أود أن أهنئ الكنيسة القبطية والشعب المصري والعالم أجمع بانتخاب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية,أعانه الله علي تحمل ما اختارته له العناية الإلهية والروح القدس.
أود أن أهنئ الكنيسة القبطية والشعب المصري والعالم أجمع بانتخاب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية,أعانه الله علي تحمل ما اختارته له العناية الإلهية والروح القدس.
يوم الأحد الماضي 4 نوفمبر 2012 ( 25 بابة 1729) سيشهد له التاريخ بأنه يوم فخر للكنيسة القبطية.لقد تابعت الجموع في مصر والعالم مراسم القداس الإلهي ومراحل إجراء القرعة لاختيار البابا 118في احتفال مهيب خرج في صورة حضارية نالت تقدير وإعجاب كل من تابعه.
بعد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث حمل نيافة الأنبا باخوميوس المسئولية بتكليف من المجمع المقدس ليتولي مقاليد الأمور خلال الفترة الانتقالية وحتي انتخاب البابا.وبدأت المسيرة وتوالت الأحداث..كانت إدارته للاجتماعات التي شرفت بحضورها مثالا للانضباط والنظام والمناقشات الديموقراطية الحرة المنظمة.لم يحجب رأيا ولم يأخذ قرارا منفردا بفضل ما يتمتع به نيافته من الحكمة والثقة والحب والتواضع, مما كان له أكبر الأثر في العبور بهذه الفترة بسلام برغم ما احتوت من أحداث شملت تـشكيل لجنة الترشيحات ووضع معايير الاختيار للانتقاء والمفاضلة بين المرشحين وتشكيل لجنة قيد الناخبين ومتابعة أعمالها ثم تلقي الترشيحات وإدارة الحوار والتعامل مع الآراء المتضاربة التي واكبت كل هذا.كانت مبائه الرعوية الحنونة وإيمانه الشديد بالحوار وسماع وجهات النظر المختلفة , مع الصلاة المستمرة, واضعا وحدانية الكنيسة نصب عينيه – لها أكبر الأثر في امتصاص ما كان من شأنه أن يولد صراعا غير مرغوب فيه. وبدأت بعد ذلك مناقشات لجنة الترشيح…وبعد الصلاة ومناقشات واقتراعات سرية تم الاستقرار علي خمسة مرشحين من بين السبعة عشر مرشحا, وبدأت بعد ذلك الترتيبات النهائية لإجراء الانتخابات والتحضير لها وتشكيل لجنة الإشراف علي مسارها , والتي شرفت بعضويتها حيث تابع نيافة الأنبا باخوميوس جميع مراحل إجراءات الأنتخابات والاقتراع فرز الأصوات شارك فيها شخصيا وراقبها .وراجع علي جميع النصوص والأوراق والمحاضر النهائية المرسله لأجهزة للدولة.
رأس نيافة الأنبا باخوميوس قداس القرعة الهيكلية بمشاركة أعضاءالمجمع المقدس حيث وضحت قمة التنظيم والأداء المتحضر المتميز والشفافية في جميع المراحل والإجراءات التي أشاد بها الذين تابعوا الحدث .عبرت دقيقة الصمت التي منحها نيافته للحضور للصلاه والدعاء قبل إجراء القرعة مباشرة عن عمق المشاعر والحس المرهف لنيافته تعبيرا عن قدسية الحدث والتشبث بطلب مشيئة الله في الاختيار.
قدمت الكنيسة الأرثوزكسية نموذجا ومسلكا حضاريا يحتذي في الانتقال الأمثل للسلطة سواء خلال الفترة الانتقالية شديدة الحساسية والخصوصية أو خلال مراسم القداس الإلهي…وهنا لابد من التنويه بالمجهود المضني والتنظيم الرائع والحزم والانضباط لنيافه الأنبا بولا والذي كان لمواقفه الواضحة الحاسمة الصارمة أكبر الأثر في الحفاظ علي المركز الكنسي المرموق وإنجاح المشهد النهائي للانتخابات ولقداس القرعة الإلهية.
صاحب النيافة الأنبا باخوميوس… قدت المسيرة, وحافظت علي هدوء الأوضاع ووحدانية الكنيسة , وأدرت انتخابات متميزة في مظهر ديموقراطي رائع ,وقدمت صورة مضيئة متحضرة مشرفة ومشرقة.
فشكرا نيافة الأنبا باخوميوس…وتهنئة من القلب بمناسبة اليوبيل الذهبي لرهبنتكم التي تحل ذكراها اليوم والتي باركها الرب عبر خمسين عاما من التكريس والخدمة