قبول الاخر لم يحدث بعد
اعلن انه سوف يهاجر لو حكم الاخوان ….وهاقد هاجر للسماء
كاتب ذو أسلوب سلس وبسيط وعميق .مهندس للكلمة وصاحب تجربة فى السياسة والفكر .يمثل رحيله خسارة كبرى .لانه يمثل تيار العلمانيين المشاركين بقوة فى الحياة بالقلم والنضال .ومن كتاباته المتميزة هناك (نعم اقباط لكن مصريون ) والذى سرد فيه مواقف عديدة توكد على الدور الوطنى للاقباط فى مصر .ورفض ان يدخل الاقباط داخل اسوار الكنيسة ورفض ان يعبر البطريرك عن كل الاقباط سياسيا .ومن كتبه المهمة ايضا كتاب ( ذكريات سبتمبرية ) والذى ينتمى لأدب السجون حيث سجل فيه تجربة اعتقال الرئيس السادات له ضمن 1350 مصريا منهم البابا شنودة الثالث و8 اساقفة و24 كاهنا فى سبتمبر 1981.وكانت تجربة مؤلمة وموجعة لتقييد الحرية وقد نشر اجزاء من هذا الكتاب فى جريدة وطنى .
وهو الى جانب الذكريات يقدم تحليلا سياسيا رائعا لخلافات الرئيس السادات ومواقفه مع الكنيسة والاقباط .وكان ميلاد حنا من اوائل المعترضين على الملاء من وصف السادات لنفسه بانه رئيس مسلم لدولة مسلمة .وفى كتابه الرائد ( الاعمدة السبعة للشخصية المصرية ) يؤكد ان مصركانت بوتقة للحضارات المتعاقبة عليها، وقد أثر ذلك على شخصية شعبها الفريدة التي جعلته متميزا عن سائر شعوب الأرض. فحضارة مصر مكونة من أربعة رقائق متفاوتة السمك على عكس الحضارة الصينية مثلا التي تتكون من رقيقة واحدة على مدى تاريخها فهي حضارة واحدة ودين واحد، أما حضارة مصر فهي تتكون من رقيقة فرعونية ورقيقة يونانية ورقيقة قبطية ورقيقة إسلامية، كما أن شعبها الآن بشقيه المسلم والقبطي شعب متماسك لا يعرف العرقيات التي تعرفها دول أخرى مثل لبنان مثلا، وذلك لأن شعبها المسلم هو سني المذهب ولا يوجد به طوائف شيعية أو درزية أو ما شابه ذلك، وكذلك شعبها القبطي. أما عن الأعمدة التي توثر في الشخصية المصرية فهي سبعة أعمدة أربعة أعمدة من التاريخ وثلاثة من الجغرافيا، فمن الناحية التاريخية لا بد أن تتأثر الشخصية المصرية بارقائف المتتالية من الحضارات التي عاصرتها مصر والتي تتثمل في الحقبة الفرعونية بمراحلها المختلفة وما تلاها من الحقبة اليونانية- الرومانية وهي متداخلة في المرحلة القبطية ثم الحقبة الإسلامية بمراحلها المختلفة كذلك.
أما من الناحية الجغرافية مصر لها انتماء عربي وانتماء لدول حوض البحر المتوسط وانتماء أفريقي وهو العمود السابع والأخير وهو انتماء المستقبل لمصر. فمصر كما يقول جمال حمدان ” فرعونية هي بالجد، ولكنها عربية بالأب” فهذا المزيج الفريد جعل من الشخصية المصرية شخصية فذة لها خصائصها التي تميزها عن سائر شعوب المعمورة.اما كتابه ( قبول الاخر ) فقد صك فيه هذا المصطلح الذى تحول الى مصطلح رائج فى الاعلام ليعبر عن الحل الوحيد للتعايش السلمى فى قبول المختلف معك سواء فى الدين او الفكر .وقد حصل الكتاب على جائزة سيمون بوليفار .الذى تدور حول تمثله الآن بميدان التحرير اشتباكات بين الثوار والامن .وكان رسالة الكتاب لم تصل بعد .يبقى ان الراحل الكريم كان قد أعلن أنه سوف يهاجر من مصر لو حكمها الاخوان .وهاهو يفعل فقد هاجر إلى السماء