رفع الشباب الأبرياء المشاركون فى ثورة 25 يناير شعار (حرية). وأظن أن الشعار كان يدعو الحرية للجميع. ولكن عندما سقطت ثمرة مصر فى جلباب التيار الإسلامى اصبحت الحرية مكفولة الأن على هذا التيار وتفسيراته المتعددة للأمور
رفع الشباب الأبرياء المشاركون فى ثورة 25 يناير شعار ( حرية ). وأظن أن الشعار كان يدعو الحرية للجميع . ولكن عندما سقطت ثمرة مصر فى جلباب التيار الإسلامى اصبحت الحرية مكفولة الأن على هذا التيار وتفسيراته المتعددة للأمور. فى حين أصبح من يعارضه موصوم بعار الفلولية حتى لو كان قد شارك فى المظاهرات او اللجان الشعبية، حتى ولو قدم ابنائه شهداء فى سبيل الثورة. ولعنة هذا المصطلح المشئوم اصبحت تطارد الكثيرين من الشجعان مادموا يختلفون مع السلفيين والاخوان.
وكان الأجدى أن يفصل القانون بين فسدة النظام السابق وبين الذين لهم آراء ايجابية، حتى لو اختلفنا معهه فالحرية فى الفكر والتعبير مفترض أنها مكفولة للجميع. وأقول أن القانون هو الفيصل حتى لايعمم استخدام لفظ الفلول بصورة سيئة، فليس كل اعضاء الحزب الوطنى مجرمون أو أثمة. وليس كل المدافعون عن النظام السابق خونة للوطن وكفرة. كما يحاول المنافقون الجدد للعهد الحالى أن يصورون الأمر.
وفى اطار إعطاء حرية التعبير للجميع علينا ان نستمع لأراء من هم ضد الثورة فهم مواطنون مصريون – غصب عن من يحتكرون الوطنية وحدهم. كما ان عددهم ضخم يتجاوز المعبرون عنه نحو 12 مليون مصرى – ومنهم من يفسر الثورة المصرية بل ثورات الربيع العربى ككل نتيجة لمؤامرة أمريكية بدء التحرك في تنفيذها عقب أحداث 11 ستمبر حيث اتخذ التدخل الأمريكى طريقان:
الأول هو الحرب المباشرة للتغيير (كما فى العراق وافغانستان) والثاني هو التدخل الناعم فى دول الربيع العربى (فلكيا الربيع اسوأ فصول السنة فى مصر) وذلك عن طريق الحوارات المباشرة مع قوى الإسلام السياسى – تمويل صحف تتبنى وجهات نظر مناهضة للنظم القائمة – تدريب شباب على الاعتصام الميدانى وإقامة المستشفيات بالشوارع.
مازالت التهم تطارد شباب 6 ابريل وغيرهم سواء بتلاقى تمويل او بالتعاون مع أجهزة مخابرات – تمويل لمنظمات المجتمع المدنى – الضغط فى تغيير الأنظمة كما طلب اوباما من مبارك التنحى – توجيه الإعلام العالمى وتكثيفه لتغطية المظاهرات فتحولت مصر الى ميدان التحرير فقط وتجاهل نحو 12 محافظة لم تخرج فيها مظاهرة واحدة ضد النظام.
ويكمل اصحاب هذا الرأي من المصريين (سواء اتفقت معهم او لعنتهم او فللتهم فالاستماع لهم حق واجب) قائلين إن امريكا تعاونت مع الإخوان فى مصر لتسكين الفلسطنيين وخاصة الحمساوية منهم فى سيناء وفتح المعابر باستمرار فى رفح لعدم ضغط الغزاويه على الاسرائيلين – وكان مبارك يرفض تماما فتح المعابر باستمرار محافظا على سيادة الدولة.
– فكرة الحدود الوطنية مرفوضة فى ايدلويجيا الإخوان الأصلية لأن وطن المسلم هو عقيدته – لاحظو العدد الضخم الذى يصل إلى 13 ألف فلسطينى والذين منحهم مرسى الجنسية الأمر الذى يمكنهم من شراء أرض بسهولة فى أى مكان بمصر وخاصة لو كان قريب من بيوتهم فى غزة – ويتبنى بعض هؤلاء المصريون رغم أنف الجميع ان الفلسطنيين هم الطرف الثالث الذى عاون الإخوان فى فتح وحرق السجون فى جمعة الغضب 28 يناير 2011 وفى ارتكاب عدد من جرائم الفترة الانتقالية ويربطون بين اعلان حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق بأن جيش الإسلام الفلسطينى هو الذى قام بتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية، بداية للتحرك الفلسطينى داخل البلاد، وهى الحادثة التى فجرت الشارع المصرى ضد النظام السابق وللعلم فإن الأقوال الشائعة بأن نظام مبارك هو الذى فجر الكنيسة لم تجرى حتى الأن أى تحقيقات لإثبات صحتها من عدمه ويبقى كلام فارغ وإتهام لم يتحقق أو يثبت.
ويعودوا هؤلاء ليؤكدوا مصلحة امريكا واسرائيل – صديق مرسى الوفى والمخلص كما جاء فى خطابه إلى بيريز – فى صعود التيار الإسلامى وتذويب الجيش المصرى أقوى جيش بالمنطقة لتحقيق صالح اسرائيل وتحقيق شهوة الإخوان للوصول الى الكرسى. هذه أقاويل واشاعات وافكار اسمعها كثيرا من مصريين مختلفين سواء همسا أو جهرا وأردت ان انشرها دون توجيه أية اتهامات أو تفتيش فى النوايا أو سب من يرددها. فالإقصاء صفة الضعيف والإتهام صفة العاجز، والسب صفة الجاهل والفارغ. فماذا يضيرنا فى الاستماع إلى مواطنون لايقلون وطنية عنا والرأى بالرأى والحجة بالحجة. أما الاتهام بالفلولية فاستطاع المصريون العظماء أن ما يحولوه الى نكنة مضحكة فجة ولا تخدم الا الإخوان.