أصدر التيار العلمانى المسيحى بيانا اليوم لتأييد قرار الكنائس بالانسحاب من اللجنة التأسيسية للدستور وقال البيان ” شهدت مصر والكنيسة خلال الإيام القليلة الماضية أحداثاً هامة ستشكل ملامح مستقبلهما بشكل كبير
أصدر التيار العلمانى المسيحى بيانا اليوم لتأييد قرار الكنائس بالانسحاب من اللجنة التأسيسية للدستور وقال البيان ” شهدت مصر والكنيسة خلال الإيام القليلة الماضية أحداثاً هامة ستشكل ملامح مستقبلهما بشكل كبير ، يأتى على رأسها تولى البابا تواضروس الثانى مهام قيادة الكنيسة فى لحظة فارقة ودقيقة، وما صاحب ذلك من تغيرات إيجابية على أصعدة مختلفة بعثت الأمل فى تعميق الدور الوطنى الكنيسة، وخروجها من مأزق نهج التعاطى السياسى الذى أقحم عليها فى مراحل وانظمة سابقة.
وأضاف البيان ” قبيل تولى قداسة البابا مهامه رسمياً أعلنت الكنيسة فى موقف وطنى إنسحابها من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد بعد التأكد من أن مسارها قد انحرف عن مبدأ التوافق وتحولت إلى لجنة تكرس جهودها لوضع دستور أحادى التوجه لا يحقق مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات تأسيساً على مبدأ المواطنة ووفق القواعد المستقرة فى كل دساتير الدول المدنية الديمقراطية، الأمر الذى يشكل خطراً حال صدوره بهذه الوضعية على المصريين من غير المنضوين تحت مظلة تيار الإسلام السياسى، سواء التيارات المدنية والمسيحيين.
وتابع البيان ” جاء هذا الإنسحاب متفقاً مع صالح الوطن، الذى عاش المصريون على أرضه وعبر تاريخه المديد بفلسفة فطرية ترتكز على قناعة قبول التعدد والتنوع والوسطية، الأمر الذى ينكره مشروع الدستور حتى اللحظة، تحت وابل من الترويع الإعلامى من ابواق مختطفى الدستور، فى سعى لخلق حالة شعبوية يترسخ فى وجدانها تدليساً أن مشروعهم جاء لحماية الدين فى مواجهة أعدائه المتمثلين فى كل الأطياف المعوقة لإتمام مخططهم المفارق للحس المصرى العام، وقد جاء قرار الكنائس المصرية بالإنسحاب حتى لا يحكم عليها التاريخ بأنها كانت المعبر الذى مرر دستوراً طائفياً معيباً يحمل تبعاته الأجيال القادمة.
واكد البيان رفض كل الضغوط التى تُمارس على الكنيسة المصرية للعودة الى اللجنة مجدداً ونساند الكنيسة فى تمسكها بموقفها الوطنى، ونؤكد أن العودة عنه انتكاسة وطنية لا يمكن ان نقبل بها حتى لا نوصم بخيانة الوطن، وندعم موقف الكنيسة الواضح وموقف التيارات الوطنية المدنية فى ذات الإتجاه، حتى يعاد تشكيل لجنة جديدة تحقق تمثيلاً صحيحاً لكل الإطياف المصرية، ونرفض محاولات الترويع المبتذلة التى يقوم بها البعض. وستظل الكنيسة كما كانت دائماً حائط صد منيع ضد محاولات شق الصف الوطنى واختطاف الوطن الى مربع التطرف والأحادية.