تعددت ظاهرة العنف داخل المدارس من ضرب و تعذيب ابنائنا و لعل ما حدث مؤخرا من واقعة قيام مدرس بجلد طالبا فى المرحلة الاعدادية ب ” كابل ” كهرباء بالاسكندرية , و والد تلميذة بالاقصر يتهم معلمة بكسر اصبع ابنته
تعددت ظاهرة العنف داخل المدارس من ضرب و تعذيب ابنائنا و لعل ما حدث مؤخرا من واقعة قيام مدرس بجلد طالبا فى المرحلة الاعدادية ب ” كابل ” كهرباء بالاسكندرية , و والد تلميذة بالاقصر يتهم معلمة بكسر اصبع ابنته لعدم كتابتها الواجب و اخرى قامت بقص شعر تلميذتها و غيرها من النماذج كخير دليل على ما آلت اليه مدارسنا من اتباع اساليب غير تربوية فى معاملة ابنائنا باهانتم عمدا لخلق كيانات مشوهه نفسيا غير قادرة على التفاعل مع مجتمعها بالصورة الصحيحة فيما بعد عند احتكاكها بالواقع لنحطم ابنائنا بايدينا و هم فى مقتبل العمر لا ذنب لهم بظروف مدرس يفرغ فيه طاقاته المكبوته لينال منه ما لا يحمد عقباه .
ترى ما اسباب تزايد حالات العنف داخل مدارسنا ؟ و من يعوض ابنائنا ثمن عودتهم لمنازلهم و على جبينهم آثار الاعياء و بدموع لم تنقطع و صوت لم يستطع الكلام ؟
يقول د . كمال مغيث – الخبير التربوى بمعهد البحوث التربوية تزايد حالات العنف داخل المدارس ترجع لعوامل عدة اولها اسباب اجتماعية ثقافية عامة بكوننا مجتمع تكوينه العنف قائم على القهر يسلم الى حد كبير ان الاكبر سنا له الحق فى معاقبة الاصغر كما يحق للحاكم معاقبة المحكومين ايضا الحال الزوج مع زوجته والولد يضرب البنت و من هنا فنحن نعيش دلخل مجتمع ارضيته العامة القهر و الضرب . ثانيا عدم اعداد المعلمين تربويا و نفسيا بما يتناسب مع ابنائنا و معرفة طبيعة المرحلة التى يتعاملون معها بكونهم ابناء ” اشقياء ” لديهم طاقات يمكن استثمارها و توظيفها التوظيف السليم بدلا من اللجوء للعنف و الضرب كوسيلة سهلة لمعاقبة الطلاب بمجرد وقوف المعلم موقف العاجز عن التعامل مع موقف ما من باب الحزم و ضبط الحصة بشدة لهيبته امام الطلبة . بالاضافة بان المعلم ليس لديه من الوقت ما يجعله يتحدث مع الطالب لادراكه خطأ ما فعله وقت الشرح أو مع زملائه من باب توجيهه خاصة و ان المدرسة مكان للتربية قبل التعليم و لكن للاسف يستسهل المدرس بمعاقبة البعض باللطم على الوجه و اللجوء للضرب لتصوره ان شخصيته ستهاب بين الطلبة . و هذا بالتأكيد فهم خاطىء لدى الكثيرين يقع فيه المعلمين غافلين بان الود و المحبة و مصاحبة الابناء اوقع و اسهل طريق للتواصل و التفاعل داخل الفصل و خارجه فغرس قيم تربوية فى نفوس ابنائنا خاصة و ان تعاملنا مع الطالب بعنف اليوم بالطبع سنخلق منه كيان مشوة نفسيا عنيف عدوانى تجاه الاخرين فى المستقبل نتيجة لما تربى عليه . و تساءل د . مغيث هل نرغب فى كيانات متوازنة للمجتمع أم كيانات مشوهه تميل للعدوان لما يحيطها ؟
كما استطرد د . مغيث حديثه ان من اسباب تزايد حالات العنف داخل المدارس عدم رضى المعلمين عن رواتبهم لتتجمع لديه حالة من السخط و بالطبع لم يجد حوله ليفرغ تلك الشحنات سوى تلاميذه فى ظل عدم معاقبة هؤلاء المعلمين الذين يتجاوزون قواعد معاقبة التلاميذ ؟ فالى الان لم يكن هناك رادع حقيقى لوقف تلك الممارسات سوى عقوبات ادارية و ليكن خصم 3 أيام من راتبه أو وقفه عن العمل لاسبوع ليعود لعمله بعد ذلك و كأن شيئا لم يكن ليعاود انتهاج تلك الممارسات من جديد .
و بسؤاله حول كيفية اتخاذ الاجراء اللازم حيال المعلم المتجاوز عن معاقبة التلميذ قال د . مغيث ان على الوزارة التأكيد على سلامة طلابها نفسيا و جسمانيا من خلال اهتمامها بتحويل المعام المتجاوز للنيابة للتحقيق معه و ابعاده عن التدريس نهائيا لسلامة الطلبة اولا و ضبط منظومة التعليم ايضا ليصبح عبرة لكل من تسول له نفسه فى ارتكاب جوما فى حق الطالب و ذلك اسوة لما تتخذه الوزارة من اجراءات تحويل طالب للنيابة اذا ما تعدى على استاذه تطبيقا لنفس معيار العدالة داخل العملية التعليمية .