اعلن الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي أن بلاده ستتقدم الى القمة العربية المقبلة بمشروع برنامج يستهدف النهوض باللغة العربية، سماه بـ محراب اللغة العربية.
اعلن الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي أن بلاده ستتقدم الى القمة العربية المقبلة بمشروع برنامج يستهدف النهوض باللغة العربية، سماه بـ محراب اللغة العربية. جاء ذلك في كلمة افتتح بها المرزوقي اعمال المؤتمر العام الحادي والعشرين للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” الالكسو ” التي بدأت هنا اليوم، بمشاركة وفود عن الدول الاعضاء،وممثلين عن عدد من المنظمات الدولية والاقليمية المعنية.
واوضح الرئيس التونسي ان هذا البرنامج الذي وصفه بالطموح، يتضمن ستة اهداف يتعلق اولها بتشخيص كل ما تقوم به الدول على حده في مجال التعريب وتطوير اللغة الأم، وثانيها يتمحور حول التعرف على أكثر المراكز البحثية تقدما في الوطن العربي ودعمها وربطها ببعضها البعض في شبكة تتشارك في وضع المعاجم والمراجع العلمية الأكثر تقدما، وترجمة أحدث الاكتشافات ومراقبة تطور العلوم الحديثة وتدريب الخبراء العرب في العلوم التي ستغير وجه العالم.
وأشار إلى ان ثالث الاهداف يتصل بوضع التراتيب المشتركة من مناهج، ومراجع علمية وتدريب للأساتذة وتبادل خبرات لكي تدرس في نهاية العشرية المقبلة من الخليج إلى المحيط الفيزياء النظرية وعلوم المورثات، وأحدث العلوم باللغة العربية. ويتضمن الهدف الرابع إنشاء “جائزة نوبل” عربية تخصص للباحثين العرب القادرين في نفس الوقت على تقديم أرقى البحوث على المستوى الدولي، وتقديمها باللغة العربية.
اما الهدف الخامس فيشمل بعث مؤسسة موحدة يمكن تسميتها” معهد ابن خلدون لنشر اللغة العربية في العالم” وخاصة في افريقيا وآسيا والبلدان الغربية على غرار معهد “جوته ” لنشر اللغة الألمانية و”كونفشيوس ” لنشر اللغة الصينية.
ويسعى الهدف السادس من البرنامج المطروح إلى بعث مؤسسة جامعة لدراسة اللهجات المحلية،وتراثها الزاخر بما هي الأغصان التي تطورت من جذع اللغة الأم، وبالتالي هي جزء من هذه اللغة لا بديلا عنها ومنافسا لها. ودعا المرزوقي في كلمته لضرورة ان يندمج العرب أكثر من أي وقت مضى في العالم وأن يكونوا فيه جزءا من الحل لا جزءا من المشكل، والاسهام في تطوره الاقتصادي والعلمي والإنساني بصفة عامة، وتعديل ساعتهم على ساعة العولمة بمفهومها الإنساني، فضلا عن التقيد بقيم حقوق الإنسان، والاعتراف بعلوية القانون الدولي، والانفتاح على كل الحضارات والثقافات مع مواصلة استخدام اللغات الاجنبية. وجدد في ختام كلمته دعم تونس الكامل للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واعتزازها باستضافة مقرّها الدائم، مؤكدا انها لن تدّخر جهدا في سبيل وضع جميع التسهيلات والطاقات والإمكانيات المتاحة لجعلها منارة الوحدة الثقافية العربية.
ويناقش المشاركون في أعمال المؤتمر العام لمنظمة ” الالكسو ” على مدى يومين التوصيات والتقارير التي رفعها المجلس التنفيذي للمنظمة في ختام اجتماعات دورته السابعة والتسعين التي عقدت بمقر المنظمة في تونس على مدى ثلاثة ايام. وتتعلق هذه التوصيات والتقارير بانشطة المنظمة، والبرنامج العربي لتحسين جودة التعليم في الوطن العربي إلى جانب تقارير تتعلق بالقدس والأوضاع التربويّة والثقافية والعلمية في فلسطين كما ستتطرق المناقشات إلى جملة من الامور الادارية والتنظيمية التي تهم المنظمة، ومن بينها انتخاب مدير عام جديد.
وفي هذا الصدد قدمت أربع دول هي تونس والعراق والكويت وموريتانيا مرشحا لها لشغل هذا المنصب خلفا للدكتور محمد العزيز بن عاشور تونس المدير العام الحالي للالكسو الذي تنتهي ولايته في مطلع العام المقبل. ويرأس وفد دولة قطر الى اجتماعات المؤتمر العام لمنظمة الالكسو سعادة السيد سعد بن ابراهيم آل محمود وزير التربية والتعليم العالي.