هناك من يريد أن يهدم الأهرام وأبو الهول بحجة أنها أوثان، وحينما نرجع إلى اللوح الأول من الوصايا العشر الذى أستلمه موسى النبى من الرب والذى فيه
هناك من يريد أن يهدم الأهرام وأبو الهول بحجة أنها أوثان، وحينما نرجع إلى اللوح الأول من الوصايا العشر الذى أستلمه موسى النبى من الرب والذى فيه:
1- أنا هو الرب إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامى (خر20: 1)
2- لا تصنع لك تمثال منحوت ولا تسجد لهن ولا تعبدهن.
3- لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً.
4- أذكر يوم السبت لتقدسه.
هذه أربع وصايا تتعلق بالعلاقة بين الله والإنسان، وعن العبادة نجد أن هناك من يتبع طريقة الفريسية فى العبادة، أى طريق الحرف، ولكن الكتاب يقول أن الحرف يقتل والفريسيين كانت الويلات نصيبهم، الفريسية فى العبادة تحمل فى طياتها المظهرية والرياء وحب الظهورومديح الناس. نعم فهم يعشرون النعناع والشبت والكمون لكنهم يظلمون الناس ويدوسون الرحمة والحق بأرجلهم.. فهل هذه عبادة… فى صلواتهم يدينون الآخرين فأنا لست مثل هذا العشار الخاطئ… فهل هذه عبادة..
جميعنا يؤمن بالإله الواحد فهل تعرفت عليه هل تحبه كما هو أحبك فخلقك فى أحسن صورة وهل تقدم له العشور فهو وحده الرازق. هل تمجيده فى أعمالك فالسماء والأرض تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه. عجبى فالجماد يسبح والإنسان لا يشكر.
عزيزى هل تعرف ما هى الأوثان… الأوثان قد تكون زوجتك التى تلهيك عن حقوق الله فنساء سليمان جعلته يبخر للأوثان. قد تكون كرامتك هو الوثن الذى تتعبد له فنبوخذ نصر يصنع لنفسه تمثال من ذهب ويأمر الشعب أن يسجد له. هناك على مدى التاريخ من عبد الشمس وقدم لها السجود لأنها تقدم لها الطافة. ونسى أن الشمس تغيب ويحل الظلام محلها. وهذه الظاهرة جعلت موسى الأسود يتساءل مع الشمس ويقول لها إن كنت أنت الإله الحقيقى فأين تذهبين ومن يرعى الكون فى غيابك. هناك من عبد النيل لأن مائه مصدر الحياة وبدون المياه فلا حياة ونسى أن النهر أحياناً يجف وأحياناً يفيض بحسب جود وكرم الله كل عام.
عزيزى أهمس لك بحقيقة يجب أن تعلمها جيداً وهو أن كل ما يعطلك عن انسكاب محبة الله فى قلبك هو وثن. لذلك قالها بكل صراحة من أحب أباً أو أماً أو ابن أو ابنه أكثر منى فلا يستحقنى لذلك كان استعداد إبراهيم لذبح ابنه إسحق تأكيداً على مدى صدقه ومحبة الله لذلك قالها الوحى الإلهى إذ أمن إبراهيم بالله فحسب له براً. ذات مرة سأل السيد المسيح شاباً وقال له أتبعنى فأجاب الشاب اسمح لى أن أودع أهل بيتى فقال له السيد المسيح ليس أحد يضع يده على المحراث ويمظر للوراء يصلح لملكوت الله.
وقال أخر للرب اسمح لى أن أدفن أبى فأجابه السيد المسيح دع الموتى يدفنونى موتاهم- الأوثان هنا محبة الأهل، وقال السيد المسيح للشاب الغنى أذهب بع كل ما لك وأعطه للفقراء فأغتم على الفور ومضى حزيناً- المال هنا هو عبادة الأوثان. فى مثل الغنى الغبى صار الغنى غبياً لأنه ظن أن حياته فى أمواله ونسى الله واهب الحياة- فالمال هنا هو أوثان.
عاش يعقوب متغرباً عند خاله لابان وكان يعبد إله إبراهيم وإله اسحق ولكن فى هروبه أخذت راحيل أوثان أبيها وخبأتها ظناً منها أنها تحميها وقت الشدة ولم تكن هذه الأوقان إلا مجموعة الأحجار. تأثر اليهود بعبادة العجل أبيس الذى كان يعبده المصريين، فلما غاب موسى عنهم عملوا عجلاً لأنفسهم ورقصوا أمامه مهللين هذا هو إلهك يا إسرائيل الذى أخرجك من أرض مصر. ومازال إلى اليوم هناك من يعبد البقرة على اعتبار أنها تمثل مصدر الغذاء أو الحياة ونسوا أنها أى البقرة يسود عليها حكم الموت. أما الإله الحقيقى فهو حى لا يموت. هناك من عبد النار ونسى أن الماء يطفى لهيبها. عزيزى أى شهوة تعطل إنسكاب محبة الله فى قلبك هو وثن وهى بذلك تعرضك لضياع الملكوت. وأسوأ أنواع الأوثان هو محبة الذات لأنها تدعوك إلى سياسة:
التكويش والاستئثار للذات.
كراهية الآخرين ورفضهم.
الإنعزالية ويمطبق قول الشاعر ما استحق أن يولد من عاش لنفيه فقط. عبادة الذات هى وثن غير مرئى فكيف نحطمه إلا بإنكار الذات حينما نتعرف على الإله الحقيقى. لذلك بولس الرسول بعدما عرف المسيح صلب ذاته بل وأماتتها وردد لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فى. أيضاً من أسلوب الإماتة هو تقديس الفكر فلا تنطق باسم الرب إلهك إلا صادقاً. فالكذب هو من يعبد الشيطان. فالشيطان هو كذاب وأبو كل كذاب. والكذاب هو الذى يعاند الله (الحق) والشيطان رسالته هى أن يشكك الإنسان فى كلمات الله ويبث فى الإنسان أن يؤله ذاته إذ قال لأدم وحواء تصيران كالله.
أما وصية حفظ السبت فالفريسى يحفظ السبت بمعنى أنه لا يعمل عملاً لا إيجابياً ولا سلبياً. أما المؤمن الحقيقى فيجعل من حياته كلها سبتاً للرب أى مكان للراحة يرتاح فيه الله كما كان يستريح فى بيت مريم ومرثا المؤمن يجعل حيات كلها سبتاً للرب فلا يجب أن يكون هناك فى حياة المؤمن يوماً للعالم أو للشيطان. لذلك كانت الوصية الإلهية هى حب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك. فى سفر أعمال الرسل يقول أ، حنانيا وسفيره باعا ملكاً لهما ووضعا نصف الثمن عند أقدام التلاميذ (الكنيسة) ولما سألهما بطرس كل على حده- هل بهذا المقدار بعتم السبت قالوا نعم. فسقط كل منهما على حده ميتين وأعلن بطرس أنهما ماتا لأنهما أحبا الرب بنصف القلب وليس بكل القلب فمحبة نصف القلب مهلكة للإنسان. لأن الله الذى خلقك يريدك أن تحبه بكل القلب. نعم لقد أعطى زكا وبإعلان صريح أمام الكل وقال نصف أموالى للمساكين لكن القلب كله لله هذه إمكانياته. لأن عليه التزامات لا يستطيع أن يتجاهلها أو يهرب منها. الله هو الحق ويحب الصراحة فحنانيا وسفيرة كانت المنظرة والمظهرية هى الغالبة فى عطائهما. كان قلبهما ملتوياً وكاذباً. لماذا لم يقولا أن هذا المبلغ هو نصف المبلغ بل لماذا تبرعا أصلاً مادام قلبهما غير مستقيم.
عزيزى الله يريد قلبك وليس أموالك ولكن يا عزيزى أرجو أن تدرك أن هناك عطايا إلهية لا تقدر بمال كالسعادة والصحة وطول العمر.. أنها هبات إلهية مجانية يعطيك الله أياها بحسب جوده وكرمه وكل واجبك أن تحافظ عليها. وإن قدمت لله الشكر يبقى أحسن لأن هذا هو كل ما يتمناه من البشر… لغة الشكر…
فذات مرة جاء عشرة برص طالبين الشفاء فقال لهم السيد المسيح امضوا واستشفوا وفى الطريق تم الشفاء. فرجع واحد فقط من العشرة يشكر السيد المسيح على نعمة الشفاؤ فتساءل السيد المسيح قائلاً أليس العشرة قد برئوا فاين التسعة؟ نعم عناك عشرة برئوا من المرض ولكن واحد فقط من العشرة رجع يشكر أما التسعة فانشغلوا بذاتهم وملذاتهم. الأمر الذى أحزن السيد المسيح وتساءل أين التسعة الآخرين.
عزيزى أرجوك أن تكون من الشاكرين وليس الناكرين لذلك فالكنيسة الأم تعلمنا الشكر باستمرار.