سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الخطى خلال الثماني والأربعين الماضية للوصول إلى نهاية لا يمكن التنبؤ بها في سباق محتدم إلى البيت الأبيض
سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الخطى خلال الثماني والأربعين الماضية للوصول إلى نهاية لا يمكن التنبؤ بها في سباق محتدم إلى البيت الأبيض. ويحاول المرشحان للرئاسة حشد أنصارهما واجتذاب الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة.
وبدأ أوباما ورومني جولات في أنحاء البلاد حتى اليوم الأخير من سباق تشير استطلاعات الرأي إلى أنه متعادل على المستوى الوطني رغم التفوق الطفيف للرئيس، على ما يبدو، في الولايات المتأرجة التي ستحسم من سيحصل على الأصوات الانتخابية اللازمة للفوز، وعددها 270 صوتاً.
وبعد أشهر من حملة واسعة في الولايات الرئيسة تخللتها أحياناً هجمات لاذعة، يؤكد كل من أوباما ورومني أنه يقدم أفضل الحلول لعلاج النمو الاقتصادي الضعيف والجمود الحزبي في واشنطن.
ووجه الاثنان نداءات مباشرة للناخبين في سباق قد يكون الفوز فيه من نصيب الجانب الذي يستطيع إقناع أكبر عدد من أنصاره بالذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وأظهر استطلاع يجرى يومياً عبر الإنترنت تفوق أوباما بفارق طفيف على رومني، وذلك بحصوله على 48 في المئة مقابل 47 في المئة لرومني.
وتظهر الكثير من استطلاعات الرأي تقدم أوباما بفارق طفيف لكنه متواصل في أوهايو وويسكونسن وأيوا ونيفادا وهي ولايات ستمنحه أكثر من الأصوات الانتخابية التي يحتاجها للفوز وهي 270 صوتاً وهو ما يمنع حدوث أي مفاجآت في أماكن أخرى.
المرشحان على الميزان: برنامجان متباينان
يمثل البرنامج الانتخابي للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وبرنامج منافسه الجمهوري ميت رومني حول المواضيع الرئيسة، حالة جوهرية في استقطاب الأصوات الناخبة واستمالتها. وهنا لمحات لكليهما:
الوظائف
باراك أوباما: إيجاد مليون وظيفة في قطاع التصنيع بحلول 2016 من خلال تشجيع المؤسسات على إعادة نقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة، خصوصاً من خلال إجراءات ضريبية. مضاعفة الصادرات لدعم الوظائف وخفض الواردات من الطاقة إلى النصف بحلول 2020 من خلال تنمية الموارد الغازية ومصادر الطاقة الخضراء.
ميت رومني: إيجاد 12 مليوناً عبر إعادة توزيع النمو من خلال خفض الضرائب ورفع القيود وفتح الأسواق الخارجية وتنمية الموارد النفطية والغازية الأمريكية.
الموازنة
باراك أوباما: خفض النفقات بأربعة آلاف مليار دولار على عشر سنوات. ومن هذا الإجمال، سيتم جمع 1950 مليار دولار من خلال زيادة الضرائب على الأكثر ثراء ووضع حد للاستثناءات الضريبية للشركات على أن يتم توفير الـ 850 ملياراً الأخرى بفضل إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان.
ميت رومني: رفع سقف الموازنة الفدرالية إلى 20 في المئة من إجمال الناتج الداخلي مقابل 24.4 في المئة في 2012. التصويت على قاعدة ذهبية في الدستور وإلغاء الاستثناءات الضريبية دون تحديدها، لتمويل خفض عام للضرائب. استبدال موظف حكومي من أصل اثنين لخفض العدد بنسبة عشرة في المئة.
الضرائب
باراك أوباما: رفع الضرائب للشريحتين اللتين تفوقان 208.250 ألف دولار. وستوازي المعدلات النهائية المعدلات التي كانت معتمدة قبل ولاية جورج بوش (36 و39.6 في المئة). زيادة الضريببة على عائدات رأس المال من 15 إلى 20 في المئة على الجميع. خفض الضرائب على الشركات من 35 إلى 28 في المئة، وحتى إلى 25 في المئة بالنسبة إلى بعض الصناعات.
اعتماد قاعدة بافيت، التي تفرض ألا تكون نسبة الضرائب على العائدات التي تفوق المليون دولار أقل من 30 في المئة.
ميت رومني: خفض بـ 20 في المئة لستة مقاييس من الضريبة على الدخل، لتنتقل المعدلات النهائية من عشرة في المئة إلى ثمانية في المئة للشريحة الأدنى، ومن 35 إلى 28 في المئة لشريحة العائدات التي تفوق 388.350 ألف دولار. خفض الضرائب على الشركات من 35 إلى 25 في المئة لتوازي معدل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
الإجهاض والوقاية من الحمل:
باراك أوباما: يدافع أوباما عن الحق في الإجهاض ويرى أن الخيارات المتعلقة بالصحة تشكل قراراً شخصياً للمرأة تتخذ بالتنسيق مع طبيبها دون تدخل من رجال السياسة.
ميت رومني: يأمل بإلغاء القرار التاريخي للمحكمة العليا في قضية رو ضد وايد (1973) الذي شرع الإجهاض ووضع له أطراً في الولايات الأمريكية. ويؤيد رومني حظر الإجهاض إلا في حالات الاغتصاب أو السفاح أو المخاطر على صحة أو حياة الأم. وسيوقف رومني دعم مراكز التخطيط الأسري.
عقوبة الإعدام
باراك أوباما: بعد أن كان يعارض هذه العقوبة في السابق، إلا أنه يؤيدها للجرائم الفظيعة ولو أنه يفضل أن تظل إجراء استثنائياً.
ميت رومني: نادراً ما طرحت المسألة خلال الحملة الرئاسية إذ لم يدع أي من المرشحين إلى إلغائها. وأفاد رومني برأيي أن عقوبة الإعدام تشكل رادعاً أمام ارتكاب الجرائم الأفظع.
الأسلحة النارية
باراك أوباما: يحترم التعديل الثاني في الدستور لكنه يفضل تعزيزاً لإجراءات التحقق من سجل سوابق الراغبين في شراء أسلحة نارية.
ميت رومني: مع تفسير حصري التعديل الثاني للدستور الذي يحمي حق الأمريكيين في حيازة سلاح. ويعارض أي تشريع فيدرالي جديد يحد من إمكان حيازة أسلحة نارية. وحصل رومني على دعم لوبي مصنعي الأسلحة النافذ.
الدين
باراك أوباما: مؤمن ويؤيد فصل الكنيسة عن الدولة، وقال إنه وبصفته مواطن ومسيحي فهو يحترم للغاية الحق في الممارسة الدينية. كما أنه قال إنه لجأ إلى استشارات دينية في بعض المسائل منذ توليه الرئاسة.
ميت رومني: من طائفة المورمون وهو يصلي كل مساء قبل النوم وغالباً ما يذكر تدينه في خطاباته، مشيراً إلى أن حقوقنا مستمدة من الله وليس من الدولة.
لا تقتصر الانتخابات الأمريكية اليوم على اختيار رئيس بل يصوت الأمريكيون أيضاً لاختيار مئات الأعضاء في مجلسي الكونجرس، الشيوخ والنواب، إضافة إلى 13 من حكام الولايات والمقاطعات.
وتقليدياً تتم هذه الانتخابات في اليوم نفسه أي يوم الثلاثاء الأول في نوفمبر. ويحصل الناخبون على بطاقات اقتراع طويلة قد تتألف من صفحات عدة أحياناً وتتضمن المرشحين الرئاسيين ومرشحي مجلس النواب والشيوخ والبلديات.
ويتم إعداد هذه البطاقات وطبعها في المقاطعات والولايات دون تدخل من الدولة الفيدرالية التي لا تشارك في تنظيم الانتخابات.
تتم انتخابات الكونجرس من خلال الاقتراع الأحادي بحسب الغالبية من دور واحد. وينتخب الرئيس بشكل غير مباشر من قبل كبار الناخبين الذين يعينون بحسب الغالبية في كل ولاية، وفي هذه الحالة الناخب الذي يحصد العدد الأكبر من الأصوات في أي ولاية، يفوز بكل كبار الناخبين الممثلين لها.
مجلس النواب يتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عدده 435 مرة كل سنتين، وهو الآن ذو غالبية جمهورية، يتم التصويت بحسب الدوائر الانتخابية التي تمثل كل منها قرابة 700 ألف شخص. لم يتغير عدد مقاعد المجلس منذ العام 1913.
مجلس الشيوخ، يتم تجديد 33 مقعداً (21 منها حالياً للديمقراطيين واثنان لمستقلين يصوتون لصالح الديمقراطيين و10 للجمهوريين) من أصل مئة، كل ست سنوات.
يملك الديمقراطيون الغالبية حالياً مع 53 مقعداً، مع أخذ المقعدين المستقلين في الاعتبار. يتم تعداد الأصوات على مستوى الدولة بكاملها. وبموجب الدستور، تتمثل كل ولاية بعضوين في مجلس الشيوخ لا يتم انتخابهما أبداً في العام نفسه.
حكام الولايات تنتخب 11 ولاية وبورتوريكو وجزر ساموا الأمريكيتين في المحيط الهادئ حاكماً جديداً. وفرض عدد كبير من الولايات حداً أقصى من ولايتين تستمران عادة أربع سنوات، إلا أن الدستور في كل ولاية يحدد هذه المعايير. المجالس المحلية سيتم انتخاب أكثر من ستة آلاف عضو في هذه المجالس في 44 ولاية. لكل الولايات باستثناء نبراسكا غرفتين تشريعيتين هما عادة مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ويسيطر الجمهوريون على 60 من أصل 99 مجلساً محلياً بعد أن كسبوا 23 من هذه المجالس من المعسكر الديمقراطي في العام 2010. الاستفتاءات يتعين على الناخبين في 38 ولاية التصويت أيضاً في 174 استفتاءً حول مواضيع متنوعة مثل الضرائب وغيرها. في غالبية الأحيان، المجالس هي التي تقترح الاستفتاءات إلا أن قرابة 50 استفتاءً ستتم بمبادرة شعبية كما في ماريلاند وولاية واشنطن ضد تشريع معين.