أصبحت مقرات حزب الحرية والعدالة هدف للرشق بالحجارة وإلقاء زجاجات النيران عليها وتكسير اللافتات بالإضافة إلى إلقاء محتوياتها من الأثاث فى الشوارع وقد شهدت هذه الأحداث وتكررت بأشكال مختلفة فى عدد
أصبحت مقرات حزب الحرية والعدالة هدف للرشق بالحجارة وإلقاء زجاجات النيران عليها وتكسير اللافتات بالإضافة إلى إلقاء محتوياتها من الأثاث فى الشوارع وقد شهدت هذه الأحداث وتكررت بأشكال مختلفة فى عدد كبير من المحافظات على مستوي الجمهورية وبالوجهين البحري والقبلي ومدن القناة .
حيث تم استهداف مقرات حزب الحرية والعدالة الزراع السياسي للإخوان المسلمين فى محافظات الإسكندرية – البحيرة – الدقهلية – الغربية – الإسماعيلية – بورسعيد – السويس – وفى الوجه القبلي محافظات الجيزة – سوهاج – أسيوط ……..
وتعددت هذه الأحداث إلى درجة قيام حزب الحرية والعدالة بتقديم بلاغات إلى وزارة الداخلية طلباً للحماية بالإضافة لتعيين عدد من أعضاء الحزب وكوادره من أجل حماية هذه المقرات من غضب المواطنين .
فضلاً عن قيام بعض مهندسي التنظيم والمواطنين بتقديم بلاغات ضد المقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة بالمقطم الذى أخترق القانون حيث قام الحزب بالبناء والتعديلات بالمقر الرئيسي للحزب بالمخالفة لقانون البناء مما أغضب المواطنين ضد هذه التصرفات الشاذة وذاد الغضب ضد القلعة الحصينة للإخوان بالمقطم .
فأرسلوا العديد من البلاغات والشكاوي ضد القائمين على المقر الرئيسي لمخالفته القانون وبالرغم من رفضنا لأعمال العنف أو الاعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة رفضا قاطعاً .
وضد حرق مقرات الأحزاب أي كانت إلا أنه لابد أن نطرح سؤالاً جوهرياً على حزب الحرية والعدالة وقياداته وهو لماذا تحول واتجه الغضب الشعبي والذي كان موجها فى ثورة 25 يناير ضد مقرات الحزب الوطني السابق فى المحافظات والمقر المركزي بالقاهرة وهذه المقرات التى القي المواطنون عليها النيران ونزعت لفتاتها وألقيت محتوياتها فى الشوارع ..
إذا لماذا كل هذا الغضب من الشباب و المواطنين وتحويله إلى مقرات حزب الحرية والعدالة ؟
فإذا كانت غضبه المواطنين ضد مقرات الحزب الوطني السابق تمت بعد 30 عاماً فلماذا يتم الغضب الآن وإلقاء النيران وإحراق مقرات حزب الحرية والعدالة الآن وبعد أقل من عام ونصف علي إنشاء حزب الحرية و العدالة .
ولعلنا فى ذات السياق نفهم أن اقتحام وإضرام الحرائق فى مقرات الشرطة كانت بسبب كراهية المواطنين لما يحدث داخل هذه الأقسام من ضرب وأهانة وتعذيب للمواطنين وكانت المقرات تمثل رمزية للحكم كما كانت حرائق مقرات الحزب الوطني فى المحافظات وبالمقر المركزي بالقاهرة رمزية أيضاً بأعتبارها مقرات الحكم والتحكم والاستبداد وبسبب التحكم وسيطرة وهيمنه الحزب الوطني وسياساته المعادية للمواطنين .
فلماذا يتم الأن استهداف مقرات حزب الحرية والعدالة بالنيران والحرائق والرشق بالحجارة ؟
ولماذا هذا التحول فى المزاج الجماهيري ؟
وهل يرجع هذا التحول لنظام أخونة الدولة ونظام السيطرة والتكويش من قبل الحزب الحاكم الجديد ؟
هل يرجع هذا الغضب من مجموع الشباب فى المحافظات بسبب إداء نواب البرلمان الضعيف أو ضد هؤلاء النواب الذى اعترف الحزب بأبعادهم عن الترشيحات الجديدة لمجلس الشعب القادم لأنهم استفادوا من التعديات على أراضي الدولة ؟
أما أن الهجوم على مقرات حزب الحرية والعدالة كان بسبب احتكار قيادات الحزب فى توزيع بونات أنابيب البوتاجاز والعيش فى بعض المحافظات ؟
أم أن حزب الحرية والعدالة قد حصل بعض أعضاءه على فرص للعمل أو مزايا هنا او هناك أيضاً ؟
أم أن سبب الغضب بسبب تعالي الأخوان والحزب على المواطنين وعدم المشاركة فى تحسين ظروف الحياة . أم بسبب سياسات حزب الحرية والعدالة فى إشاعة مناخ التخوين والتكفير والترهيب أو تهميش الآخرين ؟ أن الأسئلة كثيرة والأسباب عميقة أيضاً .
أن حزب الحرية والعدالة وجماعة الأخوان المسلمين أصبحوا أمام المحك أمام الجماهيري وجهاً لوجه مع ارتفاع الوعي السياسي …
أن تراكم الغضب الشعبي ممكن أن يكون مرجع في الأساس سوء إدارة الأخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة في إدارة شئون البلاد ويمكن أن يكون عدم تنفيذ الوعود أو الإصلاح أو حتي نقص الخدمات الجماهيرية التي وعدوا بها أو يمكن أن يكون بسبب سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وعدم تحسين ظروف المواطنين ..
عموماً أن حرق مقرات الحرية والعدالة لا يمكن أن يكون بسبب نظرية التأمر أو بدفع المأجورين أو حتي بتأجير البلطجية كما يدعي بعض قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة .
أن حزب الحرية والعدالة وضع نفسه باعتباره الحزب الحاكم والمتحكم كما كان الحزب الوطني في السابق … ويستخدم نفس المنهج في القيود علي الإعلام واستخدام البلاغات للأمن ضد الخصوم واستخدام لغة التهديد والوعيد بل وضرب المختلفين معه فى الرأي والتعدي عليهم واستغلال فرض التوظيف والترشيح للمواقع والمناصب الوظيفية …
أن حريق مقرات الحزب الوطني السابق وأقسام الشرطة أثناء الثورة كان يرجع لأسباب ودوافع معروفة ليس بينها نظرية التأمر كما كان يبارك الإخوان إحراق مقرات الحزب الوطني السابق الحاكم والمتحكم ويرفض نظرية المؤامرة ويبقي الدرس الآن علي حزب الحرية والعدالة أن يعيد حساباته وطريقته وأساليبه في التعامل مع المواطنين والقوي السياسية والتيارات والأحزاب والقوي المدنية وعليه أن يستفاد من دروس الديمقراطية … قبل فوات الأوان