخرين يحتفلون فإنك تشعر بعدم الأرتياح. ربما تكون مرهقاً ومنهمكاً من كل ما حدث معك خلال العام المنصرف فى عيد الميلاد يهتم الله بعمق بما تشعر به. وأنا أيضاً مهتم. لهذا أقدمت على كتابة هذا الكتاب.
وقت للأحتفال
إن الهدف الأول من الكريسماس هو الأحتفال، ونحن نتعلم ذلك من العبارة الأفتتاحية للملاك الذى ظهر للرعاة فى بيت لحم. فقد كانت لدى الله أخبار رائعة لنا تجعلنا نبتهج ، بل نتهلل ونحتفل.
” فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” ( لو 2: 10)
إن الأخبار السارة للكريسماس تستحق أن نحتفل بها لأسباب ثلاثة. إنها شخصيته.” أبشركم”، وهى إيجابيته. ” أخبار سارة تفرح” وكذلك هى عامة.تكون لجميع الشعب. أياً كنت، ومهما عملت، وأينما كنت ، وحيثما كنت متجهاً- فهى أخبار سارة لك.
الكريسماس هو وقت للأحتفال بأن الله يحبنا. ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد. لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3 : 16)، السبب الأوحد للكريسماس هو محبة الله. لقد أحبك الله لدرجة إنه جاء إلى العالم فى صورة إنسان حتى تستطيع أن تتعرف عليه. وتتعلم أن تثق به. وتبادله الحب، لقد أصبح الله واحداً منا. إنساناً. حتى نستطيع أن نفهم حقيقة طبيعته.
وقت للخلاص
الهدف الثانى للكريسماس هو الخلاص.. ويعرف الخلاص بأنه إطلاقة السراح من الخطية والذات وجهنم. إنه يحتوى بالفعل على كل هذا وأكثر. فنحن لم نخلص فقط من شئ سئ. ولكننا خلصنا ايضاً لشئ صالح. يقول الكتاب المقدس:”…مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها” (افسس 2 :10).
يضيف المؤلف: الله لديه هدف عظيم، وخطة رائعة لحياتك. الخلاص يعنى أيضاً إنك تحصل على التحرير، وتمنح القوة لتتمم هدف الله لحياتك. إن هذا الإعلان لأى إنسان فى العالم يقبل هذا الخلاص كان التصريح الثانى للملاك من الأخبار السارة لرعاة بيت لحم فى ليلة الميلاد
” إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.” ( لو 2 :11)
وقت للمصالحة
ينتقل الكاتب إلى كيفية أن الكريسماس هو وقت للمصالحة .
” وليس ذلك فقط ، بل نفتخر أيضاً بالله. بربنا يسوع المسيح الذى نلنا به الآن المصالحة ” (رومية 5 :11 ).
إن التاريخ البشرى هو قصة صراع. ففى خلال خمسة آلاف وخمسمائة وستين سنة نشبت خمسة عشرة ألف حرب تقريباً. وهذه الحروب هى التى نعرف عنها فقط. وبينما تقرأ هذه الكلمات. هناك أثنان وثلاثون حرباً كبيرة وصغيرة يستعر وطيسها الأن فى العالم. فنحن البشر لا يبدو إننا نعرف أن نحيا فى سلام مع بعضنا البعض، فنحن نفضل الشجار والعداوة وعدم الاتفاق. منذ مائة عام كان الأعتقاد السائد لدى المتفائلين إنه إذا حصل العالم على التعليم ، فستنتهى كل الحروب. ولكننى أجزم بأنه بدون تغير القلب فإن التعليم يسمح لنا أن نفكر بطرق أكثر حكمة بها نقتل بعضنا البعض. يوجد فى السجون الكثير من العباقرة. إن العقل المستنير بالعلم لا ينتج بالضرورة قلباً يتمتع بالسلام. ما يحتاجه العالم بشدة هو المصالحة.
المصالحة هى استعادة السلام. السلام مع الله والسلام مع الأخرين والسلام مع نفسك. إنها علاج معجزى قوى للحياة المكسورة والعلاقات المشروخة. المصالحة تذيب الصراع وتحول الفوضى إلى هدوء. إنها تخمد الشجار. إنها تستبدل ضغوطك بالصفاء الإلهى وتبدل الشدة بالسكينة. وتعطى سلاماً للعقل بدلاً من الهلع والضغوط . ولكن يبدو أن روح المصالحة أصبحت نادرة فى أيامنا هذه.
من حسن الحظ أن الهدف الثالث للكريسماس هو المصالحة، كان الإعلان الثالث الذى أعلنته الملائكة لرعاة بيت لحم يختص بوصول ” رئيس السلام ” (إشعياء 9 :6) لم يعلمنا المسيح فقط الطريق للسلام . ولكن يمنحنا أيضاً القدرة على أن نحيا حياة السلام إذا كنا نثق به
“المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو2 : 14)