دير البراموس: خرج منه 6 من الاباء البطاركة
دير الانبا بيشوى: شهد 4 مرات عمل الميرون المقدس
دير مارمينا: أسسه البابا كيرلس .. “رجل الصلاة”
لاشك أن الوقت بدأ يمر سريعاً و نحن فى أشتياق لمعرفة مشيئة السماء.. جميع الكنائس تفتح أبوابها للصلاة و كل الاقباط داخل بيوتهم يدعون: يارب أختار لنا حسب ارادتك الصالح.. فالاباء الثلاث جميعهم لهم تاريخ طويل داخل كنيستنا القبطية، و لكن الكتاب يقول لنا: القرعة تبطل الخصومات و تفصل بين الاقوياء أمثال 18:18 و هذا ما نؤمن و نسلم به، مطمئنين من اختيار الرب للراعى الصالح الذى يقود كنيسته بأمانه و بر… و نحن فى انتظار اعلان السماء عن خليفة مارمرقس الرسول البابا الـ 118، يصطحبكم “موقع وطنى” بجولة إلى الاديرة التى عاش بداخلها كل من الاباء الثلاث فى نسك و عبادة ساهرين دائماً فى قلاياتهم للصلاة و التسبحة من أجل خلاص البشرية و لم يكن فى ذهنهم و تفكيرهم أطلاقاً للحظة واحدة ان يكون أسمه “بابا للاسكندرية و بطريرك للكرازةالمرقسية”…
**الانبا رافائيل و دير البراموس:
نيافة الانبا رافائيل بعد تخرجه في كلية الطب عام 1982، التحق بالكلية الاكليريكية و تخرج عام 1984 بعدها شعر نيافته ان الرب يعد له طريقاً اخر و هو للبتولية فذهب إلى دير السيدة العذراء البراموس فى أغسطس 1987، و تحققت رغبته فى الرهبنه فرسم باسم الراهب يسطس البراموسى فى 28 فبراير 1990، ثم نال الكهنوت فى 18 مايو 1995، عمل طوال فترته بالدير على خدمة العيادة وزوار دير البراموس، و خرج من الدير لخدمة الاسقفية فى 15 يونيو 1997 و ذلك بترشيح من نيافة الانبا موسى أسقف الشباب و قد كلفه قداسة البابا شنودة بشئون كنائس وسط القاهرة بالاضافة الى معاونة الانبا موسى بالامور الخاصة بالشباب.. و لكن رغم ان المسؤليات كانت عديد على نيافته الا ان الدير لم يخرج من قلبه لحظة واحدة وسط العالم، و كلما كان يجد نفسه فى حاجة الى العودة لجلوس مع الله فكان سرعنا ما يذهب.. و يرجع تسمية دير السيدة العذراء بوادى النطرون الذى ترهبن به نيافة الانبا رافائيل إلى مكسيموس ودوماديوس الرومانيين وهم من آباء القرن الرابع الميلادى. و كلمة البراموس تعنى الذى للروم وهى كلمة يونانية نسبة إلى الأميرين الأخوين مكسيموس ودوماديوس أبنا ملك الروم الذين ترهبنا في الدير.
يقع هذا الدير غرب ملاحات وادى النطرون في بقعة أشتهرت في الأزمنة القديمة باسم نتريا. وبالدير خمس كنائس أثرية – وهو ملئ بالأيقونات الأثرية ذات الطابع الفنى الفريد. يمثل القسم القديم الحصن أربعة كنائس بالإضافة إلى بعض المخازن اما القسم الثانى الحديث نسبياً فهو يضم كنيسة يوحنا المعمدان وقصر الضيافة الجديد ومكتبة ومخبز بالإضافة إلى مدفن الرهبان.
أما عن مكتبة الدير فيها ألاف الكتب ما بين مخطوط ومطبوع وبعدة لغات من بينها العربية و القبطية واليونانية والحبشية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والتركية. و قد اختار القديس مكاريوس المكان المعروف الآن بدير البراموس، وحفر لنفسه مغارة وبدأ يتعبد بنسك كثير. وسرعان ما ذاع صيته واجتمع حوله عديد من المريدين الذين أحبوه حباً جماً بسبب أبوته وحكمته والنعمة التي كانت عليه. مكث القديس أنبا مقارفي هذا المكان ما يقرب من عشرين سنة حتى اكتمل دير البراموس واكتظ بالمتوحدين الذين كانوا يعيشون في مغائر حول الكنيسة الرئيسية، إذ لم يكن هناك أسوار بعد.
و إذ أعلنت السماء عن الانبا رافائيل بطريركاً فسوف يكون البابا السابع من هذا الدير العريق حيث تخرج منه ست بابوات من قبل أشهرهم قداسة البابا كيرلس السادس البابا الـ 116
** الانبا تاوضروس و دير الانبا بيشوى:
حصل الأنبا تواضروس على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975 وبكالوريوس الكلية الإكيريلكية، وحصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985 وعمل مديرا لمصنع أدوية دمنهور التابع لوزارة الصحة، و لكن برغم ما وصل اليه بحياته العملية ان السماء دعته لحياة النسك و الصلاة فترهبن فى 31 يوليو عام 1988 بدير الأنبا بيشوى،
ثم رسم قسا فى 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل نيافته من الدير للخدمة بالبحيرة مع نيافة الانبا باخوميوس المطران و قائمقام البابا حالياً فى 15 فبراير 1990حتى نال درجة الأسقف فى 15 يونيو 1997، و طوال هذه الفترة تتلمذ نيافته على يد الانبا باخوميوس شيخ مطارنة الكنيسة و الاستاذ بعلم الادارة… و فى جولة بدير الانبا بيشوى الذى عاش به نيافة الانبا تاوضروس راهباً نجد ان تاريخ الدير يرجع الى أواخر القرن الرابع الميلادي فتأسس الدير تحت قيادة القديس الأنبا بيشوي كتجمع رهباني ويشمل كنيسة الأنبا بيشوي وقلالي الرهبان وبئر مياة بدون أسوار .و في أواخر القرن الخامس الميلادي تم بناء الحصن لحماية الرهبان من غارات البربر التى كانت تأتي من غرب مصر، و بالقرن التاسع الميلادي أقيمت الأسوار الحالية للدير علي مساحة حوالي 3 أفدن، في القرن الرابع عشر الميلادي قام البابا بنيامين الثاني البطريرك 82 الذي كان علي السدة البطريركية ما بين 1327 – 1339 م بعمل ترميمات واسعة للدير بسبب النمل الأبيض الذي عرض سقف الكنيسة للانهيار .
و عن كنوز الدير تتمثل في أجساد القديسين الموجودة حيث يوجد جسد القديس العظيم الأنبا ييشوي والأنبا بولا الطموهى في أنبوبة واحدة في المقصورة بالخورس الأول .كما يوجد جسد البابا بنيامين الثاني في نهاية الخورس الثالث من الجهة القبلية .
أما عن كنائس الدير فيوجد في الدير كنيسة الأنبا بيشوي ، وكنيسة الشهيد ابسخيرون القليني ، وكنيسة الأنبا بنيامينا البابا 52 من الجهة البحريه من كنيسة الأنبا بيشوي ، وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس من الجهة الغربية القبلية .
كما توجد المائدة القديمة غرب الكنيسة ، وبئر الشهداء أمام الكنيسة من الناحية البحريه وهي التي غسل فيها البربر سيوفهم بعد أن قتلوا 49 من الأباء الرهبان القديسين في دير القديس مكاريوس الكبير أثناء غارتهم الثالثة علي البريه سنة 444 م , وتذكار إستشهادهم 26 طوبة . ويوجد أيضا الحصن الذي بني في أواخر القرن الخامس الميلادي أثناء حكم الإمبراطور زينون ويتكون من ثلاثة طوابق ويتوسط الدير حديقة واسعة يحيطها عدة مباني .
وقد تعهد قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث عمران دير القديس الأنبا بيشوى فرسم له نيافة الأنبا صرابامون أسقفا ورئيسا للدير سنة 1975م ، وأسس مقراًبابويا في الدير يقضي فيه بضعة أيام أسبوعباً تقريباً، وبفضل صلواتهما وعملهما الدائم زاد عدد الرهبان ، كما حدثت أهتم بالتعمير والإنشاءات من قلالي “مساكن” للرهبان ، ومكتبة ضخمة للإطلاع ، وحفر الأبار وعمل الصهاريج لمياة الشرب ، والإهتمام بالزراعة وتربية الماشية ، وإنشاء مساكن للعمال وتوفير الرعاية الروحية والصحية لهم ، وعمل عيادات وصيدلية وقصر بمنارة شاهقة ومضايف وبيوت خلوة للضيوف .
كما تم بناء كاتدرائية كبيرة بالدير ومما يذكر أنه تم إعداد وعمل طبخ وزيت الميرون أربع مرات في الدير عام 1981 ، 1987 ، 1990، 1995 . لكي يوزع علي الكنائس بمصر والخارج.
** القمص افامينا و دير مارمينا:
القمص رافائيل افامينا حاصل على ليسانس الحقوق بجامعة عين شمس سنة 1964، وقد تمت رهبنته فى دير مارمينا فى 7 أغسطس 1969، ورُسم قساً فى اليوم التالى مباشرة، وخدم بمقـر الدير والطاحونة بالقاهرة فى الفترة من 1986م إلى 1994، وسيم قمصاً فى 2001… قصة دير مارمينا فى قلب و ذهن هذا الراهب و كأنه بيته الذى قاوم و كافح حتى رأه حيث ان القمص رافائيل من الاباء الاولين بالدير و عمل سكرتيراً و تتلمذ على يد البابا كيرلس السادس.. و عن تاريخ ديره…
كان قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 وهو بعد راهب بِاسم القمص مينا المتوحد يتطلع إلى إعادة تعمير منطقة القديس مينا بمريوط، وأن يقيم بها، لذا قام بعدة محاولات، ولكن لم يتمكن من تحقيق هذه الرغبة إلا بعد أن تولى البطريركية.
البداية كانت عام 1937 قداسته أرسل للأستاذ/ محروس مرجان المحامى وعضو مجلس إدارة جمعية الكتاب المقدس، على إثر نشره لمقال عن المنطقة الأثرية، يعلمه برغبته في أن تتوسط الجمعية لدى الأب البطريرك ليسمح له بتعمير هذا الدير، دون انتظار أي مساعدة من البطريركية سوى الحصول على التصريح . وقام وفد من الجمعية بمقابلة قداسة البابا إلا أنه لم يوافق على طلبه وهذا الرفض الذي بعده أصبح الأمر مستبعداً، لم يثنيه عن رغبته، فلم يغض النظر عن هذه الأمنية:
ففي عام 1943 سافر إلى الإسكندرية وقابل المرحوم الأستاذ/ بانوب حبشي رئيس جمعية مارمينا بالإسكندرية. في ذلك الوقت ـ وهو من علماء الآثار ـ وعرض عليه فكرة السكن بدير مارمينا ( أي بين الأطلال الأثرية ) وإقامة الشعائر الدينية ، ففرح جداً بذلك ، وقد بذل جهده للحصول على تصريح مصلحة الآثار ، ولكن هذه المساعي لم تصب نجاحاً.
وأول خبر نُشِرَ عن مجهودات الراهب مينا المتوحد هذه ورد ضمن مقال نشر في مجلة صهيون عام 1943م في العدد السابع، جاء فيه:
وفى هذه الأيام قام أحد الرهبان وسعى باجتهاد في الحصول على تصريح من مصلحة الآثار ليسكن بالدير المذكور، فتحصل على خطاب من سعادة مرقس باشا سميكه، مدير المتحف القبطي لمدير الآثار، وأخيراً توجَّه إلى الإسكندرية، وبمساعدة حضرة الفاضل القبطي الغيور بانوب أفندي حبشي مفتش الآثار بالإسكندرية، وقدَّم طلباً لمدير الآثار بالإسكندرية، فوافق على تحويل الأوراق للمدير العام بمصر للموافقة، ونحن نتوسل إلى الله أن يساعد ويتم تجديد هذا الدير فالواجب يحتم على أبناء الطائفة القبطية الأرثوذكسية بأن يهتموا بهذا الدير.
ومما سجَّله في رسالة له عام 1946 يُظهر أنه مازال مهتماً بالأمر، يقول:
طالبين منه أي من اللَّه المساعدة والمعونة وأن يعطينا دير مارمينا بمريوط لكي نبتدئ في عمارته، ونرفع القرابين هناك .
وفى رسالة لشقيقه عام 1950 م يقول:
الأمل مقابلة يوسف سكرتير غبطة البطريرك، وتهديه سلامي وصالح الدعوات وتسأله ماذا تم في دير مارمينا.
وفى مارس 1958 م في رسالة كتبها بعد سماعه عن اهتمام البطريركية بالموضوع، يقول:
أبشركم ببشرى مفرحة لكم … قد عرفني اليوم الأستاذ عوض اللَّه إبراهيم عضو المجلس الملِّي العام وكذا الأستاذ يوسف جرجس سكرتير البطركخانة، أنه تقرر ترميم هيكل الكنيسة الموجود بدير مارمينا بمريوط ….
ويقول أيضاً:
أنت تعلم ما هو اشتياقي ورغبتي من عشرين سنة تقريباً في تعمير دير مارمينا بمريوط “، ثم يضيف: ” أنا منتظر بفارغ الصبر الرد علينا حالاً، وتجدني مسروراً جداً “.
وفى رسالة لقداسته بتاريخ 23 / 6 / 1958م يقول:
أما بخصوص مارمينا، فهو دائماً يلح في عمارة الدير بمريوط .
وهيَ عبارة تكشف أن الدافع وراء هذه الرغبة هو أن مارمينا شخصياً يلح في عمارة الدير بمريوط.
أي أنها لم تكن فكرة استهوته، ولا نزعة مغرضة توجهه، بل هيَ كطلب بل إلحاح القديس، و بالتالي هيَ إرادة إلهية.
في يوم الأحد 10 مايو 1959م تمَّت سيامة الراهب القمص مينا المتوحد البراموسي بابا وبطريرك الكرازة المرقسية بِاسم قداسة البابا كيرلس السادس وهو البطريرك الـ 116 .