أحس الأقباط بيد الله وبعنايته وبرعايته وبإرشاده في اختيار البطريرك الجديد, وكان حفل التجليس رائعا وجميلا ومعبرا عن روحانية وعظمة الكنيسة القبطية العريقة.. لكن ظلت هناك همهمات بين الأقباط حول حضور الرئيس محمد مرسي للحفل
أحس الأقباط بيد الله وبعنايته وبرعايته وبإرشاده في اختيار البطريرك الجديد, وكان حفل التجليس رائعا وجميلا ومعبرا عن روحانية وعظمة الكنيسة القبطية العريقة.. لكن ظلت هناك همهمات بين الأقباط حول حضور الرئيس محمد مرسي للحفل بالرغم من إيفاده السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيس الديوان لينوب عنه.
بهذه المناسبة دعونا نستعرض بعضا من تاريخ العلاقة التي ربطت بابا الكنيسة بالرؤساء السابقين. آخر هؤلاء السابقين كان الرئيس محمد حسني مبارك ,وهو لم يعاصر اختيار البابا شنودة ومن ثم لم يكن هناك حفل تجليس لبطريرك في عهده, وكان الرئيس مبارك شخصا متعنتا عنيدا جدا في علاقته بالكنيسة زارها مرة واحدة فقط لحضور جنازة الأستاذ فكري مكرم عبيد, كما أن لقاء قداسة البابا شنودة معه لم يتم إلا عام 1995 بعد محاولة الاعتداء عليه في أديس أبابا ,وفي عام 1996 قابله قداسة البابا شنودة مرة أخري مقابلة قصيرة جدا في استراحة شط العرب بالأسكندرية, والمقابلة الأخيرة كانت عقب احداث كنيسة القديسين في الأسكندرية عام .2011
سلفه الرئيس السادات هو الذي تمت في عهده مراسيم تجليس قداسة البابا شنودة, وفي عهده توترت العلاقة جدا مع قداسة البابا الراحل وحدث ما حدث. في 31 اكتوبر 1971 تمت القرعة الهيكلية وكان الأنبا شنودة وقتها في الدير ولما وقع الاختيار الإلهي عليه سعي الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بمبادرة منه للرئيس السادات بدعوة البابا الجديد للتعرف عليه وعلي أفكاره ومصر وقتها كانت تخطط لحرب التحرير, وبالفعل ترك البابا شنودة الدير ومعه وفد من المجمع المقدس وجاء لزيارة الرئيس السادات في منزله بالجيزة ,وكانت زيارة ودية وليست بروتوكولية , وتحدث السادات وقتها عن أمجاد الكنيسة القبطية ورغبته أن تعود الكنيسة القبطية لأمجادها. وقد رد السادات الزيارة وقام بزيارة خاصة للكاتدرائية في نهاية عام 1971 لتهنئة البابا شنودة في مقره باختياره لهذا المنصب الكنسي المرموق.
وجاءت حادثة الخانكة يوم 6 نوفمبر 1972 وما حدث من تداعياتها علي العلاقة بين الرئاسة والكاتدرائية فقام السادات بزيارة أخري للمقر البابوي في أواخر عام 1972 واستقبله قداسة البابا شنودة بحفاوة شديدة وصلي السادات داخل الكاتدرائية وعاد مغتبطا وقال للبابا إن عبد الناصر كان يعطي للبابا كيرلس تصريح 25 كنيسة وأنا سأعطيك 50 كنيسة.
ماذا عن علاقة الرئيس عبد الناصر بقداسة البابا كيرلس؟
كانت في غاية الود والبساطة وزار الرئيس عبد الناصر قداسة البابا كيرلس وساهمت الدولة في بناء الكاتدرائية بالعباسية وأيضا حضر الرئيس عبد الناصر حفل وضع حجر الأساس في 24 يوليو 1965 وحفل الافتتاح في 25 يونية 1968, وزار قداسة البابا كيرلس الرئيس عبد الناصر في منزله بمنشية البكري عدة مرات, وكانت العلاقة لا تخضع لبروتوكولات بقدر خضوعها للمحبة والاحترام والتقدير من طرفي العلاقة. وكما ذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ##كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة , وكان بينهما إعجاب متبادل , وكان معروفا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء , وكان كيرلس حريصا علي تجنب المشاكل , وقد إستفاد كثيرا من علاقته الخاصة بعبد الناصر في حل مشاكل عديدة .. ##
أيضا زار الرئيس محمد نجيب الكاتدرائية وكان أكثر ودا من الجميع حيث زارها لتهنئة الأنبا يوساب بالعيد ولم يسعفه الزمن لتعميق هذه العلاقة حيث تم الاطاحة به.
إننا ندرك أن السماء ارسلت الينا هدية غالية في شخص البابا تواضروس الثاني, وبنعمة الرب سوف نقف وراءه بكل الحب والبنوة كلا منا في تخصصه لنعمل معا علي رفعة ونهضة الكنيسة والشعب القبطي.