أقام المركز الثقافي الهندي مولانا أزاد يوم الأربعاء 7 نوفمبر محاضرة بعنوان ” الانتخابات والديمقراطية : النموذجان الهندي والمصري” افتتحها نافديب سوري سفير الهند بتهنئة الشعب المصري بعيد الأضحى واختيار البابا
أقام المركز الثقافي الهندي مولانا أزاد يوم الأربعاء 7 نوفمبر محاضرة بعنوان ” الانتخابات والديمقراطية : النموذجان الهندي والمصري” افتتحها نافديب سوري سفير الهند بتهنئة الشعب المصري بعيد الأضحى واختيار البابا تواضروس الثاني،: وشكر السفير المستشار حاتم بجاتو على قبوله إلقاء المحاضرة، وقال لقد زار المستشار حاتم بجاتو الهند مؤخرا وتحديدا في شهر سبتمبر الماضي حيث التقى مع مسئولين عن لجنة الانتخابات الهندية وناقش معهم سبل إدارة العملية الانتخابية واستخدام ميكنة التصويت في الانتخابات، وسوف يلقي الضوء خلال كلمته على كل ما دار في هذه الرحلة وسيعطينا مزيد من المعلومات عن هذا الموضوع.
وأضاف : إننا ربد أولا لابد أن نعرف ما هي الديموقراطية ؛ فهى حكم الشعب، وهذه الإرادة تعكسها الانتخابات ولذا يجب أن تكون انتخابات حرة ونزيهة. وأوضح السفير أن الهند قد حصلت على استقلالها عام 1947 ثم قامت بإقرار الدستور وإعلان الجمهورية في 26 يناير 1950، واستطاعت الهند خلال مسيرتها أن تحقق المزيد من الإنجازات وأهمها على الإطلاق هو دعم النظام الديموقراطي في دولة يزيد عدد سكانها على المليار نسمة في ظل مجتمع يتسم بالتنوع في الديانات واللغات والثقافات. ومن ناحية أخرى قامت مصر بإجراء الانتخابات الرئاسية ومن قبلها الانتخابات البرلمانية بنجاح كبير أشاد به العالم أجمع وكانت الهند من أوائل الدول التي أيدت مصر خلال المرحلة الانتقالية . وكان رئيس لجنة الانتخابات الهندية السيد قريشي هو رئيس لجنة الانتخابات الوحيد على مستوى العالم الذي وجهت مضر له دعوة لزيارتها بعد ثورة 25 يناير وتحديدا في مارس 2011 حيث قابل رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية ورئيس لجنة الانتخابات البرلمانية وتبادل معهم الخبرات المتعلقة بالعملية الانتخابية وخبرات الهند الطويلة في هذا المجال.”
أما المستشار بجاتو فقال:”الهند تعتبر اكبر ديموقراطية من حيث عدد السكان والتنوع العرقي والثقافي ، وهي أول دولة تستخدم النظام الميكانيكي في الانتخابات وذلك منذ 84.ويعتبر النظام الانتخابي الهندي أكثر الأنظمة ملائمة لمصر، فلدينا مشكلة جهل مثل الهند كما لا توجد كهرباء في بعض المناطق بالبلدين، أجهزة التصويت المستخدمة في الهند يمكن استخدامها في ظروف جوية سيئة للغاية، كما إن الانتخابات في الهند تأخذ وقت طويل للغاية فعلى سبيل المثال تأخذ الانتخابات البرلمانية شهور طويلة، منذ وضعت آلية مفوضية الانتخابات ، ويدير المفوضية ثلاثة فقط وكان حينها الهند تبلغ 450 مليون نسمة . والآن الهند تخطى تعداداها المليار نسمة ولازالت مفوضية الانتخابات يديرها ثلاثة فقط وبأكثر كفاءة ممكنة، ولأن الهند خضعت للاحتلال البريطاني فترة طويلة كان من الطبيعي أنها بعد الاستقلال تأخذ نظام قريب من النظام البريطاني وهو الملكية الدستورية. وقد أنشأت الهند نظام دستوري برلماني ؛ حيث الحكم في يد الوزارة ورئيس الوزارة، الفارق في الهند أن رئيس الجمهورية دوره ليس شرفيا تماما، ثانيا هي الدولة البرلمانية الوحيدة التي لديها نائب رئيس جمهورية، وينتخب رئيس الجمهورية في الهند عن طريق الكلية الانتخابية ؛ فلا ينتخب مباشرة عن طريق المواطنين بل ينتخب عن طريق مجموعة تمثل ولايات الهند بالإضافة إلى المناطق السبع التي تتبع المنطقة المركزية، أما نائب رئيس الجمهورية فيتم اختياره عن طريق الكلية الانتخابية التي تضم أعضاء البرلمان فقط وبمجرد تعيين نائب الرئيس يعد رئيس مجلس الشيوخ. ويتكون البرلمان من الحزب الذي يحصل على الأغلبية، ومن البرلمان يتم تشكيل الوزارة التي تمارس كل الأعمال . أما الأعمال التي يمارسها رئيس الجمهورية فيتعين عليه أن يمارسها من خلال وزراءه.”
وفي سؤال حول الديمقراطية في المحليات ، قال سوري: “الديمقراطية في الهند تطبق على مستوى القرى وليس المدن فقط، لدينا نظام انتخاب قديم في القرى وهو نظام الخمس شيوخ والذين يشكلون مجلس القرية وهو نظام يمثل ديمقراطية معاصرة مقاربة لنظام الانتخابات، ومنذ سنين عديدة مضت أخذنا خطوات في مجال تمكين المرأة ، وذلك لأنه ليس لدينا حتى الآن عدد كبير من النساء لديهم تمثيل جيد، ويمكنني أن نقول إنها عملية تطور فلا يمكنك أن تقوم بكل شئ مرة واحدة” .
أما بجاتو فأشار إلى مصر كانت لديها تجربة الإدارة المحلية في الستينات والتي استمرت حتى 2011 وكان هناك تمثيل نيابي أو تمثيل منتخب على مستوى القرية وعلى مستوى المركز وعلى مستوى القسم وعلى مستوى المدينة والمحافظة، وحاليا في مسودة الدستور الجديد سيعاد العمل بنظام الحكم المحلي ولكن غير واضح ما هو الإطار الذي سيعمل فيه المحليات هل الحكم المحلي أم الإدارة المحلية ، كما إنه ليس معروف هل سيكون أقل مركزية أم سيكون مثل النظام السابق .
وحول الانتخابات الرئاسية أكد بجاتو أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لو لم تكن متأكدة بنتيجة الانتخابات الرئاسية 100% لما أعلنتها، وأضاف أنه يتم دراسة تجربة الهند وبعض دول أمريكا اللاتينية فى تنظيم الانتخابات للاستفادة منها وتطبيقها فى مصر.
وألمح بجاتو إلى أن الديموقراطية لها وجهان ، الموضوعي والإجرائي ؛ ولأن شعب مصر عانى في النظام السابق من الفساد الإجرائي فقد ركزت اللجنة المعنية بالانتخابات على إجراءات الانتخابات وضمان سلامتها، أما الجانب الموضوعي وهو الأهم لا يمكن تغييره بين يوم وليلة، ومن سيحمي التجربة الديموقراطية هو الشعب الذي سيزيد وعيه مع الوقت.