الاعتداء على مبانى المسيحيين بات ظاهرة متكررة في غياب للقانون والدولة
تفاقمت الأوضاع داخل منطقة منطاى التابعة لمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في ظل إصرار السلفيين المتشددين على عدم ترك الأرض التي يشيد بها مبنى خدمات تابع لمطرانية شبرا الخيمة باسم العذراء والقديس ابانوب
تفاقمت الأوضاع داخل منطقة منطاى التابعة لمدنية شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في ظل إصرار السلفيين المتشددين على عدم ترك الأرض التي يشيد بها مبنى خدمات تابعة لمطرانية شبرا الخيمة باسم ” العذراء والقديس ابانوب ” عقب الهجوم على المبنى مساء أمس والاعتداء على العمال ووضع لافتة عليها كتب عليها ” مسجد الرحمة “، ورغم مناشدة الأنبا مرقس شبرا الخيمة للجهات المسئولة والرئاسة للتدخل إلا أن قوات الأمن لم تتدخل أو تلقى القبض على أي من المعتدين، وتحاول الكنيسة السيطرة على شبابها المتحمس لإستعادة أرض الكنيسة تخوفا من اندلاع اشتباكات قد تؤدى لكارثة وضحايا بشرية.
القس فلوباتير المسئول عن مبنى الخدمات والتابع لكنيسة مارمينا وابوسفين بمنطاى روى لنا وقائع الأحداث في الحوار الذي اجرته معه “وطني” :
بداية قال القس فلوباتير أن هذه المنطقة التي يشيد بها مبنى الخدمات والتابعة لمنطقة منطاى يقطن بها 20 ألف مسيحي وتم التقدم للجهات الرسمية للحصول على ترخيص بإقامة مبنى خدمات على مساحة 400 متر في موقع الحدث الذي تم مهاجمته أمس، وبالفعل وافقت الجهات الرسمية على مبنى للخدمات منذ عامين وحصلنا على رخصة البناء.
وأضاف القس فلوباتير في حواره: أنه نظرا لظروف الأوضاع في البلاد وتزايد الهجمات من قبل السلفيين على مبانى الأقباط بحجة أنهم يشرعون في بناء كنيسة، فتم اقتراح أن يتولى احد المواطنين المسيحيين عملية البناء، دون تدخل الكنيسة حتى يتم تشييد المبنى في هدوء باعتبار أنه مواطن يشرع في بناء منزل، وعندما تم شرع المواطن المسيحى في حفر الأرض ووضع الأساسات جاء السلفيون وقاموا بتهديده إذا ما كان يقوم ببناء كنيسة فقال لهم ” انه منزلى ” ولكن عندما ظهرت أعمدة المبنى بالدور الأول كبيرة، تبدو غريبة على سكان المنطقة في هذه المنطقة العشوائية فتجمع السلفيين أمس وقاموا بعقد اجتماع وبدأت عملية الحشد وقاموا بمهاجمة المبنى والاعتداء على الشخص المسيحى والعمال.
وتابع القس قائلا: وأثناء قيام الشخص بتحرير محضر في قسم شرطة شبرا الخيمة دخل السلفيين أرض المبنى التي مازالت دون جدران وقاموا بسرقة مواد البناء من أعمدة وطوب ومواد ومعدات بناء وكتبوا لافته باسم ” مسجد الرحمة” وتم وضعها على احد الاعمدة التي شيدت، ثم جلسوا في أرض المبنى وهم يحملون الأسلحة المختلفة والشؤم.
واستطرد القس فلوباتير أنه أجرى اتصالا بالأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة الذي رأي أنه يجب مخاطبة الجهات الرسمية بشكل قانونى بمسمى المبنى الرسمى طالما أن الأمر وصل إلى حدة الصدام والاعتداء عليه بعد أن كانت الكنيسة تسعى للعمل في هدوء، لاسيما أن الإعلان من البداية انه مبنى خدمات كان سيؤدى إلى صدمات مبكرة وسينتج عنه إيقاف العمل وربما لن تتمكن الكنيسة من بناء المبنى نهائيا مثل ما حدث مع ارض مبنى الخدمات التابع للمطرانية في قرية ميت نما المواجهة لمنطاى والحاصلة على تراخيص منذ عام 2002 وحتى الأن لم تتمكن الكنيسة من إقامة المبنى بعد التعدى على الأرض ثلاثة مرات من قبل في كل مرة تحاول الكنيسة الشروع في تنفيذ قرار الترخيص بالبناء، وهذا مسلسل يتكرر في الكثير من حالات تسعى الكنيسة لبناء أو تجديد كنيسة أو مبنى خدمات.
وأوضح القس فلوباتير أن الاعتداء المستمر على مبانى المسيحيين يؤكد أن هناك أزمة في الدولة تتعلق بغياب القانون في تطبيقه على الخارجين وما يثير أنه حتى الأن لا تتواجد قوات أمن أمام المبنى وأن المعتدين مازالوا أمام المبنى ومازالت اللافته معلقة على المبنى باسم “مسجد الرحمة” رغم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم ” 4380 لسنه 2012 ادارى مركز قليوب” ، ولم تنتقل النيابة للمعاينة، ولم يحدث أى تحرك لإحتواء الأوضاع ، وأن الكنيسة قامت بمنع أى مسيحي الذهاب للمنطقة حتى لا يحدث احتكاك يؤدى إلى أزمات ويعيد السيناريو المعتاد بأنه يتم القبض على مجموعه من الطرفين وتبدأ عملية المساومات على المبنى.
وقال القس فلوباتير أن المبنى المرخص بستة أدوار حاصل على كافة اجراءاته القانونية وأن تكرار مهاجمة المتشددين للمسيحيين بحجة البحث في خلفية المبنى ورخصه أمر يؤكد أن الدولة فقدت هيبتها، وأن خروج المتشددين ومداهمة ممتلكات المسيحيين أمر يدعو إلى ضرورة تدخل حاسم لوقف هذه الأوضاع التي تنتقل من موقع إلى أخر في ظل غياب العدالة في القبض على المعتدين وتقديمهم للمحاكمات، وتابع أن البعض دعا الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة إلى جلسة عرفية، وهذا ما رفضته الكنيسة لأنها صاحبة حق ولا يجب أن تجلس في جلسة للمفاوضات لأنه لا يوجد شىء يتم التفاوض عليه في ظل اتخاذ المطرانية لكافة الاجراءات القانونية، سواء في الترخيص أو بعد الهجوم على المبنى الذي تم نهب وسرقة كافة مواد البناء دون أى تحقيق يذكر. مشيرا أن وزير الداخلية كان على علم بالأحداث قبل اتصال الكنيسة كما تم ارسال استغاثة لمؤسسة الرئاسة للتدخل، ولكن مازال الأمر كما هو يقف المتشددين وكأنهم يمتلكون الأرض.
وعندما ذهب احد لسؤالهم حول التعدى على أرض الكنيسة قالوا ليست أرض كنيسة ولكن ملك مواطن مسيحي وتساءل الكاهن إذا لم تكن هذه أرض كنيسة فهل يحق لهم التعدى على أراضى المواطنين وتساءل أين الدولة مما يتعرض له المسيحيين ومتى سيتم تطبيق القانون على الخارجين.
وختم القس فلوباتير أنهم في انتظار لتدخل رسمى لاحتواء الأوضاع حتى لا تتفاقم ويصل الأمر إلى حدة مهاجمة المسيحيين وحمل مؤسسات الدولة المسئولية في حماية أرض المبنى وأرواح المسيحيين، وضرورة إعادة وتفعيل وتطبيق القانون وسرعة اتخاذ قرار باستكمال أعمال البناء، وابدى تخوفه من وقف اعمال البناء لدواعى أمنية كما يحدث مع عشرات مبانى تابعة للكنائس في محافظات مصر.
من جانب أخر قال منتسب زكا مريد محامى الكنيسة بشبرا الخيمة أنه فوجىء أمس باتصال المسيحى المسئول عن بناء مبنى الخدمات يخبره بهجوم المتشددين على أرض المبنى وتعليق لافته “مسجد الرحمة”، وتم اجراء اتصالات أمنية التي تحركت بسيارة واحدة فجرا وتم اخراج السلفيين الذين عادوا في الصباح إلى أرض المبنى دون ردعهم من قوات الأمن أو تطبيق القانون، وابدى دهشته من غياب دولة القانون تجاه ما يتعرض له المسيحيين الذين اصبحت أوضاعهم اسوأ مما كانوا عليه قبل الثورة في ظل الهجوم المستمر عليهم وعلى كنائسهم واستخدام الدولة لسياسات النظام القديم في عقد جلسات الصلح العرفية وتغليب الجانى على المجنى عليه ويترتب عليه ظلم واضح للطرف المسيحى.
والجدير بالذكر أن تكرار الأحداث في مهاجمة مبانى تابعة للكنيسة أو منازل مسيحية أمر بات يتكرر كثيرا ولا يتم محاسبة أى من المعتدين وكان الاسبوع الماضي تم مهاجمة كنيسة بقرية عزبة ماركو طلا ببنى سويف من قبل متشددين وتم منع المسيحيين من خارج القرية الصلاة بها لحين اثبات تراخيص الكنيسة ، وفى عام 2007 تم مهاجمة سور لارض كنيسة انجيلية بقرية الروضه بالفيوم وعقدت جلسة عرفية بقسم شرطة طامية وتعهد المحافظ ببناء السور وحتى الآن لم يتم البناء ، كما لم تنفذ ابراشية شبرا الخيمة قرار ترخيص لارض ميت نما الحاصلة علية في عام 2002 ، كما تم وقف اعمال بناء كنيسة ابوشوشه في قنا الحاصلة على ترخيص احلال وتجديد ، كما تم مهاجمة كنيسة بالشرقية أثناء حصولها على ترخيص لبناء سور خارجى وتم وقف اعمال البناء .