أكد البير صابر في حوار خاص وحصري لوطني تم الإفراج عن ألبير صابر مؤقتا بعد مماطلة طويلة من التحيز والظلم والترهيب – على حد قول محاميه – تم الحكم عليه الأسبوع الماضي بثلاث سنوات وأفرج عنه بكفالة يوم
الجمعة 21 – 12 0 2012
الحكومة الإسلامية الجديدة ليست أفضل من سابقتها و كلاهما أنظمة قمعية
أكد البير صابر في حوار خاص وحصري لوطني تم الإفراج عن ألبير صابر مؤقتا بعد مماطلة طويلة من التحيز والظلم والترهيب – على حد قول محاميه – تم الحكم عليه الأسبوع الماضي بثلاث سنوات وأفرج عنه بكفالة يوم الثلاثاء الماضى إلى حين البت في الاستئناف في يناير القادم.
وكانت قد وجهت له تهمة إزدراء الأديان وكان من المفترض الإفراج عنه من يوم 12 ديسمبر الحالى بعد أن دفع محاميه الكفالة (1000 جنيه)، لكن النيابة ووزارة الداخلية ماطلا حتى يوم 17 ديسمبرالحالى وكان لوطنى هذا الحوار عقب الافراج عنه .
** كيف تم القبض عليك …؟
* أولا أنا كنت من الشباب الناشطين أيام الثورة وقبلها على الانترنت، وكانت لى صفحات على الفيس بوك والتويتر متعددة تنادى بمبادئ ومطالب الثورة وكنت من المشاركين مع الدكتور محمد البردعى فى أنشطته وغيره من الناشطين السياسيينوأيضاً الموضوع له أبعاد تاريخية، ففى ٢٠٠٨ انضممت إلى حركة ٦ إبريل واشتركت معهم فى العديد من التظاهرات ضد فساد الحكومة آنذاك، بالإضافة إلى انضمامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وحركة شباب البرادعى، لهذا اعتقلت فى ٢٦ يناير ٢٠١١، وكنت ضمن الذين جلسوا مع المجلس العسكرى عندما كنا مضربين عن الطعام لمحاكمة مبارك وإقالة النائب العام. ويوم ٢٥ يناير ٢٠١٢، جاء إلى منزلى وفى غيابى ضباط أمن الدولة، وأخذوا الكمبيوتر وقاموا بالتفتيش، ومنذ تلك اللحظة أصبح رجال الأمن يريدون التخلص من أمثالى.
و كانوا يتربصون لى وقد التقطوا اللحظة المناسبة لإستهدافي حيث كانت البيئة مشحونة عقب انتشار الفيلم المسئ للإسلام على شبكة الإنترنت.
وجاءت ليلة القبض علي وهى لحظات لا أحب أن أتذكرها حيث تجمهرعدد كبير من الملتحيين والشباب من المنطقة وكانوا متحفزين ضدى تحت منزلى ويهتفون ويشتموا بكل الشتائم التى لا يطيق أى إنسان أن يتحملها وطلبت النجدة ولم تأتى إلا بعد تكرار المحاولة عدة مرات وحين جاءت للأسف تضامنت مع المحتشدين وأخذتنى أنا وتركت المهاجمين وعندما وصلت القسم وبعد كمية من الترهيب والتعذيب قام ضابط شرطة بنقلى إلى زنزانة وحرض على المحتجزين وأخبرهم أننى أهنت النبي محمد مما أدى إلى تعرضى للهجوم من قبل المحتجزين الغاضبين، وأحدهم جرح رقبتى بموس ” شفره “.
وهذا يعني أن التحريض على أسس دينية هي أحد الأدوات المستخدمة من قبل حكومة الرئيس مرسي.
** لماذا تجمع العشرات تحت منزلك وطالبوا بمحاكمتك؟
* الصفحات على «فيس بوك» نشرت صورتى ورقم تليفونى وعنوان منزلى، واتهمتنى بنشر الفيلم المسىء للرسول، وقام أحد الأشخاص بمساعدة أحد المسؤولين عن محل كمبيوتر بعرض فيديو لى بعنوان «المتحدث الرسمى باسم الله» أتكلم فيه عن رجال الدين الذين يتكلمون باسم الله، والذين يكفّرون من يقف أمامهم، وتجمع أهل المنطقة بناء على تحريض هذا الشخص، وجاءوا تحت البيت وقامت والدتى بتهدئتهم وشرحت لهم موقفى وانصرفوا، واعترفت أمامهم بأنى لم أقصد الإساءة لأحد، ومع ذلك سوف أقوم بمسحه من الإنترنت.
** هل كانت قضيتك تستند إلى سند قانونى ..؟
* قضيتى تسمى فى التاريخ هى قضية تفتيش ولا أعرف كيف يحاكم شخص على ما يعتقد وما يؤمن وأتعجب أن النيابة ظلت ساعات طويلة تحقق معى عن ما أعتقد ومالا أعتقد وعن مدى قناعاتى بالديانات الاخرى وأرائى فى الانبياء والرسل والكتب السماوية وغير ذلك ولاتحقق معى، هل أنا أضريت بأحد أو تسببت فى تلف شئ ما للمجتمع ولكن لم يجدون أى أثبات على إدانتى فى شئ ورغم ذلك أخذت حكم ومريت بأيام صعبة جداً فأين السند القانونى لقضية لا أرها غير أنها إنتهاك للحريات وحجر على الاراء والمعتقدات وتصفية بعض الشباب الناشط مننا حتى يضعفون المعارضة .
** ولكن لك فيديوهات منتشرة على الانترنت يقولوا أنها تسئ إلى الاديان ..فما رأيك ؟
* أنا تركت العمل السياسى وبدأت أنتقد الوضع المصرى من الداخل، خاصة بعد ظهور التيارات الإسلامية بكثافة عقب ثورة يناير، ومع صعوبة إقناع أعضاء هذه التيارات بضرورة عدم خلط الدين بالسياسة، قررت عمل فيديوهات أناقش فيها الاختلافات الموجودة بين الأديان حتى جاءت جريمة الفيلم المسىء للرسول.
** هل قمت بنشر الفيلم المسىء للرسول على مواقع التواصل؟
* لم أفعل ذلك لأنى مؤمن بحرية الرأى والاعتقاد، ولا يوجد على الأكونت الشخصى بالـ«فيس بوك» أو «تويتر» أى دليل عن نشرى هذا الفيلم.
** هل تعتقد أن المجتمع لم يتقبل رأيك لعدم وجود حرية للرأى، أم أن رأيك أساء للمجتمع؟
– أنا لم أسئ فى آرائى للمجتمع، وآرائى موثقة بالمراجع، وتربيت على احترام الآخر، ودراستى كانت آداب قسم فلسفة، وبطبيعتى دراستى بها دراسة للأديان كلها وآراء العلماء والفلاسفة فيها، وقررت أن أدرس جميع الأديان، والذى أقتنع به سوف أعتنقه، وحدثت مشادات كثيرة بينى وبين الأساتذة خلال محاضرات مناقشة الأديان، وهو ما تسبب فى تركى الكلية والالتحاق بكلية الحاسبات والمعلومات.
** كيف ترى الوضع فى مصر بعد الافراج عنك ..؟
· إن الحكومة الإسلامية الجديدة ليست أفضل من سابقتها، وأن كلاهما أنظمة قمعية لكن أساليب وأسلحة القمع هي فقط التي تغيرت، ففي حين أن حكومة مبارك اعتمدت على شبكة من الأجهزة الأمنية لقمع المعارضة، الإخوان الان يحشدون شبكة جيدة التنظيم من أتباعهم لتنفيذ جهود مماثلة لقمع معارضيهم والتشهير بهم وتطبيق مبدأ من ليس معهم فهو عليهم .
والدليل على ذلك هو أن أعتقالى كان بمثابة رسالة تحذير بأنه لن يتم التسامح مع الأراء المختلفة وكنت كبش فداء وأداه أستخدمها النظام لتوصيل رسالة بعينها إلى شباب الثورة بصفة عامة وشباب الاقباط الذين بدأوا يخرجون من نطاق الانطوائية إلى المشاركة فى المجتمع والاندماج فيه .
وأيضاً أن جماعة الإخوان المسلمين استخدمتنى كمثال وكوسيلة تحذير لأولئك الذين يعارضون أيديولوجيتهم الإسلامية بأنه لن يتم التسامح مع وجهات النظر البديلة.
** كلمة تقولها لكل شباب مصر وبالاخص شباب الثورة ؟
* الحرية غالية جداً وثمنها غالى وتستحق إن أحنا نضحى من أجلها وزى ما كنا بنهتف أيام الثورة ” الحرية تمنها الدم “وإحنا لسه ما وصلناش للحرية ومطلوب مننا دم كتير .. أى نعم فقدنا كتير أيام الثورة ومازلنا حتى اليوم ومع هذا مفيش شئ هايفصلنا عن حريتنا “